داليا الياس

الوجع حميد


ﻻ ﺯﻟﺖ على عادتي القديمة…. ﺃﺻﻤﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆﻟﻤﻨي أمر ما…. لا أعرف هل هو ضعف أم خوف أم طيبة! ﺛﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧنﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ وتستنكار ربما ليستمروا في إيلامي: (إنتي ﺯﻋﻠﺖي؟..) ﻓﺄﺟﻴﺒﻬﻢ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ: (ﻻ.. البيزعلني شنو؟).. وقلبي ينزف من وجع الجحود أو الخذلان أو الفراق.
أﻋﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ أﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻘﺴﻮ ﻋﻠﻴﻨﺎ.. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳقرر ﺍﻟﺤﻆ أﻻ ﻳﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ..وقد يعجز الآخرون عن فهم طبيعتنا ومقدار رهافتنا… ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺪﺭﻙ أﻥ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻧﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ..
ﻻ ﺃﻧﻜﺮ أنني ﻳﻮﻣﺎً قد ﺳﺌﻤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻭﻻ ﺃﻧﻜﺮ ﺿﻌﻔﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ.. وشعوري المقيت بالعجز والأسى والحنق. وكثيرا ما اجتاحني الندم وسيطرت (لو) على تفكيري وإحساسي… ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﺭﻭﺡ خفية… وقناعة مطلقة.. ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ.. ﻛُﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﻋﺒﺪﺍ اﺑﺘﻼﻩ.. وأن (الرضا بالمقسوم..عبادة)!
إذن…عﻴﺸﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ.. ﻓﺎﻷﻓﻮﺍﻩ ﻟﻦ ﺗﺼﻤﭟ واﻷﻟﺴُﻦ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ.. والأحلام لن تتحقق كلها…والبعض لن يكون أبدا كما نتمنى…
ﺗﻐﻴﺮﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً وﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. وكثيرا ما أشعر أن معظم كلماتي وتصرفاتي تحتاج إلى محام للدفاع عنها.. فهي تصدر عني بحسن نية.. ولكن البعض يجرمها!!
ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑغضبه… ويواجهني برأيه… وحقيقة انطباعه ووجهة نظره.. ﺃﻭ ﺑﺎﻧﺰﻋﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﺪﺭ ﻣﻨّﻲ.. ﻷﻧﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻲ ﻃﺮﻕا ﻟـﺘﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺴﺒﺐ.. ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘُﻢ مشاعره…ثم ﻳﻨﻬﺶ ﻟﺤﻤﻲ ﺑﺎﻟﺨﻔﺎﺀ ومن خلف ظهري ويروج لانطباعات سيئة عني!..
ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻷﻋﻤﺎﺭﻧﺎ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﺆﺟﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ… ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺴﻜﺮ.. لﻛليﻫﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻮﻥ.. ﻟﻜﻦ ﺳﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ.. ﻛﺬﻟﻚ
ﻫﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ..
ﺗﻌﺠﺒﻨﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻐﻴﺮ.. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﻌﻤﻖ.. ﺗﻄﻠﺐ ﺑﺄﺩﺏ.. ﺗﻤﺰﺡ ﺑﺬﻭﻕ.. ﻭﺗﻌﺘـﺬﺭ ﺑﺼﺪﻕ..
ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺠﺒﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻟﻤﻦ ﻳُﺴﻲﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻨﺎ.. ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻨﺎ ﺟﻴﺪﺍً ﻳﻔﻬﻤﻨﺎ ﺟﻴﺪﺍً.. ﻓﺎﻟﻌﻴﻦ ﺗُﻜﺬﺏ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺇﻥ ﺃﺣﺒّﺖ.. ﻭﺍﻷﺫﻥُ ﺗُﺼﺪّﻕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺇﻥ ﻛَﺮﻫﺖ..
ﻧﺼﺎﺩﻑ ﺃﻧﺎﺱا ﻳﺤﺒﻮﻧﻨﺎ.. ﻭآﺧﺮﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﺃﺣﺒﺒﻨﺎﻫﻢ.. ﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻚ.. ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﻦ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ.. ﻓﻤﻦ أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻫﻴﺄ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻓﻘﻂ ﻭﻣﻦ أﺣﺒﻚ ﻫﻴﺄ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻌﻄﻴﻚ ﻓﻘﻂ..
ﻛُﻦ أﻋﻤﻰ عن ﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻚ.. ﻭﻛُﻦ أﺻﻢاً عن ﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺠﺮﺣﻚ.. ﻭﻛُﻦ
ﻣﺘﺒﻠﺪا ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺆﻟﻤﻚ.. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﻴﺶ ﺳﻌﻴﺪا..
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ….والوجع الحميد في العادة يؤلم… أما الوجع الخبيث فلا يؤلم ولكنه يباغتك على حين غرة…. ففيم ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ؟!.. ﻏﺪﺍ ﺳﻨﻜﻮﻥ ﺫﻛﺮﻯ…. ويوارينا التراب. وتنسانا الحياة وأهلها.. ﻓﻘﻂ يبقى العمل الصالح والمواقف النبيلة…. فاﺑﺘﺴﻤﻮﺍ ﻭﺳﺎﻣﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﺇﻟﻴﻜﻢ.. لأن ﺎﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻗﻠﻮﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔ ونوايا طيبة والكثير من النقاء والصبر والاحتساب…
تلويح:
العمر لحظة… فلماذا نمضيها في البغضاء؟!


‫2 تعليقات