الصادق الرزيقي

نهاية وحصاد أسبوع


الانصرافية
ركزت كثير من الصحف الصادرة أمس، في إطار تغطيها للمؤتمر الصحافي للحركة الإسلامية الذي تحدث فيه أمينها العام الشيخ الزبير أحمد الحسن، على حادثة انصرافية لا علاقة لها بموضوع المؤتمر، عندما حاول شخص غاضب إثارة البلبلة في غير مكانها والتشويش على المؤتمر الصحافي بالصياح في موضوع متعلق بنزاع حول مسجد في إحدى المناطق بالولايات، وما كان على الصحف ووسائل الإعلام ترك الموضوع الأساسي للمؤتمر وإبراز حادث عارض، والتغافل عن القضايا المهمة التي ردت على لسان الأمين العام للحركة ورئيس مجلس شوراها.
البحث عن خبر مثير فخ تقع فيه الكثير من وسائل الإعلام، عندما تجانبها صوابية المعيار وتختار لعناوينها الرئيسة وأخبارها المتصدرة مثل هذه النوعية من الأخبار غير المفيدة، وتترك المفيد. فما قالته الحركة الإسلامية عن مؤتمرها التنشيطي وقضاياه وموضوعاته وتفاصيل ما سيجري نقاشه والترتيبات المتعلقة به، وقضايا الفساد وتنظيم داعش والموقف الفكري والفقهي من ما تقوم به، والحديث عن دفاعها عن دول الخليج في مواجهتها مع إيران، فهذه مسائل تستحق الاهتمام والمناقشة والتحاور وتصدر أخبار الصحف ونشرات الأخبار.
الفساد
عندما يتحدث المدعي العام وعدد من كبار المسؤولين في وزارة العدل ومن قبلهم الوزير نفسه عن الفساد المستشري وضرورة مواجهته والتحذير منه إلى درجة وصفه بأنه «بعبع» يمتدد يومياً وأن من ينكره ينكر ضوء الشمس ومعظمه من أطراف ذات صلة بجهات عليا في الدولة، كما جاء في تصريحات الأمس، لهو شيء يبعث على الاطمئنان أنه ماتزال هناك عروق تنبض في جسد الأجهزة الحكومية المعنية بمحاصرة الفساد ومحاربته، وتستطيع بكل شجاعة التوصيف الدقيق لما يجري، ونتوقع في الملفات المفتوحة التي تنظر فيها الأجهزة العدلية أن تكون هناك أجراءات ومحاكمات حاسمة تعيد الثقة في قدرة الحكومة والدولة على كبح جماح المفسدين والضرب على أياديهم. فالفساد انتشر وملأ البر والبحر، في كل مجال من المجالات توجد ظواهر ومظاهر فساد لا يمكن السكوت عليها. فعلى الحكومة الإسراع بتكوين المفوضية وإطلاق يد وزارة العدل وكل الأجهزة ذات الصلة لتقوم بواجبها لنرى بلدنا تتقدم خطوات للأمام في محاربة المفسدين..
تحذيرات
لا ينفك الوزراء من إثارة الفزع والخوف لدى المواطنين، فبعد يوم واحد من حديث وزير المالية عن نية الحكومة رفع الدعم عن السلع الضرورية خاصة الدقيق والقمح والوقود والكهرباء. جاء حديث مخيف رغم أنه حقيقي للسيد وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى في البرلمان أمس، محذراً من صيف ساخن جداً ونقص حاد في الإمداد الكهربائي، وقال إن العجز في التوليد للطاقة الكهربائية يبلغ «650» ميغاوات وأن الوضع معقد، وحديث معتز مخيف ومقلق للغاية، فما الذي ينتظر المواطن من مخاطر كبيرة وهو محاصر برفع الدعم وقطوعات الكهرباء القادمة..!! وبالرغم من أن الوزير معتز أشار إلى أن الحصار الأمريكي والعقوبات الاقتصادية هي السبب في ذلك لتراجع الصيانة وعدم القدرة على توفير كل الاحتياجات الضرورية لقطاع الكهرباء وهو قطاع مكلف جداً، إلا أن المواطن منذ الآن وضع يده على قلبه.. والله يكضب الشينة ..!
الصورة..
اهتمت الصحف وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورة الدكتور الترابي والأستاذ علي عثمان محمد طه، في عقد زواج وكلاهما كان وكيلاً لأحد الزوجين، وذهب البعض إلى اعتبار أن ما تم هو أول لقاء بين الرجلين منذ المفاصلة الشهيرة، وهي غير ذلك تماماً. فاللقاء بين الرجلين تم عدة مرات وتصافحا في أكثر من مناسبة والتقيا في لقاء طويل بمنزل الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد لساعات طويلة، وتحدثا عن كل شيء، فلماذا يثار الغبار الكثيف عن هذه الصورة بالتحديد..؟ هل للجهل بالمعلومات أم لأن الأخبار غير السعيدة باتت قليلة وعوضت الصورة للبعض عن ما يظنون من إحباطات؟..