حوارات ولقاءاترياضية

هيثم مصطفى في حوار بطعم العودة: “التوقيع للمريخ غلطة عمري”.. عانيت ثلاثة سنوات من الغربة.. تحمّلت ألم وحزن عميق.. والآن ولدت من جديد


صنّع الكابتن هيثم مصطفى، القائد التاريخي للهلال الحدث بعودته للديار الزرقاء التي غادرها مجبرا في في ديسمبر من العام 2012، بعد “17” سنة كاملة حفلت بالبذل والعطاء والتضحيات سعيا وراء مصالح الهلال الكيان، وبعد غياب استمر ثلاثة سنوات تأتي عودة هيثم مصطفى في صورة المدرب المساعد انسجاما مع القرار الذي اصدره اشرف الكاردينال، رئيس الهلال وهو القرار عينه الذي يتيح السانحة امام البرنس لخدمة الازرق من “المنطقة الفنية” بعد تقديمه خدمات جليلة للفريق على مدار سنوات من داخل “المستطيل الاخضر”.. بدورها حرصت “الجوهرة” على اجراء مقابلة خاصة مع الكابتن هيثم مصطفى، تناول من خلالها لمحات من السنوات الماضية فضلا عن رؤيته لقادم المواعيد بعد توليه المنصب الجديد.. فكان هذا الحوار..

* كابتن هيثم.. كثير من المياه مرت من تحت الجسر، منذ مغادرتك الديار الزرقاء وحتى هذه العودة، وأهمها اللعب في صفوف المريخ.. كيف ترى توقيعك في الكشوفات الحمراء..؟

– ارى ان هذا التوقيع هو غطلة عمري.. كل زول لديه في عمره غلطة، وأنني على المستوى الشخصي ارى أن غلطة عمري تكمن في التوقيع للمريخ والذي جاء نتاج انفعال وضغطوطات ذهنية غير عادية عايشتها بعد مغادرتي ديار الهلال مُجبراً.

* لماذا ترى اللعب للمريخ على أنه غلطة العمر..؟

– لأن القرار كان صادما للجماهير الهلالية العاشقة والوفية التي طالما أحاطتني بالحب والاحترام والتقدير وعلى مدار سنوات طوال.

* كيف كان شعورك وانت بعيد عن الهلال خلال السنوات الثلاثة الماضية..؟

– شعرت بمرارة الغربة وحرمانها.. كنت غريب تماما لأنني ابتعدت عن بيتي الذي تربيت فيه، سيما وأنني امضيت في الهلال أنضر وأزهى سنوات الصبا والشباب.

* هل تغيّرت مشاعرك تجاه الهلال بعد مغادرة الديار الزرقاء..؟

– لا، لا.. لم تتغير على الاطلاق، انا عاشق ومُحب للهلال وعشقي ظل حاله وعلى الرغم من اللعب لأهلي شندي والمريخ، لكنني احتفظت بكل الحب والعشق للهلال، بل أنني كنت احرص على متابعة مباريات الفريق بكل الاهتمام أسعد وافرح عند انتصاراته ونجاحاته وأشعر بحزن عميق لهزيمته؛ وأن مصدر حزني كان يعود من الاساس لحزن جماهير الهلال التي منحتني كل الحب والتقدير طيلة 17 عام.

* لكنك بالمقابل قدمت للجماهير الكثير وصنعت افراحها..؟

– هذه الجماهير التي حملتني على اعناقها مع كل الاشادات والدعم والحب والاعجاب والتقدير الذي كنت اجده منها؛ لكن أظل عند قناعتي الراسخة بأنني لم اقدم بعد لهذه الجماهير ما يرضي تطلعاتها، او يلبي رغبات على الصعيد الشخصي.

* ماذا يعني لك قرار تنصيبك مساعدا للمدرب في الطاقم الفني للهلال..؟

– يعني لي الكثير بطبيعة الحال.. القرار قبل كل شيء اعادني للهلال، واختياري لمهمة مساعد المدرب تحفظ لي حقي الادبي، خاصة وان هذا القرار يحمل بين طياته الكثير من الوفاء والعرفان لمجهودات بذلتها مع الهلال.. كما أنه خفف عني الكثير من الالام.

* وهل كنت تشعر بالألم وانت بعيد عن الهلال..؟

– بالطبع.. خلال السنوات الثلاثة الماضية التي عشت فيها فراق الهلال، مررت بأوقات صعبة جدا، وقاسية جدا كنت اعانيها وحدي.. لا أعتقد ان هناك شخص ما كان يمكن له أن يشعر بالحزن العميق الذي كان يتملكني والضغوطات غير العادية التي عايشتها وان بعيد عن الهلال وجماهيره.. لكنني عُدت الآن والعود أحمد.

* ماهي امنياتك بعد هذه العودة..؟

– كل ما اتمناه أن احقق رفقة الهلال ومن خلال هذا الموقع الجديد، ما فشلت فيه كلاعب.

* ميلاد جديد

شددّ الكابتن هيثم مصطفى، على انه وُلدّ من جديد بعودته للهلال عبر منصب المدرب المساعد، وآبان: وُلدّت مجددا وانا قادم للهلال دون أحمل ضغينة لأي كائن من كان بالهلال الكيان سواء كان مُشجع او لاعب أو اداري أو صحفي، وأنني امدد يداي بيضاء من غير سوء لكل الناس، واتمنى ان اجدهم بذات الترحاب حتى نتواصل بقلوب مفتوحة ونوايا سليمة بعيدا عن ما يعكر صفو علاقات قديمة أحرص على توطيدها، وآخرى جديدة اسعى وراء تشييدها.

* تسخير الخبرات

ابدى هيثم مصطفى، مساعد المدرب بالطاقم الفني للهلال، ثقته في امكاناته التي تساعده على انجاز مهام هذه الوظيفة بالنجاح اللازم، وراهن هيثم على خبراته التي اكتسبها بفعل مشوار طويل في ملاعب كرة القدم، وأوضح: كل خبراتي في الملاعب والـ17 سنة التي في الهلال والتجارب مع اندية اخرى والمشاركات مع المنتخبات الوطنية المختلفة وكل المدارس التدريبية التي صادفتها في هذا المشوار الطويل أعمل على تسخيرها خدمة للهلال، كونها تمثل الزاد الذي اعتمد عليه في سبيل تحقيق النجاحات على النحو الذي يتأكد معه الجميع أنني أهل لهذا المنصب الذي اعتبره شخصيا تشريف وتكليف.

* المشاركة في الإنجاز

راهن الكابتن هيثم مصطفى، على ان هلال 2016 يمتلك من الامكانات ما يساعده على تحقيق الانتصارات والنجاحات، وأنه يتمنى المشاركة في الانجازات المنتظرة، بقوله: الهلال وانسجاما مع ما يستند عليه من لاعبين قدامى اصحاب خبرات ومهارات، وقياسا مع الاضافات الجديدة وعديد اللاعبين من الوطنين والمحترفين الاجانب الذين دعمت بهم الادارة صفوف الازرق، والطاقم الفني الجديد ومع العمل المنتظر في تونس من خلال معسكر تحضيري طويل، فأنني على ثقة بأن الهلال يمكنه الدخول في الموسم التنافسي الجديد بالقوة اللازمة وبشكل يسعد جماهير الهلال ويسعدني على المستوى الشخصي، كما اتمنى المشاركة في صناعة انجازات قادمة للهلال.

* الحلم الكبير

وصف البرنس هيثم مصطفى، تتويج الهلال باللقب القاري على أنه الحلم الكبير الذي ظل يرواده شأنه شأن كل هلالي حادب على مصالح الكيان؛ وقال: يبقى حلم معانقة الهلال لـ”الاميرة السمراء” يراودني وأنني اظل اعمل على تحقيق هذا الحلم مهما كلفني من ثمن، وبعد ان طاردته لاعبا فأنني بذات الشغف وكل الحماس اعمل لتحقيقه من منصب المدرب المساعد.

*شكرا رئيس الهلال

تقدّم هيثم مصطفى، بالشكر الجزيل لاشرف الكاردينال، رئيس نادي الهلال، وقال: يتعين عليّ تقديم الشكر الجزيل لرئيس الهلال، الذي وضع كامل ثقته في شخصي وهو يعيدني لنادي الهلال من خلال الاختيار الذي ساهم من خلاله في ازالة الغُبن والحزن الذي كان يُصعب عليّ الحياة طيلة ثلاثة سنوات مُرة جدا وقاسية جدا.

*رسالة للإعلام

بعث هيثم مصطفى، من خلال حواره المطول مع “الجوهرة” برسالة صادقة للاعلاميين، وقال: شكري للاعلام الرياضي بمختلف اتجاهاته من ساند عودتي للهلال ومن كان يقف ضدها، شكري لمن يحملون الرأي الايجابي ولمن عندهم رأي سلبي.. فمن لديه رأي ايجابي سابذل ما بوسعي حتى لا أخذله أو أخيّب ظنه، اما اصحاب الرأي السالب سأظل اعمل لغاية أن اقنعهم بضرورة تغيير هذه الاراء السالبة.

*الاخ الاكبر

نفى هيثم مصطفى، ما يروّج له البعض بأنه قادم للهلال لتصفية حسابات قديمة مع بعض اللاعبين، باعتبار المرارات التي صاحبت أزمته الاخيرة في الديار الزرقاء وتسببت في رحيله عن الهلال مُجبرا، وأوضح: ليس لديّ سوء تفاهم او خلاف مع اي لاعب من لاعبين الهلال الحاليين، ومن خلال معسكر تونس علاقتي ستكون اقوى مع اللاعبين، لأنني بالنسبة لهم الأخ الاكبر قبل ان اكون الصديق ورفيق الامس، علاقتي باللاعبين في معسكر تونس يمكن ان يندهش لها بعض الذين لا يعرفون هيثم مصطفى، حرصي على اللاعبين وتهيأة الأجواء امامهم تعود لحرصي على الهلال من الاساس.

حوار: محمد ابراهيم كبوتش
صحيفة الجوهرة الرياضية


‫5 تعليقات

    1. الآن بقت غلطة ؟!

      مش قلت 3 سنوات المريخ بسنين الهلال كلها ؟

      الله يشفيك