صلاح حبيب

هل يتركنا وزير المالية نتفاءل بعام جديد سعيد؟!


يعيش المواطن حالة إحباط مستمرة بسبب الأزمات المتواصلة ابتداءً من قفة الملاح ومصاريف المدارس ونثريات التلاميذ وفواتير العلاج والكهرباء والمياه، وحتى أسطوانة الغاز أصبحت عصية على كل مواطن.. كل تلك الظروف أفقدت المواطن الابتسامة والأمل في إصلاح الحال، وزادت عليها بشريات وزير المالية برفع الدعم عن الكهرباء والدقيق والقمح والمحروقات.
تاني يا ناس فضل شنو عشان الواحد يبتسم ويعيش في هناء وسعادة!! لماذا؟ قبل أن يحل علينا البترول كنا ثلاث طبقات وانقلب حالنا بعد أن أتانا البترول وذهب منا سريعاً إلى دولة جنوب السودان.. المواطن يعيش على أمل أن ينفرج الحال بدلاً عن زيادة ضغوط عليه من كل الجهات، وفي نهاية كل عام يمني المرء النفس أن تكون السنة الجاية أفضل من السابقة، لكن حديث وزير المالية أحبطنا، وقبل أن تنتهي السنة وتحل علينا سنة جديدة نتفاءل بها أحبطنا بالمطالبة برفع الدعم عن كل ما ذكرنا.. طيب فضل شنو تاني؟ أظن بعد ده يطلب السيد وزير المالية من الأخ حفار القبور “درمة” أن يرفع أسعار القبور وود اللحد عشان كل واحد يكون عارف إنه بعد أن يموت ما في راحة، وستنتظر جنازته إلى حين سداد مبلغ القبر، إن كان درجة أولى أو ثانية، ناصية أو ثاني ناصية في المناطق الفاخرة كافوري والمنشية والطائف، ولّا في زقلونة والحاج يوسف وأم بدات، وكم ثمن القبر حتى يستطيع توفير ثمنه قبل أن يقبر.
إن الحياة في السودان أصبحت صعبة جداً، ولا أمل لحياة رغدة في ظل الظروف التي نعيشها الآن.. ارتفاع في الدولار، وارتفاع في كل أصناف الطعام والعلاج وغير ذلك من متطلبات الحياة التي يريدها المواطن.. لا أحد من الاقتصاديين خرج علينا بوصفة تساهم في حل المشكلة، ولا أحد من المصرفيين أعطانا أسباباً مباشرة في ارتفاع أسعار الدولار وبهذه السرعة الخيالية، في كل العالم الارتفاع لا يكون كبيراً وعندنا الارتفاع بالزانة، وكل واحد يريد أن يصبح عليه الصبح وهو من الأثرياء صاحب أفخم أنواع السيارات وأكبر المنازل وأجملها، ورصيد في البنك يتلتل عدداً من الزوجات، كل مواطن صاحب الخضار والجزار والنجار، وحتى أزمة الغاز استغلها البعض ليغنوا بين يوم وليلة.
انظروا إلى حال أثرياء هذا الزمن، من أين أتوا بكل هذه المبالغ المالية الكبيرة؟ ماذا فعلوا ليغنوا بين يوم وليلة؟ حدثني أحد السودانيين وهو شاب ألقت السلطات السعودية القبض عليه في وقت مضى عندما اكتشفت أن ثروته تمددت خلال ثلاث سنوات وبلغت ملايين الريالات السعودية، أودعته السلطات الأمنية الحبس وصادرت كل أمواله باعتبار أن الأموال التي حصل عليها خلال فترة وجيزة إما أن تكون غسيل أموال أو تجارة مخدرات، ولا يمكن أن تكون بسبب التجارة المتعارف عليها.. فهل سلطاتنا تستطيع أن القبض على أي شخص أثرى خلال فترة وجيزة وتسأله من أين أتى بكل هذا المال وكل تلك البيوت؟ بالتأكيد لا أحد يستطيع أن يسأل، لأن الجميع غرقان في هذا الفساد.. أما السيد وزير المالية إن لم يصدر قراراته فعليه أن يؤجلها حتى نستقبل عاماً جديداً فيه تفاؤل وأمل.