د/ عادل الصادق المكي

بين السما.. و .. الواطا


أول طيارة ركت في مطار الخرطوم كان سنة 52.. وكانت جاية من لندن وماشة جنوب أفريقيا.. أول طيار سوداني هو الكابتن موسى بابكر بدري.
اول طيارة ” شترا” تحوم في سما الخرطوم..هي الطيارة الدايرة تضرب الخرطوم وضربت حمار كلتوم ست اللبن. وكان أول حمار شهيد على أرض الوطن…. لكن نحن متلومين فيهو..ما في زول قال يحتفلو بيهو.. ولا في زول من ناس الاحتفلات والتكريمات قال نكون لجنة للاحتفال بذكرى حمار كلتوم ست اللبن… ولا حتي فكروا يدوهو نيشان.. أو حاجة تمجدو…. معليش نحن أصلنا كدا حقارين.. حسي لو الحمار دا طلع قريب زول من أهل اليسدوها ويقدوها كان كرمناهو زمان وعملنا ليهو جائزة سنوية… يتنافس عليها المتنافسون.. وقنوات تنقل وإذاعات تنقل.. فلان الفلاني الفائز بجائزة حمار كلتوم ست اللبن…. وإعلانات قبل الجائزة واجتماعات وقومة وقعدة “وتعلن اللجنة العليا لجائزة حمار كلتوم ست اللبن”… ويفوز فلان الفلاني وحوارات ونقاشات.. وعيك… وكل مرة جهة تحتفل بيهو.. وفنانين يغنوا… ورجال يبشروا.. ونسوان قاعدات وخاتات إيديهن فوق الطرابيز يصفقن عشان يورن الحنة والدهيبات… ولما الكاميرا تجي بعندهن… يزحن التوب من الرقبة… ويبتسمن …أو يرمنو ويرفعنو تاني.. وخطب رنانة…لا غضاضة في الاحتفاء بالشهيد حمار كلتوم ست اللبن ..وما في زول يفتح خشمو محتجاً حيث إن شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي هو الحمار…..
في سفري القسري للعلاج والذي أستمر في حكيه كان مروري بمطار الخرطوم… وبأمانة أحب أن أشيد بالعاملين بالمطار من خشم باب المطار البيفتح لي غرب وبيتلموا فيهو الناس يشعبطوا في بعض مودعين.. ولحدي خشم باب صالة المسافرين القاعدين يجاروا ويتكابسوا فيهو المسافرين على الطيارة عشان ما في زول ما يلقى كرسي في الطيارة يقعد فيهو ويرجعوهو .. شي غريب.. ما عارف الناس دي بتاكبس لي شنو؟..لكن والله صراحة لاوزت… قلت يمكن فعلا يطلع النضم دا صح وأرجع أهلي بعد ودعتهم..!!!…لقيت نفسي لما يجي زول جاري قدامي ومكابس الطيارة أصر ليهو… وأقبل أقول ليهو يا زول انت ما شايفنا قدامك؟؟..وأكورك لي مرافقتي “بنتي” ونحن ماشين علي الطيارة” يا بنيتي أكربي كراعك”… امشي قدامي واحجزي لي كرسي…. ووصلنا الي باب الطيارة..واستقبلتنا حسناوات شركة خطوطها من مضيفات…. وهن مبتسمات… ويرحبن بنا “أهلاً وسهلاً”… علا والله في ويحيدة كدا… ترحب بينا ومديانا قفاها تعاين على جيهة بري.. ترحب وتقول” أهلا وسهلا”.. وهي ولا معانا…بي عافيتا..إن شاء الله الشي البيتعاين ليهو في بري تبقى لقيتو نحن هينين…دخلنا…اتوهطنا أنا وبنتي في كرسين جنب بعض… قالوا لنا اتحزموا.. اتحزمنا وأنا أصلي متحزم بي حزام فوق البنطلون علا قلت مالو اتحزم بي حزامهم هم برضو وزيادة الخير خيرين….وأحلل حق تظكرتي….ثم أقلعت الطيارة….. الكهربا جوا الطيارة طفت…عاينت بالشباك لقيت البلد مولعة قلت للبنية “ناس الطيارة ديل الليلة يومهم في قطع الكهرباء؟””!!!!!.