تحقيقات وتقارير

المرأة الجنوبية قوة حضارية


المرأة الجنوبية:
٭ قدمت ثورة الإنقاذ عدداً ليس بقليل من نساء الجنوب.. وضعتهن في مقدمة المجتمع.. وزيرات.. وآليات.. عضوات في المجلس الوطني.. وأذكر أن هتافات الدفاع الشعبي كانت تقارن بين وزيرة خارجية أمريكا والوزيرة الجنوبية «جنسيس».. وتفهم المجتمع السوداني أن المرأة الجنوبية هي امرأة مثقفة وتملك كل مقومات إدارة المجتمع الحكومي أو المدني.

٭ وعندما تمت اتفاقية السلام بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية ظهرت نساء جنوبيات مثقفات حضرن إدارة دفة الحكم في السودان مثل: وزيرة الصحة تابيتا بطرس ورئيسة اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني.. وتألقت المرأة الجنوبية عندما أعطى الكلام لزوجة البطل الراحل جون قرنق لكي تتحدث في ثبات وعزيمة وقبول إرادة الله، وراهن كثيرون على أن زوجة جون قرنق مؤهلة لقيادة الحركة الشعبية، وإن ابنتها مؤهلة لتكون إحدى الوزيرات في وزارة بالجنوب.
صحوة المرأة:
٭ ولقد حدثت الصحوة والحمد لله.. ولكن قبل الصحوة كانت المرأة الجنوبية كأنها سلعة تباع بعدد من الأبقار، فالدينكا تدفع ما يفوق المائة رأس من البقر مهراً للمرأة.. وتخضع العملية للمسافة الشديدة، وكأنها سلعة تباع وتشترى.. والمرأة آلة لزيادة الدخل ومزيد من الإنجاب لزيادة عدد أفراد القبيلة.. وكان الرجل هو صاحب الكلمة والسيطرة.
٭ وكانت المرأة لا تقدر أن تخرج عن الموروث الثقافي ووصايا الآلهة التي تطالب المرأة بالخضوع للرجل تحت مظلة النظام الأبوي.. بل إن المرأة نفسها كانت تقهر زميلتها المرأة في الوقت الذي تقوم فيه بنفس الدور الأبوي داخل المجتمع.

٭ وكما يرى «قبريال هلدي» في بحثه عن المرأة عند الجنوب المفاهيم الثقافية السائدة، والذي نشر في كتاب «المرأة السودانية في الحياة العامة».. أن المرأة الجنوبية عاشت في المجتمعات البطريركية ذات النظام الأبوي والتي يصعب فيها على المرأة أن تنداح وتبدع فيه، لأنها مطالبة بالقيام بالإنتاج والإنجاب.. وهي كائن أقل من الرجال، أقل ذكاءً.. وأقل قدرة على التحمل، وهي لا تملك العقل المبدع.
٭ فالرجل الدينكاوي هو النبي والحاكم والقاضي والمالك الأول والأخير للأرض وما فيها أو ما عليها.. وبالتالي فإن الإنتاج الثقافي ملك الرجل وعلى أساس ذلك كان تشكيل البيئة الاجتماعية والثقافية التي تحوي كلاً من الرجل والمرأة.
٭ وكان الرجل هو الذي يحدد دور المرأة ومساحة تحركها وقيود حريتها، وهو الذي يحدد حقوقها وواجباتها، وهو المسؤول عن التقويم والتأديب لها، وعندما تكبر الفتاة وتزمع أن تدخل إلى عالم الزواج والأمومة، فإن الرجل هو الذي يحدد مهرها.

٭ وعندما تكبر المرأة الجنوبية تنزوي في أماكن قصية رغم أنها داخل البيت ولكنها بعيدة عن الأحداث ولا يلجأون إليها إلا لتختار عروساً جديدة لزوجها لكي يجدد دمه أو عندما يبحث في حالة الأنساب وتاريخ القبيلة، لأن المرأة كانت تحتفظ بدقة التفاصيل الخاصة بعلاقات الدم لدى الأقرباء..
٭ ولم يكن في مقدور أحد أن يتمرد على النظام الاجتماعي للقبيلة، وإذا تمردت الفتاة على الأعراف المعمول بها فإن لوالدها أو أخيها أن يعاقبها حتى تنصاع لقرارات الأسرة ونظمها وأعرافها.

راي : فيلو ثاوس فرج
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. برطس ليست جنوبية تابيتا نوباوية يا سيد ما اعظم جهلك . هى شمالية و ليست جنوبية .الصحيفة دى ما فيها مصحح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟