تحقيقات وتقارير

صالة المغادرة … حكايات الوداع والدموع.. البحث عن الأفضل


ضجيج يملأ المكان وأناس في كامل هندامهم بين مودعين ومسافرين، حقائب حُزمت لأغراض الرحيل، وما بين الحزن والحنين من الجانبين يغادر الكثيرون أرض الوطن، مشاعر متدفقة عبر كراسي الانتظار ريثما يشير المودعون من بوابة المغادرة ومن الصالة ومن ثم يرجعون إلى منازلهم على أمل عودة هؤلاء بعد عام ونيف أو ربما لا يعودون أبداً، أهل وأصحاب يقالدون بعضهم وآخرون يفركون أياديهم فبعد عدد من الساعات سيكونون في بلد آخر وبيئة مختلفة وعالم مغاير.
يبكي الرفقة
صالة كبيرة تطل على مدرج الطائرات، مقاعد موزعة على أنحائها ومحل صغير تباع فيه الحلويات والعصائر، وحنين ظاهر على وجه محمد الذي يودع رفيق دربه وزميله في الدراسة بكل مراحلها من الأساس وحتى الجامعة، وفي السياق يقول محمد لـ(اليوم التالي): أصعب مرحلة لا تقل عن فاجعة الموت ويواجهها الشخص هي اغتراب صديق أو أخ خصوصاً وأن العقودات لا تقل عن عامين إلى حين العودة، فمرارة السفر وفقد الأعزاء تبدأ من صالة المغادرة وتظل تتكرر كل يوم لأن الإحساس بالفراغ يتملك كل من يبقى وحيداً عن صديقه.
شعور باليأس
أسرة بأكملها جاءت تودع ابنها الشاب بعد أن حصل على عقد عمل بإحدى دول الخليج حيث تقول والدته السرة حمد إنها قضت أسبوعا كاملا تبكي فراق ابنها قبل أن يعتلي سلم الطائرة، كما أنها تشعر باليأس لوجودها في صالة المغادرة فكيف لها أن تسلم ابنها لنيران الغربة على حد وصفها، حكاية السرة تشبه الكثير من قصص بعض الناس وهي ذات المشاعر المتنازعة بين فرحه تحسين الأوضاع وبين حزن الفراق الطويل.
نيران الغربة
ازدحام يومي تشهده وكالات السفر و(الفيش) وصالة المغادرة بمطار الخرطوم الدولي، تأشيرات السفر للخارج تمنح يومياً لأكثر من (12) ألف مواطن أغلبهم من الشباب الذين يرغبون في تحسين الأوضاع للأفضل خاصة بعد التخرج وفي ظل ظروف البلاد الصعبة.
تحسين الأوضاع
من جهته يقول محمد أحمد علي يونس لـ (اليوم التالي): (تخرجت في الجامعة منذ ثلاث سنوات ولم أجد وظيفة حتى الآن). وأضاف: (ظللت أتابع الإعلانات الخاصة بالوظائف التي تتماشى مع تخصصي في الصحف والوسائط الأخرى ولم أترك شاردة أو واردة وحفيت أقدامي من البحث وبالتالي أصبح ليس لدي خيارات ثانية بخلاف الهجرة إلى الخارج). وأردف: (بطبعي لا أحب الغربة لأنني أحن إلى الوطن وأهلي وأصدقائي، لكن الظروف الحالية تجبرني على اتخاذ مثل هذه القرارات من أجل تحسين وضعي المالي ومساعدة الأسرة لأنها في حاجة ماسة لي).
الرواتب لا تكفي
أما العمدة عبد الغني فقال إنه اتخذ قراراً اعتبره أصدقاؤه غير موفق في الوقت الحالي بحكم أنه يعمل معهم في وظيفة جيدة ـ على حد تعبيرهم. وأضاف: (بحساباتي أنا فإن الراتب الذي اتقاضاه لا يوفي باحتياجاتي الأسرية لأن الصرف في العاصمة الخرطوم كثير جداً على عكس الولايات مؤكداً أنه يصرف جل راتبه وبالكاد يكمل الشهر، وهي وضعية اعتبرها غير مفيدة وعليه قرر أن يهاجر حتى يحسن وضعه المالي إلى الأفضل لأن الأوضاع تختلف في الخليج ـ على حد قوله

اليوم التالي


‫4 تعليقات

  1. نحن السودانيين يا اما منفيون في الغربه يا اما منفيون في السودان . اتمني ان ينصلح الحال و تاني الخظاوي ما تودينا لصاله المغادره دي

  2. لا زلت أذكر بكاء والدتي العزيزة حين وداعي قبل بضع سنوات ، حيث تجمهر الكل ليروا هذا البكاء العميق من الطرفين وكأنه
    بكاء على ميت . الغربة حارة مافي كلام ، لكن نفنى ليسعد باقي أفراد الأسرة .
    هذه ليست قصتي وحدي بل قصة كل شاب مغترب .
    عزاؤنا بأن الوسائط لم تترك شاردة ولا واردة الا وغطتها ، نكاد لا نحس بالزمن هنا ….
    حفظ الله البلاد والعباد

  3. لن ينصلح حال السودان طالما عمر البشكير وزمرته علي السلطة………….