الطاهر ساتي

وغفيرها نايم


:: قبل خمس سنوات، عندما أصدرت المفوضية الأوربية قراراً بحظر الطيران السوداني عن التحليق في فضاء دول الإتحاد الأوربي لأسباب فنية و ليست سياسية، قال عبد الحافظ عبد الرحيم الناطق باسم الطيران المدني معلقاً على قرار الحظر : ( لن تتأثر حركة الطيران السوداني بهذا القرار، لأن شركات الطيران السودانية – أصلاً – لا تسير رحلات إلى الدول الأوربية).. فأدهشني التصريح وذكرني بقصة (القرد الحرامي)، فتبخرت الدهشة.. كان القرد يسرق ثمار الحدائق، ونصحه شيخ الغابة بالكف عن السرقة لكي لا يسخطه دعاء أصحاب الحدائق، فسأل الشيخ بمنتهى اللامبالاة : ( أنا أصلا قرد، يعني السخط ح يقلبني غزال؟)..!!
:: ولايزال الحظر الأوروبي على الطيران السوداني ( سارياً)، لأن السلطات هنا لم تستوف الشروط والمواصفات بحيث تطمئن المنظمة الأوروبية وترفع الحظر.. لايزال سارياً، و مع ذلك إليكم هذه الوثيقة الصادرة عن الإتحاد العربي للنقل الجوي ..( معالي المهندس مكاوي محمد عوض، وزير النقل .. تحية طيبة وبعد.. الموضوع : المخاوف الأمنية في مطار الخرطوم الدولي ( عاجل جداً)..بالإشارة إلى الموضوع، فقد علمنا من شركات الطيران التي تٌشغل مطار الخرطوم الدولي أن نتائج التدقيق الأمني الدوري التي أجرته شركات الطيران في مطار الخرطوم الدولي أسفرت عن عدد من المخاوف الأمنية الخطيرة ..).
:: ثم لخص خطاب الإتحاد المختص بشؤون النقل الجوي في العالم العربي – بتوقيع الأمين العام عبد الوهاب تفاحة – الثغرات الأمنية بمطار الخرطوم كما يلي..( لايتعرض الركاب والموظفين قبل دخولهم إلى صالة الركاب لأي شكل من أشكال التفتيش، حيث يقوم الضباط بتفتيش الحقائب فقط ثم تتم إعادتها الى المسافرين من دون وضع أي ختم أمني عازل عليها.. يقوم الموظفون بدخول المناطق المقيدة الدخول عبر أحزمة نقل الأمتعة من دون أن يوجه لهم أية ملاحظات من قبل ضابط الأمن ولا حتى تفتيشهم قبل دخولهم منطقة فرز الأمتعة..لايتعرض الموظفون الذين يدخلون المناطق المقيدة الدخول من خلال نقطة التفتيش المركزية الى أي شكل من أشكال التفتيش ويتم التأكد من تصاريح الموظفين بشكل عشوائي..ولا تتم مصادرة السوائل الزائدة عن الحد المسموح عند نقطة التفتيش المركزية.. وهناك نقاط دخول عديدة الى المناطق المقيدة الدخول، وعلى الرغم من وجود ضباط أمن لا يتم تفتيش العاملين في المطار عند دخولهم لهذه المناطق، وهذا قد يؤدي إلى إمكانية وصول أشخاص غير مفتشيين الى الطائرات المتوقفة على المدرج ).
:: ثم وصف خطاب الإتحاد العربي تلك الثغرات بأنها مصدر قلق كبير لشركات الطيران.. وتلميحاً لحادثة الطائرة الروسية بسيناء، حذر الخطاب بأن الأحداث الأمنية الأخيرة التي أستخدمت فيها الطيران المدني كأداة للإرهاب تملي عليهم أقصى درجات الحيطة.. وعليه..أولا، أصاب الإتحاد العربي حين أخطأ في العنوان وخاطب وزير النقل وليس وزير الدفاع.. نعم، فالعقل المؤسسي للاتحاد أشار إليه بأن الوزارة المسؤولة عن الطيران المدني هي ( وزارة النقل)، ولكن للأسف في الواقع السوداني – والمضاد للمؤسسية – فالوزارة المسؤولة عن الطيران المدني هي ( وزارة الدفاع)..وليس في الأمر عجب، إذ كثيرة هي الأشياء التي تحتل غير مكانها في بلادنا.. ثانياً، تأملوا قائمة المسؤولين بالطيران المدني ومطار الخرطوم..رئيس مجلس إدارة مطار الخرطوم (الفريق طارق عبد الكريم)، مدير الشركة القابضة ( الفريق أول أحمد الفكي)، رئيس مجلس إدارة الطيران المدني ( الفريق الفاتح عروة)، مدير الطيران المدني ( اللواء م ساتي باجوري)، نائب مدير الطيران المدني ( الفريق يوسف ابراهيم).. هكذا.. (فرقاء و أولوية)، ومع ذلك حال الثغرات الأمنية بالمطار الدولي – جنينة وغفيرها نايم – لحد التنبيه و التحذير ..!!


تعليق واحد

  1. مقال رائع من كاتب متميز …
    الفشل الحكومي يتمثل في كل قطاعات الحياة مطارات مواصلات و كل شيء