مقالات متنوعة

رقية أبو شوك : لماذا نحطم نجاحنا بأيدينا ؟؟؟؟


عندما نكون مثلاً مسؤولين عن المتابعة لكونها هذه هي المسؤولية التي قبلناها … فإن هذه المسؤولية تجعلنا نكون لصيقين لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الجهات المسؤولة عنها، ومن ثم عندما نصدر قراراً مثلاً بالإشادة أو لفت النظر فإن هذه الإشادة أو لفت النظر لم تأتِ من فراغ، لأننا في البدء متابعون والقرار جاء بناءً على المتابعة اللصيقة … فالأستاذ عندما يقول للطالب أنت ممتاز فحقيقة أنه ممتاز وهكذا.
أجهزة الدولة بمختلف الدول هنالك من يراقب أدائها …الرئيس يكون ملماً وكذا نائبة وكذلك الجهاز التنفيذي هنالك من يتابع أدائه فلنقل مثلاً هو مجلس الوزراء.
نحن في السودان لا نخرج من إطار هذه المنظومة لأن العمل الرئاسي وأمور المتابعة تتشابه في كل الدول.
فعندما تعلن الدولة مثلاً الإشادة بمرفق بعينه فإن هذه تعتبر إشادة بنسبة (100%)، ويحق لنا أن نحتفل بها ونجعلها قلادة تزين المؤسسة التي ننتمي لها، ونعلنها للملأ حتى يعرف الرأي العام أن هذه الإشادة لم تأتِ من فراغ، فالإشادة ووسام الإنجاز سواء كان من الطبقة الأولى أو الثانية فإنه إنجاز وإلا لما منحته من رأس الدولة هذه الإشادة … أيضاً التكريم … فعندما يكرم شخص أيضاً فإنه حقيقة يستحق التكريم … فالوفاء من أجل العطاء.
أقول هذا وفي الخاطر إشادة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن “بكري حسن صالح” بالجهود التي بذلتها وزارة الإرشاد والأوقاف، ممثلة في الإدارة العامة للحج والعمرة وذلك على خلفية الترتيب الجيد والتسهيلات التي يقدمونها للحجاج.
فالسودان وكما أشرت في مساحة سابقة فإنه من أقل الدول تكلفة وذلك عندما أجريت استطلاعاً لمعرفة كلفة الحجج بعدد من الدول، بعد أن سألوني (ايش يكلف الحج عندكم في السودان). وقد أجبت بكل شفافية حينها عرفت أن السودان هو الأقل.
الآن الإدارة العامة للحج والعمرة أصبحت محاطة بالأشواك، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهت لها بأن هنالك فساداً والتصرف في أموال الحجاج، الأمر الذي يشوش الصورة العامة لمؤسسة نعتبرها من المؤسسات التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتعظيم شعائر الله (لأنها من تقوى القلوب)، الأمر الذي يؤكد لنا بأننا نسعى لتحطيم مؤسساتنا بأيدينا ونشوه صورتها عندما نكيل الاتهامات، بأن هنالك فساداً ورشاوى وتهديدات بالقتل، وبالمقابل يرد الطرف الثاني بأنه استهداف شخصي لأن الذي قيل لا أساس له من الصحة.
فإذا كان لدي مستند ضد جهة ما بأنها فاسدة فإن هنالك جهات مسؤولة عن ملف الفساد يكفي أن مد تلك الجهات بالمستندات الرسمية لتتحرى وتقول كلمتها ومن ثم ترفعها للجهات العليا لتقول كلمتها النهائية.
وما زلت أذكر جيداً حديث رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” والذي هو رمز سيادتنا عندما قال (أي زول يتحدث في الفساد عليه بالمستندات).
بهذه الصورة كما أشرت فإننا نقتل مؤسساتنا الناجحة ونسعى لتدميرها بأيدينا.
فهل عندما يتم تأجير سيارات من أجل تنفيذ العمل المرتبط بزمن معين يعتبر هذا فساداً أو عندما نقدم نثريات لاجتماع ما يعتبر هذا أيضا فساداً. ومعروف عالمياً أن هنالك نثريات لأعضاء اللجان ومجالس الإدارات.
فعندما نحول مثلاً ميزانية شيء معين إلى شيء آخر لا يعني هذا أنني فاسد ولكن ربما حالت أشياء أخرى كثيرة دون تنفيذ البند الأول، مما دعا القائمين على الأمر إلى تحويل ميزانيته إلى بند آخر.
فنحن مازلنا وسنظل نحترم البرلمان باعتباره الجهة الرقابية على كافة مؤسساتنا وهو الآن جدير جداً بحل هذه الإشكاليات وتبصير الرأي العام بها بوجهها الصحيح.
فالسودان الآن مازال اقتصاده يعاني من عدد من الأزمات أولها ضعف الإنتاج النفطي بسبب ديون الشركات والتي وقفت عاجزة الآن لمزيد من الاستكشاف، وابيضاً نحن مقبلون على موازنة جديدة كان ينبغي أن نركز على الأشياء التي تخفف العبء على المواطنين، وأن نطالب عبر المنابر المختلفة بضرورة أن تأتي الموازنة الجديدة ملبية لطموحات المواطن، وأن نتحدث أيضاً للإعلام بضرورة أن تأتي الموازنة الجديدة بزيادة مقدرة في المرتبات لمقابلة الارتفاع الجنوني للأسعار، وذلك قبيل أن تذهب الميزانية لمجلس الوزراء والمجلس الوطني.


‫2 تعليقات

  1. الظاهر عليك يا رقية مستفيدة من فساد الحج و العمرة ،، او موظفة في الحج و العمرة ، هو يا بت الينشاف بالعين عاوز يضوا ليه نار ؟ ،، و الله الحج والعمرة فضيحة لكل ذو مروؤه كل حج و حجاج السودان يشتكوا من سوء الإعاشة و السكن في بيت الله ،، يا ناس نحن في شنو والناس في شنو ؟

  2. (( الآن الإدارة العامة للحج والعمرة أصبحت محاطة بالأشواك، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهت لها بأن هنالك فساداً والتصرف في أموال الحجاج،))……… الأستاذة رقية أبو شوك، لكِ خالص التحيات، أمّا بخصوص الإتهامات التي وُجِهت لإدارة الحج والعمُرة فلنكن صادقين ألم يتكرر الأمر في السنوات الأخيرة وكثُرت شكاوى الحجاج السودانيين من زيادة التكاليف المادية ورافقها سوء في الخدمات داخل الأراضي المُقدّسة في نواحي كثيرة ليس الآن مجال توضيحها بالتفصيل فالحج فيه المشقّة وهذا لعمري يتحملُه من أراد أداء الشعِيرة بكل أريحية شوقاً لبيت الله العتيق، ولكن أن تؤخذ أموال يجمعها الحُجاج البسطاء (وهم الأغلبية الساحقة)بشِق الأنفس ولا يرون مردود هذه الأموال في الخدمات التي تُقدّم لهم ولا يُبالون في ذلك لمقصد أداء الفريضة وزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكن أن تتواتر الأخبار بإستضافة مسؤولين (وبعضهم بأسرته) على حساب البسطاء فذلك ما لا يُطيق تحمُله من كابد في حياته للقيام بأداء الفريضة ويرى من يستفيد على حسابه و يتمتع بالخدمات أكثر منه بما دفع فيه وجمعه بشِق الأنفس. الأستاذة رقية أبو شوك ، أتمنى أن تكوني قد شاهدتِ آخر حلقة لبرنامج التي كانت مُخصصة لهذا الموضوع والتي تهرّب مسؤول الحج عن حضورها ولم يُقدِم إعتذار بل وحتى لم يُجيب على المكالمة وكلنا سمعنا هاتفه يرن ولكن إنقطع الرنين وجاءت نغمة الهاتف مشغول، وبمناسبة الكلام عن الحلقة نُوجه اللوم للنائب المُستضاف في عدم تِبيانه للموضوع وتحجُجه بعدم وجود الطرف الآخر بينما كان من المفروض أن يُقدم ما لديه توضيحاً وإحتراماً للمشاهد حتى يتم تقييم المسألة على الملأ ، ولكنه آثر الإنسحاب تهرُباً كما تهرّب مسؤول الحج والعُمرة.