لبنى عثمان

أحلام الصبا


تأخذنا الأحلام منذ أن نغفو.. وتُجردنا من نضجنا وعقلنا وتطير بنا إلى عالم الخيال والأحلام.. تُجلسنا في معقد الأمنيات لحظات.. وتطيرُ بنا إلى عالمنا البريء.. حيث كنا صغارا نحلم والحلم كل ما نملك.. حيث نجسد الحُلم حبيبا..
***
حبيب.. أنتظره قادما على حِصان أبيض..
حبيب أمشط شعري على نغماته خيالا.. أقاسمه لقمتـي.. وأطعمته إياها يدي.. حبيب.. سرت معه على شاطئ البحر وتقاذفنا رشات مائه.. حبيب.. أطلقت أسر ضفائري وتحولت بها إلى امرأة بدائية أعيش بين الأشجار وأكتشف النار..
حبيب.. ظهرت لي ساحرة ساندريلا وأخذتني إلى قصره وحفله وناسه.. حبيب.. منحني ثوب ليلي الأحمر.. وطريق الغابة الموحش.. وكوخ جدتها المريضة وتفاصيل ذئبها الماكر.. حبيب.. أيقظ فيّ تفاصيل (بيضاء الثلج).. وتفاحة الغدر.. وحنان الأقزام.. وقٌبلة الأمير.. حبيب.. أعادني إلى مراهقة الخامسة عشر وارتباكة المشاعر.. وخفقان القلب.. وارتعاش اليد.. وأجندة الذكريات.. وصندوق الأسرار..
حبيب.. تجولت معه في حينا القديم وبيتنا القديم وطرقاتٍ نُحتت عليها أقدام طفولتي..
حبيب.. أعدت إليّ ثوبي المدرسي وأشرطة شعري الملونة..
حبيب.. فتحت له حقيبتي وأخرجت له دفاتري وكتبي وأقلامي الرصاص والممحاة والمبراه..
وشاركني بها واجباتي المدرسيه وفيها كتبت له أجمل الكلمات..
حبيب.. أيقظني الحنين إليه صباح العيد.. فوضعت قطرات عطره على أنفي كي أبقى طوال النهار في ذاكرته..
حبيب.. أرسم حروف اسمه في دفاتري.. وعلى كفي.. وأنقشها على أشجار مدرستي..
حبيب.. أدخلته في ذاكرتي خيالا.. ونثرت أحرف الود عليها.. فأوصيت الحواس به دفئا والقلب عشقا.
** يقظـــــة **
وما أجمل وأنقى وأصدق من عشق الصبا!!
فقد سرقني.. مني إليك.