تحقيقات وتقارير

بسبب الغيرة من الأصدقاء .. رجال تحت سيطرة النساء


منشور حملته إحدى النساء على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تطلب فيه من زوجها أن يخبرها بأسماء أصدقائه الذين ينوي الخروج معهم قبل فترة كافية من تقديم الطلب، واللافت للنظر أن البيانات الموجودة في (الفورمة) تحتم على الزوج أن يجمع أرقام هواتف الأصدقاء وتواقيعهم حتى لا يتهرب من مراقبة الزوجة، وتكون كل الأمور تحت سيطرتها.

المنشور وجد وجهات نظر متباينة بين مؤيد ورافض لتك الظاهرة، من الجنسين في حديثهما لـ(الرأي العام) .. تقول فتحية حسن ربة منزل ان الزوجة تلجأ إلى هذا الأسلوب بعد أن يكرر الزوج الخروج بصورة مستمرة مع أصدقائه، وأضافت” أن هذا من شأنه أن يجعلها تشعر بالغيرة من أصدقاء زوجها خاصة اذا كان زوجها كثير الارتباط بأصدقائه، ويحرص دائما على الخروج معهم تاركا زوجته لفترات طويلة بالمنزل تقوم بخدمة الاولاد، وهذا ما يجعل الزوجة تشعر بان زوجها يذهب للترفيه عن نفسه ولا يشاركها المهام المنزلية، مما يجعلها تبدأ تفكر فيما يفعل وعن اي شيء يتحدث فيه مع أصدقائه، وما سر هذه الصداقة القوية، وزادت” ان كل زوجة ينتابها شعور بالنقص وترى أن الخروج مع الأصدقاء يعني أنها غير قادرة على ملء حياته، وهذا ما يجعل الزوجة تصرخ في وجه زوجها عند حضوره للمنزل ولا يتحدث معها ويذهب في الحال للنوم.

فيما ترى نفيسة عبد الله أن صبر الزوجة ومحاولة تغيير عادات زوجها بالهدوء والنصحية هو الطريقة المثلى فاتخاذ موقف عنيف لتحقيق بقائه بالمنزل سيكون له مردود سلبي، لان الزوج السوداني بطبعة عنيد ولا يريد أن تملي الزوجة عليه شروطها، وأشارت” إلى أنها عانت كثيراً في بداية زواجها من ارتباط زوجها القوي بأصدقائه، وتركه المنزل ساعات طويلة، مما جعلها دائمة الغضب والشكوى لأهلها الذين نصحوها بالصبر، ومحاولة توفير كل ما يسعد زوجها بالمنزل، وقالت” انها فعلت ذلك حتى وجدته يقلل من خروجه برفقة أصدقائه تدريجياً وأصبح أكثر ارتباطاً بي وبأولاده.
واستغرب الموظف ابراهيم يوسف من غيرة المرأة على زوجها قائلاً :” الرجل ليس ملكية خاصة لعقد زواج موقع بين رجل وامرأة فالزوجة لابد أن تعي أن لزوجها حياة خاصة بأصدقائه وعائلته قبل أن يتزوجها وأن لديه مشاعر وأحاسيس تجاه من حوله بالمجتمع، مشيراً” إلى أن تعلق الزوج بأصدقائه وعائلته لا يعني عدم حبه لها، أو عدم اهتمامه بها، وقال :” أن بعض النساء يستغللن ضعف الرجل ويسيطرن عليه “.

فيما أقر الموظف خالد بان بعض السيدات اصبحن يتحكمن في الرجل في الآونة الأخيرة وشددن الخناق على أزواجهن ومنعهم من الخروج مع الأصدقاء باعتبار أن الصديق أخطر من (الضرة) عليها، وهذا ما أدى لكثير من الطلاقات في الآونة الأخيرة، باعتبار أن الرجل السوداني لا يسمح لأحد أن يملي عليه قراراته مهما كان هذا الشخص يشكل جزءا مهماً في حياته، ونصح النساء بضرورة عدم تشديد الخناق على الرجل بالأسئلة
ومن جهتها أشارت” الدكتورة مريم ابراهيم استاذة علم النفس بالجامعات إلى أن الغيرة نوعان: غيرة طبيعية، حيث يحرص الفرد على الاعتناء بالآخر حباً فيه، ويعطيه قدراً عالياً من حرية التصرف، وهذا النوع يحقق سعادة للزوجين، لانه يخلق بينهما نوعاً من الاطمئنان والحب، وهناك الغيرة المرضية، وفيها يمنع الفرد الآخر من الاختلاط بالآخرين وهي غيرة مبنية على عدم الإحساس بالأمان، حيث يريد الشخص في هذه الحالة أن يمتلك الآخر، بل ويصر على امتلاكه، مما ينعكس بصورة سالبة على الحياة الزوجية، وقالت :” ان الملكية الشديدة تمنع تولد الحب”، وقالت” إن المرأة في هذه الحالة تمنع الرجل من التنفس، وتحسب عليه خطواته ويضطر للعيش معها من أجل الأولاد والعشرة، وحذرت مريم من أن هذا النوع يؤدي بالرجل إلى مرحلة متقدمة من الكبت والحرمان، مشيرة” إلى أن الغيرة المرضية قد تدفع بعض الزوجات لمنع الزوج من مشاهدة التلفاز والخروج للشارع “.

ويبقى خروج الرجل للترفيه عن نفسه برفقة اصدقائه بعد يوم طويل وشاق من العمل، تحت رحمة الزوجة التي عادة لا توافق بمغادرة زوجها للمنزل بحجة أنها لا تسمح له بذلك وتعللها بانها وحيدة بالمنزل، ولا تفصح عن السبب الحقيقي وراء منعها له بسبب الغيرة من أصدقائه، فيواجهها الرجل بالرفض القاطع ويتحول النقاش ويتفاقم حتى يصير مشكلة يكون الحل فيها عادة لذهاب المرأة إلى بيت أبيها، إما أن يظل الرجل حبيس جدار المنزل لا يبارحه إلا بموافقة زوجته.

علاء الدين موسى
صحيفة الرأي العام