مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : ما ننتظره من مؤتمر الحركة الإسلامية!!


بالأمس كان الإعلاميون الذين احتشدوا في قاعة المؤتمر الصحفي للحركة الإسلامية يجعلون منها حائطاً للمَبكي ويُحمِّلونها مَسؤولية كُل شَئ ويرجون منها حُلولاً لقضايا تَمتد من قُفة الملاح والحوار الوطني وتوحيد أهل القبلة إلى تزكية المُجتمع والحريات ومكافحة “داعش” والتطرف والتشيع وغاز الطهي الاحتباس الحَـراري.
نَعم وبلا مُبالغة هي تَحديات وضعها الإعلاميون على عاتق الحركة الإسلامية وبين يدي مؤتمرها التنشيطي، يحملها الإعلام وُزر المُمارسة السياسية سلبياتها وإيجابياتها وينتظرها المُجتمع لإقالة عثرة الحياة في مَناحيها الخدمية ومُنعطفاتها السياسية وقضاياها التربوية، ولا غرو فقد بلغت مرحلة الدولة وصارت الناظم المركزي لحركة السياسة والمجتمع يترجّاها الناس أملاً في قادم ينتصر على مَواجع الحاضر بمُشكلاته وتعقيداته وأزماته وتقاطعاته.
طوف الدكتور الزبير محمد الحسن والأستاذ مهدي إبراهيم والدكتورة مها الشيخ على كل الملفات وهُم يَتَصدّون لأسئلة سَاخنة أنتجها واقع المُمَــارسة السياسية في الفترة المُنصرمة، أحسست بأهمية المؤتمر التنشيطي الذي دعت له الحركة الإسلامية وَالأسئلة تَتَنوّع وَتَتَوزّع بين الهُمُــوم، السِّياسيَّة والفكريّة والدعويّة والخدميّة فأدركت أنّ مُهمّة الحركة الإسلامية عظيمة في مُقبل الأيام وقد جعل منها الواقع الراهن مُوئلاً لإنتاج الحلول ومركزاً لتجديد الوعي ومَنصة لحلحلة المشكلات التي تتعاظم مع الامتحانات التي تجلس لها الدولة السودانية يومياً.
كثافة الملفات لن تجعل مؤتمر 15 ديسمبر الحالي منصةً لاجترار المواجع والتقلب في نعيم الذكريات، ولن يكون المؤتمر منصةً للشعارات التي درج الإسلاميون على ترديدها في كل المُناسبات، ولن يكون المؤتمر كذلك مُحاولة لتجميل الواقع بأكثر ممّا يحتمل من المَساحيق، الواقع يفترض أن تَتَحَمّل الحركة الإسلامية مسؤولياتها التاريخية وتراجع مسيرتها في المرحلة الماضية، مُستصحبةً تجارب الحركات الإسلامية وتحديات المرحلة الراهنة.
لن ننتظر من المؤتمر أن يكون موسماً لـ (طق الحنك) والتأكيد على أنّ كل شئ على ما يُــرام لآن الواقع ليس كذلك.
نريده أن يكون مؤتمراً فاصلاً بين مرحلتين تلتقط فيه الحركة الإسلامية قفاز المُبادرة بكل جرأة وشجاعة وأن تَتَقدّم الصفوف لمُعالجة مشكلات الراهن، وأن تقدم البدائل والحُلول للأزمات الحالية وفي مُقدِّمتها أزمتها هي نفسها، لأنّها لن تنجح في تقديم أيِّ نموذج حَي وفعّال ما لم تبدأ بنفسها وتقترب أكثر من قضايا المواطن السوداني.
مسؤولية تاريخية تنتظر الحركة الإسلامية في توقيت بالغ التعقيد، لن يكون مُفيداً أن تظل حركة صفوية تتعامل بفوقية مع مُشكلات المَعَاش وقضايا الناس ولن يكون مَقبولاً بأيِّ حَالٍ من الأحوال أن تنسحب من المساجد والمنابر ومَنصّات الفكر والدعوة لتتركها نهباً لتيارات تهدم سماحة الإسلام ووسطيته التي تَتَنَاسَب مع مَـــزاج وطبيعة الشّــعب السوداني.
ننتظر نقداً ساخناً وحياً للمُمارسة، ونتائج كبيرة تتوافق مع الحركة التي كانت يوماً تُعبِّر بأصدق مَا يَكون التعبير عن تطلعات الشعب وهُمُـــوم المُجتمع الأمر الذي منحها مَكانة عَظيمة ذات يوم لدى الناس وأهلها لمَرحلــة الدولــة.