منوعات

قصة الهندي الذي دخل الإمارات بـ8 دولارات فقط واصبح مؤسس مستشفيات NMC، وUAE Exchange


لثالث مايو من عام 1975 هو تاريخ لن أنساه مدى حييت، إذ دخلت عاصمة دولة الإمارات وكنت حينها شاباً في الـ29 من عمري ولم يكن بحوزتي سوى 8 دولارات، حتى أن طائرة الخطوط الجوية الهندية  التي استقلتها أضاعت حقيبتي.

كان الطقس في أبوظبي يومها حارا ورطبا، خرجت من المطار وتوجهت للإقامة مع بعض الأصدقاء في منزل عربي شعبي، أول شيء قمنا به هو تنظيف البيت القديم من مياه الصرف التي تجمعت بداخله.

في ظل الظروف الجوية القاسية للعاصمة أبوظبي، كانت المراوح الكهربائية نعمة كبيرة ففي ذلك الوقت لم تصل بعد مكيفات الهواء والثلاجات.

كانت الحياة صعبة بسبب الطقس الحار والرطب، كنت اضطر للمشي لمسافات طويلا بحثا عن وظيفة. وبما أني كنت حاملا لشهادة جامعية في الصيدلة كنت أطمح لوظيفة حكومية في قطاع الرعاية الصحية.  ولكن عدم إتقاني للغة العربية حال دون ذلك. قضيت حوالي شهرا كامل أوزع سيرتي الذاتية، ولكن بدون جدوى.

بعد شهر حصلت على وظيفة ذات صلة بمجال دراستي، وهي بيع المستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل في أسواق أبوظبي. لم يكن هناك مندوبو مبيعات للمستحضرات الطبية في ذلك الوقت والشركات الصيدلانية كانت تعتمد حينها على مندوبين من بيروت. لذلك كنت أول مندوب مبيعات خارجي في أبوظبي، حيث عملت على توصيل طلبات محلات السوبر ماركت والمخازن العامة، وكنت أحمل الكراتين الثقيلة على كتفي لأسلمها بشكل يومي لأصحابها. حصلت على راتبي الأول 500 درهم من مجموعة شركات الفهيمي، فأرسلته لوالدتي لدفع أول قسط من ديون العائلة.

كان الدكتور إسماعيل فهيمي وعلي فهيمي من مجموعة شركات الفهيمي أول مدراء لي في هذا البلد، وأنا مدين لهما لدعمهم وثقتهم بي.  لن أنسى أبدا أن أول رغيف خبز لي في الدولة كان من خلالهما.

في غضون أشهر قليلة، تم تكريمي لأخلاقياتي في العمل، وبراعتي في خدمة العملاء وأسلوبي في العمل.

العاصمة أبوظبي، تشتهر اليوم بناطحات السحاب والمعالم الشهيرة مثل مسجد الشيخ زايد وقصر الإمارات، وحلبة مرسى ياس وغيرها من المباني، ولكن في منتصف السبعينات كانت أبو ظبي بلدة صغيرة بدأت لتوها تستثمر عائدات النفط في البناء والتشييد. في ذلك الوقت كان العيش في ناطحات السحاب بوسائل الراحة والترفيه مجرد حلم بالنسبة لي.

كان السبب الرئيسي لمجيئي إلى أبو ظبي هو جمع ما يكفي من المال لسداد 150 ألف روبية من الديون التي اقترضتها عائلتي لحفل زفاف أختي وتمويل حملتي الانتخابية.  إذ انتخبت لمنصب نائب رئيس مجلس بلدية أودوبي، في ولاية كارناتاكا ، الناس هناك لا يزالون يتذكرون عندما جلبت لهم خدمات الصرف الصحي والمرافق الحديثة.

زيارتي لأبوظبي كانت ضربة حظ إذ نجحت في سد ديون العائلة في غضون 18 شهرا.

في عام 1975، استوحيت أفكارا تجارية انطلاقا من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بشأن تقديم أفضل مرافق الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين في الدولة، فخطرت لي فكرة إنشاء عيادة وصيدلية في شقة من غرفتين بمنطقة مدينة زايد، حيث تقع حاليا ثلاث مستشفيات من سلسلة  المركز الطبي الجديد التي أسستها.

افتتح المركز الطبي الجديد بطبيب عام، وطبيب أسنان، ومختبر مجهزة بالكامل. كان مشروع العيادة الطبية المدفوعة مفهوم جديد حينها إذ كانت جميع الخدمات الطبية حينها مجانية.

بدأت المشروع بعدما اقترضت مبلغ 3 ملايين درهم من بنك الخليج التجاري، الذي اندمج فيما بعد مع بنكين ليكون مؤسسة جديدة باسم بنك أبوظبي التجاري.


شخصيتي المفضلة هي الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات، الذي بنى دولة الرفاه في عقود قليلة، وفتح المجال أمام رجال الأعمال مثلي للنمو والازدهار.  كما اشيد بشخصية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لقيادتهم الرشيدة ونظرتهم المستقبلية في كل مجال من مجالات الحياة.


42 عاماً في دولة الإمارات.. إنجازاته

– أسس الدكتور (بي آر شيتي) واحدة من أكبر شبكات الرعاية الصحية الخاصة في دولة الإمارات في عام 1975. إضافة إلى سلسلة مستشفيات، وهي شركة مدرجة في بورصة لندن، بلغت قيمتها السوقية 2.75 مليون دولار.
– في عام 1980، قرر تنويع أعماله من خلال إنشاء مركز الإمارات للصرافة (UAE Exchange)، التي تعد واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال خدمات تحويل الأموال. إذ بلغت التحويلات المالية للشركة  في عام 2014 مبلغ 26 مليار دولار.
– غامر في مجال تصنيع المستحضرات الصيدلانية في عام 2003 بإنشاء مصنع حديث في أبوظبي، “مصنع “نيوفارما” الذي قدرت قيمته عام 2015 بنحو 2 مليار دولار.
– في عام 2005، قلد الدكتور شيتي بوسام جائزة أبوظبي، وهي أعلى وسام مدني.
– كما منحه الرئيس الهندي حينها (الدكتور أ ب كلام)، عام 2007 بجائزة (Pravasi Bharitya Samman ) وهي أعلى جائزة تقدمها الهند تكريما للمهاجرين الذين شرفوا بلدهم في الخارج.
– في عام 2009، منحه الرئيس الهندي بارتيب  باتيل أعلى جائزة مدنية (بادما شري) لخدماته المتميزة في التجارة والأعمال.
– في عام 2015، اكتسب غالبية الأسهم في شركة الفوركس ترافيليكس ومقرها لندن، بلغت قيمتها 1 مليار جنيه استرليني.
– في عام 2015، ضمت مجموعة NMC، التي تضم 885 سريرا  تحت مظلتها شبكة الدكتور ساني في الشارقة، وعيادة أوجين، ومركز بروفيتا  لعلاج الخصوبة، ومركز أميريكير للرعاية الطبية المنزلية.

 

 

البيان


‫4 تعليقات

  1. اول راتب افتطع الجزء الاكبر وارسله الى امه , شوف بر الوالدين بيفتح ليك كل الابواب
    اللهم لاتحرمنا من بر الوالدين

  2. من اول راتب اقتطع الجزء الاكبر وارسله الى امه , شوف بر الوالدين بيفتح ليك كل الابواب
    اللهم لاتحرمنا من بر الوالدين اميييييييين