أم وضاح

يا سعادتك بتعرف المسكول!!


وكأن هناك دعماً حقيقياً للسلع يشعر به المواطن في حياته اليومية حتى يتوعدنا وزير المالية “بدر الدين محمود” برفع الدعم عن سلع القمح والوقود والكهرباء، في مقارنة غريبة لا تتسق مع منطق الأشياء، لأن رفع الدعم هذا معناه بالبلدي كده زيادة الأسعار، وهو ما يخالف الواقع، إذ كيف يرفع الدعم عن القمح في الوقت الذي تشهد أسعاره انخفاضاً عالمياً؟ يعني كيف يستقيم أن تكون الثلاث عيشات بجنيه لتصبح عيشتين في ظل انخفاض أسعاره عالمياً؟! والسيد “بدر الدين” يريد أن يوحي بأن سياسة زيادة الأسعار، وهي المعنى الحقيقي لرفع الدعم، يريد أن يوحي بأنها تصب في مصلحة الأسر والشرائح الضعيفة، كما قال، وهي اقرب ما تكون الي شهادة الحق التي يراد بها باطل، فكل السياسات يذهب ريعها لمصلحة الحكومة ومؤسساتها ووزرائها وإنفاقها وعرباتها ونثريات مؤتمراتها التي تقام بلا ذمة، ومن غير لازمة، وحتى الآن ما عارفة شنو الفائدة، العادت للمواطن من هذه الملتقيات التي تقام عمال على بطال!! والسيد الوزير قال إن رفع الدعم سيساهم في وقف الانهيار الاقتصادي ،الذي ظل قائماً منذ انفصال الجنوب ،وهو حديث يجعلني (انطط) عيوني حتى تكاد أن تفارق محجرها، لأن هذه المبررات لانهيار الاقتصاد جاءت بعد حديث وزير المالية السابق “علي محمود” الذي كشف المتغطي وخلى الما يشتري يتفرج، وهو يفضح النافذين الذين يتلاعبون بأسعار البورصة والأسهم لمصالحهم وشركاتهم الخاصة، مما سدد أكثر من ضربة قاضية للاقتصاد جعلته طريح الفراش في غرفة الإنعاش!
لكن دعوني أتوقف عند حديث وزير المالية المستفز، الذي اتهم فيه الشعب السوداني بأنه شعب مستهلك وليس منتجاً، وأنه يستورد ولا يصدر وهو حقيقة يشبه مقولة (رمتني بدائها وانسلت)، إذ كيف يريد الوزير أن يصف الشعب السوداني بأنه غير منتج وغير فاعل والشعوب يقودها للإنتاج والفعل وقادتها يخلقون لها المشاريع العظيمة ويدفعون لها بالسواعد العاملة وبالشباب تحفيزاً وتشجيعاً؟! يعني يا سعادتك إنت عايز الناس تقوم من نومها لتضع الخطط والاستراتيجيات والآليات وأدوات التنفيذ لتنتج!! طيب لنفترض أن كل ذلك حدث والحكومة كما العادة مكتفة يديها، وتجلس في مقعد المتفرج، هل يا ترى ح تتركوهم في حالهم؟ أم ستطاردهم أشباح الجبايات والعوائد والتصاديق وأدفع بي هنا وأدفع بي هناك؟؟ يا سيدي كل سياساتكم التي وضعتموها هي سياسات لا تحفز على الإنتاج ، لأنها سياسات محبطة ومعطلة ومكسرة للمجاديف، لأنها تعتمد على مص دم المواطن بلا وجه حق!! بعدين عن أية طبقة تتحدث بأنها غير منتجة، غايتو لو طبقة الغبش البنعرفا دي ما أظنها، اللهم إلا إن كانت طبقة تانية بتعرفا براك، أو أنت مختلط بها ،لذلك كونت هذه الصورة الذهنية البعيدة عن أرض الواقع، بدلالة أن الشباب خلوا الخرطوم ومرقوا البدل والقمصان، وذهبوا يضربون الصحراء بليلها البهيم وهوامها القارصة والقارضة ليبحثوا عن عروق الذهب ليمسحوا الدمعة ويعرشوا البيوت الواقعة ويعدلوا الحال المائل، وبعد ده كله لم يسلموا من الأسلوب الدفترداري البقلع اللقمة من الخشم.
يا سيدي الوزير عليك أن تعلم أن سياسة رفع الدعم هي تكرار لسياسات فاشلة أدخلت هذا البلد في عنق الزجاجة من قبل ولم ننجُ من الكارثة إلا بدعاء الصالحين، وهي إن أدت إلى أي مآلات فإن أبرزها سيكون ذهاب هذه الحكومة بأمر الشعب وأمر الشارع وتكون على نفسها جنت براقش.
فيا جماعة الخير إن كان المواطن قد غضب وثار يوماً لتصريحات الكسرة بتاعت “علي محمود” فبماذا نعلق على حديث “بدر الدين” الذي يريد أن يجلس في منصبه ليحل له الشعب السوداني طلاسم ومعادلات شغله. ليجلس في الوزارة مرتاح البال.. كيف يرتاح بالك يا سيدي في زمن أصبحت فيه الأسر السودانية تطبخ الحلة بـ(المسكول)، وما بين القوسين يعرفه الكادحون، لكنني مضطرة أن أشرحه لك وهو عبارة عن كوم عضم ببقايا جلد، لا يتعدى ثمنه العشرة جنيهات (بلايق) به الغبش حبه ويكة، ولّا شوية خدرة!! قال شرائح ضعيفة قال!
{ كلمة عزيزة
سدد مدير الحج والعمرة لنفسه أمس ضربة قاضية وهو يتغيب عن الحضور لبرنامج (حتى تكتمل الصورة) في مواجهة النائب البرلماني “عمر دياب”، وفي المقابل كسب “دياب” نقاطاً لصالحه فقط بحضوره بالأستوديو، لأنه أكد بذلك أنه صاحب قضية ومستندات في مواجهة إدارة الحج والعمرة ، التي يبدو أنها ستتعامل مع الملف بطريقة (الكلام كان داير تكملوا هملوا).. لك الله يا بلد.
{ كلمة أعز
بطريقة الخدمة الوطنية، نفسي أي وزير قبل أن يجلس في مكتبه يفرض عليه أن يعيش في جلباب مواطن عادي، لمدة شهر ياخد المرتب، ويدفع ذات الإيجار، ويمشي بالمواصلات، ويقيف في صف الرغيف وصف الغاز، ويشتري الخضار.. فربما يُسمع ذلك من بأذنه صمم!!


تعليق واحد

  1. سجل مدير الحج والعمرة ضربة قاضية لحوار أو محاورة أو محاولة للصيد في الماء العكر أو ضربة قاضية (لضرة) فاضية. كوم عضم ببقايا جلد!! وأكبر ثروة حيوانيةمن جمال وابقار وضأن .. وتقولي بقايا عضام. وأرض النيل مابجوع فيها علة زولا اضينه!! وهنا نوجه اللوم على الصحافة التي البعض الكثير منها أصبح بقايا عجوه وامبراطوريات صحفيه ورؤساء تحرير (عظام) واتحروهم في حيشان السمك ومشاوي شرق النيل وسوق الناقة وأم درمان أنا الخرفان الليها ضل .. وبالحمد تدوم النعم .. اين الصفحات المتخصصة في اكثر من 20 صحيفة يوميه وحتى الصفحات الأسرية نجد رسالتها تنحصر في صفيحة طماطم .. وملوة بصل .. وايصال صورة وصوت النجم الشاب وحفلات في عز الضهر