حيدر المكاشفي

بعد العشاء مافي اختشاء


خبران فاجعان صادمان وردا أمس في كل من الغراء (السوداني) والغراء (الصيحة)، ومبعث الفجيعة فيهما ليس فقط في الجريمة المرتكبة وإنما قبل ذلك في مرتكبيها الذين يدعون التدين والطهر والاستقامة، فخبر (السوداني) يحدث عن ضبط نجل وزيرة يقود سيارة والدته وبحوزته مخدرات وإيداعه الحراسة رفقة صديقه الذي كان معه بالعربة، إلا أن والدته الوزيرة سارعت فور سماعها بالفضيحة لاستخدام سلطتها بفك حجز العربة وإطلاق ابنها دون رفيقه الذي ترك ليواجه مصيره وحده إن لم يكن له (ضهر) يطلقه، وخبر (الصيحة) يحدث عن انعقاد جلسة النطق بالحكم في مواجهة قيادي يشغل منصب مدير إدارة شعيرة إسلامية كان قد تم ضبطه يمارس الفاحشة مع سيدة متزوجة في منطقة خلوية على أطراف مدينة سنجة اعتاد ارتيادها مراراً في صحبة خليلته المار ذكرها، ومثل هذه الممارسة الشاذة التي تقع ممن يفترض أنهم يقومون على أمر الدين ويدعون وصلاً به وصلة بالله، أطلق عليها الإبداع الشعبي المقولة التي صارت مثلاً (بالنهار يسبّح وبالليل يضبِّح)، أو تلك التي جعلناها عنواناً (بعد العشاء مافي اختشاء) التي سنأتي على ذكر حادثة مجلجلة ارتبطت بها في السابق.
ولكن قبل تلك الحادثة المعيبة الشهيرة، دعوني أعرج بكم قليلاً على حادثة أخرى من ذات العينة والشاكلة كانت قد ضجت بها الصحف والأسافير، تلك هي حكاية مشرفة إحدى داخليات البنات التي تحمل شهادة في الشريعة والقانون، ولكن للأسى والأسف لم يمنعها تخصصها في هذا العلم الشرعي من أن تشتغل قوادة للطالبات اللائي هي مشرفة عليهن، حيث دأبت على أخذ نصيبها (كاش داون) من طالبي المتعة الحرام نظير (خدماتها وتسهيلاتها) لهم لممارسة الفاحشة مع بعض طالبات تلك الداخلية المسؤولة عنها، وعند مداهمة الشرطة للداخلية عثرت على أقراص منع الحمل، وأقراص الإجهاض وأدوات (الشيشة)، وصناديق (سجائر وأفلام إباحية)، و… و(حفرة دخان.. نعم حفرة دخان )!!!!…
وعودة الى حكاية (بعد العشاء مافي اختشاء) أذكر أن فقيد الصحافة الكبير الأستاذ سيد أحمد خليفة طيب الله ثراه، كان قد ملأ السودان وشغل السودانيين بمادة صحفية جعل عنوانها (بعد العشاء مافي اختشاء) إن لم تخني الذاكرة، والمادة كانت تحدث عن شخصية مشهورة ومعروفة بل وقيادية بين إخوتها في الحزب، ولم تكن هذه الشخصية تدعي الوقار والورع والتقوى وحدها، وإنما كان كل الحزب يدعي ذلك، ولكن تشاء الأقدار أن تعري تلك الشخصية فيتم ضبطها (أنصاص الليالي) في وضع مخجل ومخل بالآداب… وحقاً إن الله يمهل ولا يهمل في فضح بعض الأدعياء والمدعين والمتنطعين.


‫2 تعليقات