مقالات متنوعة

بخيتة أمين : الفتاة ذات الحجاب


صاحبة هذا العنوان مهندسة سودانية اسمها سالي علي حسن البيلي توفيت بإحدى مستشفيات مدينة الأباما الامريكية في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي ليصبح دارها ملتقى للمعزين من السودانيين و الأمريكان الذين أبهرتهم سالي بذكائها الخارق وسماحة أخلاقها وبيتها العامر .
ماتت سالي في موطن العلم والعلاج وخلال عملية ولادة ( تصوروا ) سالي درست هندسة الكهرباء في السودان لكنها ومنذ الرابعة عشر من عمرها ارتدت الحجاب عن قناعة تامة، ولما سافرت الى الولايات المتحدة الامريكية لنيل درجة الماجستير في جامعة هانسفيل بولاية ألاباما و إبان احداث تفجيرات 11 سبتمبر بدأت سالي تعيش سلسلة من المضايقات والمعاناة والتعليقات من الذين حولها ومعها داخل الجامعة و الحي التي تسكن والبقالات التي تبتاع منها حاجياتها فقط لأنها مسلمة و ترتدي الحجاب.
كان كل من يلتقيها ينصحها بإزالة الحجاب لضمان سلامتها والأمريكية الوحيدة التي آزرتها ووقفت معها كانت أساتذتها التي شجعتها على مواصلة ارتداء الحجاب.
المهندسة الراحلة أطلقت على رسالتها الميدانية (القياس اثناء الحفر) وحقل النفط الذي تقضي ساعات يومها بداخله لم تنجح إحداهن في منافستها فيه وبعد إجراء لعدد من المهندسات وصل العدد الى نسبة لم تتعد الـ 30% من جملة المئات من المتنافسين لمثل تلك المهنة القاسية ورغم متطلبات المهنة إلا ان سالي كانت تتمسك بحجابها وتؤدي مهمتها في ثقة غير عابئة بأجواء حقول النفط وما تحتاجه من حراك دائم.
كانت المهندسة السودانية سالي البيلي مثالاً في تجويد الأداء حتى لا يجد من يرأسها ثغرة ليرسل لها عبارة ملامة بسبب ارتداء الحجاب خلال عملها، كانوا يطلقون عليها (الفتاة ذات الحجاب) ليجيء ردها هذا الحجاب يمثل الإسلام تماماً) ولشطارتها غدت شركات النفط تغريها للرحيل من شركة لأخرى فعملت في شركه شلمبرجير و بيكر نيوز لتستقر مع هاليبرتون في منصب directional driller
مما قاد البعض للاعتقاد ان تلك وظيفة من العسير ان تخصص لامرأة ونجحت سالي باقتدار لتصبح المرأة الثانية التي تشغل مثل هذه الوظيفة بالولايات المتحدة الامريكية والمسلمة الأولى التي تضع الحجاب على رأسها.
سالي السودانية أصبحت المتحدثة باسم النساء في الشركة داعية العنصر النسائي لينخرطن في مجال صناعة البترول وفنونه.
سالي السودانية تخاطب المسلمين في تجمعاتهم قائلة: ان السبيل الوحيد لاندماجكم في المجتمع الأمريكي ان ترتدوا أزياءكم لا ان ترتدوا أزياء الغرب لتنالوا الاحترام والوقار والعبارات الراقية وحسن المعشر وفتح أبوابكم وإبراز الكرم السوداني من الضرورات.
سالي لم يشغلها تخصصها ولم يمنعها عن كتابة الشعر فيه الحنين للوطن والسودان عشقها وموطنها فهو شامة على خدها النضير وكراستها (أوراق الورد ) كانت الأولى.