هيثم صديق

معزول بحب


وما بين معمول بحب معزول بحب ألف فرق واتفاق
وقبل أن نتحدث عن عزل مجموعة من الاتحادي الأصل للميرغني الكبير وتحويل الحزب لحزب سياسي بعيدا عن وصاية السجادة الصوفية. فإننا سنثبت أن عزل القادة في بلادنا قديم بل أقدم من انعزال القادة عن القاعدة في كل تجربة الأحزاب والطرق والطوائف.
ومع ذلك سنثبت أيضا أن هذا العزل بمعناه المفهوم لن يقع. فلم يقع إلا عند ثورة أو انقلاب على رئيس سابق سرعان ما يعود بحزب من جديد إن كان (أمة) أو (اتحاد اشتراكي).
أكثر العزل ما يكون عند الحركات المسلحة وحركات التمرد منذ قطري بن الفجاءة وحتى حركات دارفور والحركة الشعبية.
فلربما اليوم سيعزل الميرغني من عزلوه ليعزل العازل عازله والعوازل قالوا إيه قالوا بيحب..
لقد أطلقوا على الميرغني إشاعة أن الأطباء منعوه من العمل بالسياسة.. ثم جاء داحضا لإشاعتهم.. وإذا بصراع مراغني لجيل آخر يحتدم ما بين ناطق رسمي وناطق موسمي ومناطق مقفولة عن النقد.
حال الحزب العجوز يحكي حال البلد بأكمله في مطاردة القديم للجديد والجديد للقديم فيلوح الأمة، والصادق المهدي ينعت مبارك المهدي بأنه يطارد مع الكلاب ويجري مع الأرانب، وأولاد مادبو رغم كسبهم وتاريخهم يرون أن حزب الأمة لبيت المهدي منذ الإمام عبد الرحمن وحتى الإمام مريم الصادق.
المعزول حقيقة حتى الآن هو الرئيس المدني الوحيد في مصر ما بعد الجلاء محمد مرسي لأن المؤسسسة العسكرية في مصر هي أمة واتحادي مصر لها الحاكمية والسلطة وتقبيل الأيادي.
حزين أنا لما يتم عزل الميرغني في خريف العمر بحركات إعلامية وحزين لأن من عزله في ذات سنه، فكيف يلتئم شعث وطن والكبار فيه في صراع الأنداد لخمسين عاما لم تبهت لهم جزوة ولم ينزل لهم لواء.
أصبح الأمر أقرب للخلع في قانون الأحوال الشخصية في مصر لما أصبحت الزوجة تطلب الطلاق دارت على ذلك ندوات وفي ذلك أفلام ومحامي الخلع يكتب أولا أن الزوج ما بيعرفش والأطفال حوله يتقافذون من ذات الأب.
وأمس كنت حضورا لنقاش محتدم في أحد الميادين وأنابيب الغاز تتدلل كما العزاز عن لماذا لم يهب الشعب ثائرا ضد انعدام الغاز فصرخ فينا أحدهم
ومن سيحكمنا.. كانت الصحيفة في يده تحمل عناوينا مفجعة عن العزل لا العدل.
الرجل قال لنا لا تأسفوا على انعدام الغاز.. تأسفوا على موت غازي سليمان.