عبد الباقي الظافر

لماذا لا يبكي نافع..!!


٭ أمس الأول عقدت الحركة الإسلامية مؤتمرها التنشيطي الأول بمعرض الخرطوم الدولي..الداخل إلى دنيا الإسلاميين يجد منظر الفارهات الجياد يحطن بمكان المؤتمر الذي بدا وكأنه معرض للسيارات الفخيمة .. تنظيم جديد حيث يدخل الناس عبر بوابات الكترونية وتدقيق شديد في بطاقات الدخول .. لم يعد الأخوان يثقون في الأخوان.. في مقعد بعيد عن المنصة جلس الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية الأسبق ..بعد لحظات دخل الدكتور نافع المعروف ببروده في نوبة بكاء حتى تم إمداده بمناديل مجففة للدموع.
٭ كان سؤال كل المراقبين عن سر دموع الرجل القوي في تاريخ الحركة الاسلامية.. قبل التطوع في الاجتهاد علينا أن نستخدم ماسحة ضوئية لاختبار الإنجازات التي تحدثت عنها الحركة الاسلامية في الجمعة الماضية ..السفير مهدي إبراهيم رئيس مجلس شورى الحركة تحدث عن أحزان الأمة الإسلامية ..فيما امتدح الشيخ الزبير أحمد الحسن أمين عام الحركة تجربة الإصلاح التي انتهت بتنحي جيل من القيادة .. فيما ركز المشير البشير رئيس هيئة الحركة الاسلامية على فتوحات اقتصادية قادمة.
٭ السفير مهدي إبراهيم تحدث عن تصدع الأمة الاسلامية التي بات فيها المسلم يقتل أخاه المسلم .. بكى السفير أحوال النازحين من سوريا .. وتوقف عند معاناة أهلنا في النيجر ومالي والصومال والعراق.. حينما يتحدث رجل بقامة مهدي عن بؤس أحوال أهل تلك البلاد فيأتي الافتراض أننا في السودان نعيش في وحدة ووئام وسلام.. ولكن السيد الحسن الميرغني يبلغنا قبل أيام أن سبعين حركة مسلحة تشارك في الحوار الوطني.. بعض من قادة الحركات المسلحة هم أخوة مهدي في التنظيم من لدن المهندس داؤد بولاد إلى الدكتور جبريل إبراهيم..بلدنا وحدها من بين كل البلاد التي رثاها مهدي انفصل أسفلها عن عاليها..ألا يجعل هذا نافع يبكي ؟!.
٭ هل صحيح أن الاصلاح قد حدث في جسد الحركة الاسلامية..كل ماحدث أن واقعة سيدنا عمرو بن العاص وسيدنا أبيً موسى الأشعري قد حدثت بتوقيت غرب البحر الأحمر .. انتهي تجديد القيادات في عتبات مكتب النائب الأول..خرج علي عثمان من قيادة الحركة الاسلامية ببعده التاريخي وحل محله الزبير محمد الحسن، وهو رجل عظيم التهذيب كثير الطاعة لرؤسائه..التجديد أطاح بالدكتور أمين حسن عمر الذي بلغ أقصى مراتبه التنفيذية – وزير دولة برئاسة الجمهورية – ..فيما ذات التجديد أبقى على الفريق عبدالرحيم محمد حسين واكتفى فقط بتجديد الكرسي الذي يجلس عليه.. في كل موقع تم فيه تغيير كان القادم بمواصفة أقل من المغادر..القياس يسير ويمكن رؤيته بالعين المجردة، وربما لهذا ذرف نافع الدمع.
٭ هل واقعنا الاقتصادي جيد.. في هذه اللحظة يضطر إبراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية لشراء أنبوبة غاز بالسوق الأسود .. في هذا التوقيت الشتوي يبلغ عجز الكهرباء 02% باعتراف وزير الكهرباء شخصياً ..الحديث عن فجوة غذائية لا نسمع به من راديو (دبنقا) بل يخرج من رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان، ويعبر عنه بوضوح مساعد رئيس الجمهورية .. أما الدولار فتلك قصة أخرى تعبر عن الخيبة الاقتصادية..أليس هذا كافياً ليبكي نافع وكل ولاة أمورنا.
٭ بصراحة..الحركة الاسلامية باتت الآن وكالة حكومية تستعين بها السلطة في أوقات الشدة.. تشارك في الحكومة بنسبة 01% وتتحمل فشل التجربة بنسبة 001%.. من لم يستطع التغيير فليبك كما فعل نافع.


تعليق واحد

  1. اما بكاء نافع نسبة لبعده من مركز القرار و فقدانه للسلطة و النفوذ ،،، اما الكوز المتباكي علي حال المسلمين في سوريا و النيجر و مالي ،، لماذا لا يبكي علي حال المسلمين المشردين في معسكرات النزوح في دارفور و دول الجوار ،، و لا لان هنا ما فعلت يداه و هو جزء من خروجهم علي مسلمي اخر زمن ،، عافانا الله منهم و من شرورهم ،،