حوارات ولقاءات

القيادي التاريخي بحزب الامة القومي الدكتور “’آدم موسى مادبو” كنت وزير الطاقة .. وكنا نتلقى من السعودية بترولاً مجاناً لمدة (6) شهور


انا من البادية ولم نعش زمن (زرقة وعرب).. والمشكلة بين الرزيقات والمعاليا نفسية ،كنت أظنه متعجرفاً، درس جامعة الخرطوم، وناظراً وابن ناظر ومستشاراً كبيراً، فخاب ظني، وجدته رجلاً بسيطاً بتصوف غير معلن، ما زال في شياكته الافرنجية يتابع اعماله بصبر وهدوء، ليتغدى في منزله مثل عائلات من الطبقة الوسطى، وهو رجل غير قابل للاستفزاز، لديه قدرة على قول الحقيقة، حتى وان كانت لغير صالحه، ما زال يقول سيد الصادق، ويفحص كل شئ تحت مجهر التجرد، تعامل مع قضية دارفور وكأنها معادلة من أرقام، وأكد انه لا يعرف قنوات اسمها (الشروق) و(النيل الازرق)، وفي حياته لم يشاهد (تلفزيون السودان) الا مرات معدودة، واعترف بأنه لا يعرف من هو والي شرق دارفور، وشرح مشكلة المعاليا والرزيقات على طريقة الكبارة، وقال: كنت وزير دفاع واشتريت السلاح مثل (الانتينوف) والدبابات من اموال البهائم والقطن والصمغ، وزاد بصراحة تشبهه (لا اعرف أولاد حركات دارفور ولا اعرف هم عاوزين ايه من حربهم)، وأشار قائلاً (لا يوجد اهمال كامل) لدارفور، وموظفين في كل الوزارات، ذلك هو الدكتور آدم موسى مادبو، القيادي البارز في حزب الامة القومي.
بأي عيون تنظر لمشكلات السودان في هذه الأيام؟
السودان يمر بظروف صعبة للغاية وهي ظروف غير مسبوقة وفي كل الاتجاهات ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وطبعاً ظروف سياسية، وهي الجامعة لكل ازمات البلاد.
أنت سياسي قديم عشت وشاركت أياماً مهمة؟
لم نحظ في كل الديمقراطيات بحكم أغلبية واحدة، وكانت كلها حكم ائتلافات بين الاحزاب
وانت شاركت في مؤتمر 67 مع الازهري، والمحجوب، كيف تنظر للسودان اليوم؟
سودان 67 كان محايداً، وكان لديه موقف دولي مقدر، وكنا بلد مقبول ولدينا اقتصاد قوي وكنت آنذاك وزير دفاع نشتري السلاح من روسيا ويوغسلافيا بـ(الكاش) من اموال الصمغ والبهائم والقطن.
أي من الاسحلة كنت تشترون في ذلك الزمن؟
نحن أدخلنا طائرات (الانتينوف) والدبابات، ولحدي الآن موجودة بشكل جيد.
ولكن حينما جاءت الانقاذ الحالية قالت انها وجدت الجيش تعبان وحتى ملابسه مرقعة وكان الجنود بدون ذخيرة؟
كنت في 86 وزير طاقة وموجود في مجلس الوزراء بشكل مستمر، وما حصل تم طرح أي معاناة للجيش، ماكلين وشاربين، وما أي شكوى لنقص الذخيرة، وكان الصادق المهدي هو وزير الدفاع.
كم كان عدد الجيش السوداني آنذاك؟
تقريباً 30 ألف
كان آدم عبد المؤمن مسؤولاً كبيراً بالطاقة، وهو حزب أمة (مثلاً)؟
كان آدم رئيس مجلس ادارة الكهرباء وهو مؤهل جداً تدرج حتى وصل لمنصبه بالكفاءة والعمل، وليس لأنه حزب أمة.
تقصد أن ثقافة الولاء قبل الكفاءة لم تظهر بعد؟
اطلاقاً وأعطيك مثالاً، كانت الوزارة بلا وكيل وزارة (تخيل) عملنا اعلان في الجرائد وبلجنة متنوعة تم اختيار عثمان احمد خير عرضناه على مجلس الوزراء وتم رفضه لأنه من الاتحاد الاشتراكي هددت باستقالتي لأن اختياره كان عادلاً ومهنياً فتم تعيينه.
كيف تبدو علاقتك مع الحركات المسلحة؟
بالنسبة لي الحركات دي أهدافها ما معروفة، على الاقل هي اهداف ليست في مصلحة دارفور وفي كل مصالحة واتفاقية تسألهم الحكومة عاوزين كم وزارة، فيدخلون القصر والوزارة يبقون او يخرجون حسب المصلحة الضيقة.
(معقول) ما عارف قيادات الحركات عاوزة شنو؟
معرفة بعيدة، وليس لدينا تعارف أو علاقات سياسية او اجتماعية، ولكن بعض أولادنا شغالين معاهم، لكنه ما قيادات سياسية، وكلهم مفروض يتكلموا مثلاً حول شأن عام، مثل طريقة تنمية أو اقليم واحد.
قيادات الحركة المسلحة يتحدثون في كل المنابر عن ظلم تاريخي لحق بدارفور؟
الكلام دا ما صاح، نحن كنا في النظام الديمقراطي مهتمين بها وأي وزارة موجود فيها موظفون من دارفور، وما في اهمال كامل بل لها نصيب معقول.
دارفور مظلومة؟
نعم مظلومة ومحتاجة أكثر من غيرها، لأنو ما فيها مشاريع قديمة.
حقو نلوم الحكومة؟
الحكومة كان ممكن تجتهد أكثر لكن الحرب حولت كل امكانياتها 70% للأمن والجيش والبقية في القصر والموية والعلاج وهي بسيطة.
نحكي قصة المعاليا؟
من زمان جداً كانوا موجودين بشمال دارفور، فأبعدهم السلطان علي دينار، جاءوا لجدنا موسى مادبو، وطلبوا منه السكن فوق القوز، ولأن أهلنا عرب رحل، فالقوز لا يمثل لهم أهمية كبيرة رحبوا بهم، ولكن السلطان علي دينار طلب ارجاعهم
ليه؟
هكذا طلب، ولكن (الرزيقات) رفضوا ارجاعهم، وقاتلوا معهم السلطان علي دينار وكان الرزيقات يمرون فوق القوز باتجاه الشمال ببهائمهم ورعيتهم.
اذن كل شئ كان جيد..فكيف قامت الحرب بينكم؟
في 1964م قام بعض أبناء (المعاليا) الساكنين في شمال كردفان يحرضون البقية على الثورة ضد الرزيقات.
وكان عام 1969م اتفاق مهم تم في الفاشر بخصوص المعاليا والرزيقات؟
نعم وكان ذلك قبل مايو بشهور معدودة، معي دريج زعيم المعارضة ومعنا محمد داوود الخليفة، وزير الحكم المحلي، قضينا 3 أيام وخرجنا بوثيقة مكتوبة بموافقة وتوقيع اخوانا المعاليا تؤكد بوضوح ان المعاليا يسكنون حاكورة هي جزء من أرض الرزيقات (عديلة وأبوكارينكا) كما وافق الرزياقات على (وكيل) منهم ليكون وكيلاً لناظر عموم الرزيقات، ويتم اختياره باتفاق الطرفين بشرط أن لا يطالب المعاليا لاحقاً بحاكورة أو نظارة.
هذا اتفاق واضح؟
أيوا، ولكن واحد من اولاد الانقاذ اسمه الحاج عطا المنان تم تعيينه والياً على جنوب دارفور وبدون استشارة الحكومة اعطاهم نظارة فتعقدت الامور، وجاء نفس الوالي، وأكد أنه فعل ذلك ليهدئ النفوس ويمكن لأي وال بعده أن يقوم بالغاء ذلك القرار.
ننسى الماضي منذ 1969م ونحن اولاد اليوم حيث جلس الطرفان (معاليا ورزيقات) بحضور رئاسي في مروي ما الذي حصل؟
تناقش الطرفان لمدة اسبوعين وبينهم 39 من كبار الاجاويد معهم بكري ووزير العدل ووزير الحكم المحلي، ووصلوا فعلاً لاتفاق وأنجز كل شئ في الارض والديات والعلاقات والمسارات.
ما هو جوهر ذلك الاتفاق؟
اعترف الرزيقات بأن الارض ملك للدولة بشرط أن يؤكد المعاليا أنهم يقيمون في حاكورة هي جزء من أرض الرزيقات بدون أن يخرجوا منها أبداً.
أن يقولوا فقط أنهم يسكنون في حاكورة؟
ولكنهم تمسكوا بـ(حاكورة) تخصهم ولم يوقعوا على اتفاق مروي، وأخاف ان يتراجع الرزيقات عن الاتفاق لأنهم تنازلوا عن الارض بدون أي مقابل، واذا لم تستعجل الحكومة الطرف الثاني، ربما ينسحب الرزيقات من الاتفاق.
مفروض ان تتدخل الحكومة؟
مفروض الرئيس يفرض عليهم الاتفاق بعد أن قرأ الاجاويد كل مستندات الرزيقات، بينما قدم المعاليا حكايات شفهية.
هناك مشكلة بين الطرفين استعصت على توقيع الاتفاق؟
المشكلة بين المعاليا والرزيقات حسب علمي هي فقط مشكلة نفسية.

صحيفة المجهر السياسي