أبشر الماحي الصائم

الموازنة .. بعيون المواطن


* أكثر شيء أطربني في هذه الموازنة هو إحساس الدولة بضرورة التوسع في إنتاج القمح، ومن ثم رصدت له بعض التمويلات المعتبرة والتي إذا ما صادفت همة شعبية وإرادة حكومية، ستعبر بنا لا محالة بعض الجسور التي أرهقت مواردنا الصعبة، على شحها …
* بطبيعة الحال هنالك كثير من المصطلحات المالية والاقتصادية، التي تتدفق في مثل هذه الأيام من كل عام حيث تنعقد مجالس الميزانية للدولة، ﻻ يستوعبها المواطن، على أن نسبة التضخم عنده تقاس بسعر ضرورياته التي ينزل كل صباح لشرائها، على أن هنالك كثير من السلع يفترض، وحسب القراءات المالية للدولة، أن يحدث فيها انفراج، إلا أنها تصطدم بصخرة السوق الباهظة، على أن بعض تجارنا أضحوا يغالون أكثر مما ينبغي، فلماذا والحال هذه ﻻ يكون للمواطن دور في كسر شوكة بعض هوﻻء المغالين، على النحو الذي سطره الشعب الأرجنتيني كما في هذه الواقعة ..
* في يوم من الأيام استيقظ المواطن الأرجنتيني قبل سويعآت من عمله واتجه كعادته إلى السوبر ماركت ليشتري بعض احتياجاته لتناول وجبة الإفطار .اتجه إلى رف البيض وأخذ طبق البيض للبائع .وعندما سأل البائع عن السعر, وجد بأن هناك زيادة في سعر البيض مباشرة سأل لماذا هذه الزيادة؟ !!فأجاب البائع شركة الدواجن رفعت سعر البيض (1) بيزو .
مباشرة أخذ الموآطن الأرجنتيني علبة البيض وأعادها إلى مكانها، وقال هُناك أمور تعوضني عن البيض لا داعي للبيض !!وكل مواطن عمل بهذه الطريقة, دون حملات ورسائل !!
ولكنها ثقافة شعب!
حملة وحرية شعب لا يرضى بأن تبتزه الشركات في أمواله !
فماذا كانت النتائج؟ !!في اليوم الثاني أتى عُمال الشركات لإنزال إنتاج اليوم في محلات السوبر ماركت .
فرفض بعض الباعة أن ينزلوا أي حمولة جديدة لأن إنتاج الأمس لم يتزحزح من مكانه، فلم يشتر أحد ذلك اليوم !والبعض الآخر طلب تبديل إنتاج الأمس بإنتاج اليوم !
وماذا بعد ذلك ؟
قالت الشركات بأن المقاطعة ستنتهي في غضون أسبوع وبعدها سيعود الناس للشراء ..
ولكن الأمر لم يختلف لازال الشعب الأرجنتيني مقاطعاً بعد مضي أسبوعين وشركات البيض تخسر !!
تخيل الموقف الشركات تخسر لإطعام دجاجها وكذلك الإنتاج لا يتوقف فالدجاج لازال ينتج بغزارة. فتراكمت الخسائر على تلك الشركات وتضاعفت .
وبعد هذا كله. اجتمع تجار شركات الدواجن وقرروا إعادته لسعره السابق فماذا كانت النتائج؟ !!
تواصلت المقاطعة !!
فلا يزال الشعب الأرجنتيني مقاطعاً للبيض والشركات تكاد تفلس, والمسؤولون عنها جن جنونهم لما يحدث !
حتى اجتمع التجار مرة أخرى وقرروا القرارات التالية :
* تقديم اعتذار رسمي للشعب الأرجنتيني عن طريق جميع وسائل الإعلام !!
* تخفيض سعر البيض عن سعره السابق إلى ربع القيمة السابقة
– هذه قصة حقيقية واقعية وليست من نسج الخيال .
باستطاعتنا رفع شركة وإنزال أخرى إلى الحضيض بإرادتنا دون حملات ودعايات.
* يمكن للمواطن، صاحب المصلحة، أن يكون له دور في ما يجري من حوله، يستطيع أن يفرض إرادته على كل السلع والأسواق وفق حملة منظمة وفاعلة ..


تعليق واحد

  1. وفي وطن النيل والنخيل .. المواطن يخاف من كيلو الطماطم ويفك الدرب للحمة.. وبدلا من أن يديها ضهرو .. يدوبي بـ الغلاء والحكومة وحكايات تانية حايمة في سوق الاستسلام ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.