عمر الشريف

اللهم أرحم العمرين


التاريخ الإسلامى دون لنا أسماء كثيرة جاهدت فى سبيل الله بنفسها ومالها من أجل الدعوة والجهاد والعدل ومن هؤلاء العمرين – عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز وكلاهما إشتهر بالعدل والزهد والخوف من الله والشجاعة . كانت مواقف سيدنا عمر بن الخطاب واضحة فى المسائل الدينية وأنزل الله فيها آيات تتلى وكذلك فى العدالة حكم وعدل وتفقد رعيته ليلا ونهار حتى نام مطمئن تحت ظل الشجرة لا يحقد عليه أحد ولا يخشى من البشر أحدا أن يعتدى عليه ولم تلاحقة جهات عدلية وحقوقية وقد طالعنا كثير من مواقفه فى العدل والشجاعة . وعهد عمر بن عبدالعزيز إشتهر بالعدل والزهد والصلاح وعندما بويع بالخلافة رفض ذلك وأصر الناس عليه فأقامة العلماء على المنبر وهو يرتجف وأوقفوه أمام الناس فما إستطاع أن يتكلم من البكاء وقال لهم : بيعتكم بأعناقكم لا أريد خلافتكم ، فبكى الناس وقالوا لا نريد إلا أنت ، فتحدث عن الموت وذكر لقاء الله حتى بكى من بالمسجد ثم نزل وقربوا له المراكب كما كان يفعل بسلفه ، قال : لا ، إنما أنا رجل من المسلمين غير أنى أكثر المسلمين حملا وعبئا ومسئولية أمام الله وركب بقلته وأنطلق الى بيته وتصدق بأثاثة ومتاعه على فقراء المسلمين .

أين أنت من العمرين ؟؟ هل تمت مبايعتك للخلافة ورفضتها ؟؟ هل تصدقت بما عندك للفقراء والمساكين ؟ هل تفقدت الرعية نهارا وليس ليلا ؟؟ هل خفت الله فى نفسك وأهلك وشعبك ؟؟ هل حاربت الفساد ؟؟ هل حملت الزكاة على ظهرك لتبحث عن مستحقيها ؟؟ لقد وعدتنا منذ بيانك الأول أن تحافظ على تراب الوطن وأن تحكم بالعدل وأن يعيش السودان فى أمن وإستقرار وتنمية .. هل حققت الشعارات التى ناديت بها نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع .. لن نهان ولن نزل من الأمريكان .. هى لله هى لله .. أين شعارات التنمية .. وأين شعارات محاربة الفساد .. وأين حرية الصحافة والتعبير .. والعدالة ..

آن الأوان أن تترك المنصب وتتفرق لكثرة الإستغفار ومراجعة حفظ كتاب الله وطلب العفو من الشعب السودانى جميعا لما أصابهم فى عهدكم حيث أن هناك ظالم ومظلوم وأن هناك فاسد ومفسد وأن هناك سارق ومن ساعد على السرقة ومسروق وأن هناك من أستغل وظيفته ورتبته وظلم غيره وأن هناك من مات بسبب التعذيب أو نقص الدواء أو الجوع وأنت مسئول عنه كما قال عمر بن الخطاب : ( لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله سائلنى عنها يوم القيامة ) فكم من نفس ماتت وضاعت وكم من شاة ماتت وضاعت .. وتذكر قول عمر بن عبدالعزيز لزوجته ، قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز : دخلت يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعً خده على يده ودموعه تسيل على خديه، فقلت : مالك ياعمر؟ فقال : ويحك يا فاطمة، قد وليت من هذه الأمة ما وليت فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود و اليتيم المكسور والأرملة الوحيدة و المظلوم المقهور والغريب و الأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض و أطراف البلاد فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت و كتب أحد الولاة للخليفه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب مالاً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولايه. فأجابه عمر: ماذا تنفع الأسوار؟؟ حصنها بالعدل ونقي طرقها من الظلم . فهل حكمت وعدلت وزهد كما فعل العمرين لتكون ثالثهم .