منوعات

الدراما أقصر طريق للتعايش مع المرض.. اليوم العالمي للإيدز


أصابهم الإيدز عبر بوابة الجنس)؛ تبدو العبارة صادمة للوهلة الأولى؛ لكن هذا ما يتبادر إلى أذهان الكثيرين حين علمهم بإصابة شخص ما بفيروس الـ(Hiv). وكثيراً ما تطفو تعليقاتهم الصريحة على سطح أحاديثهم عبارات قاسية ومهينة، أو يجسدون سلوكيات في أدنى تعامل أو تجنبهم جملة وتفصيلاً، دون أن يلتمسوا لهم الأعذار أو يتعاطفوا معهم كأضعف الإيمان. والغريب في الأمر أن غالبية المصابين لا يعلمون بنبأ حملهم لهذا الفايروس المخيف إلا صدفة؛ ويُصعقون بصورة مؤلمة لحظة إعلامهم؛ ورغم حاجتهم الماسة للمواساة وتطييب الخواطر من المجتمع قبل حصولهم على المساعدة الطبية من الجهات المختصة، إلا أنهم لا يزالون يبحثون عن أبسط حقوقهم في تفهم المجتمع لهم وبالتالي إمكانية التعايش معه، بسبب وصمة المرض، مع أن المجتمع وصل إلى حد كبير من الوعي بطرق انتقال العدوى؛ إلا أنه لم يتمكن من التسامح مع المصابين بالأيدز.
باعتباره أقسى الأمراض التي مرت على تاريخ الإنسانية؛ ظل الإيدز يؤرق أذهان الكثيرين لما يفعله بالجسد من وهن وضعف حتى أنه لا يستطيع مقاومة (نزلة برد) عابرة، فيحولها إلى التهاب حاد قد يقضي على حياة الإنسان، وبجانب الوجع المادي الذي ينهش أجساد المصابين يوماً بعد يوم، فهنالك ألم معنوي ينخر أروحهم ؛ جراء رفض المجمتع لهم، خاصة وأنه لم يُتوصل بعد لعلاج حاسم للمرض، ولا زال المرضى يكتفون بالمسكنات والمهدئات وبعض وسائل تجميد نشاط الفايروس.
برامج توعوية
يعتبر ديسمبر الشهر العالمي للتوعية بمرض الأيدز، فمنذ باليوم الأول فيه تشرع الجهات المهتمة في برامجها التوعوية والإرشادية، وكان لجامعة الأحفاد حظ من هذا الاهتمام، إذ أقامت برامج تتعلق بمتلازمة نقص المناعة ناقشت فيها كيفية تناول وسائل الإعلام للمرض بصورة أعمق، اجتمع فيها العديد من الإعلاميين والفنانيين والمهتمين بالأمر؛ إلى جانب مشاركة برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز (UNAIDS)، والتي أفادت بأن مشاريع الأمم المتحدة بحلول عام 2020 يجب أن يتعرفوا على (90%) من جملة المتعايشين مع المرض، وأن يتم تشخيص حالاتهم بالتالي يتلقون علاجاً مضاداً للفايروسات القهرية، وكذلك أن يصل متلقوا هذه المضادات إلى مرحلة قمع الفايروس.
الدراما طريق الوعي
ناقش الحضور ضرورة خلق برامج توعوية دورية للتوعية بالمرض وجمعيات التعايش الخاصة به. وقال الشاعر الشاب محمود الجيلي: (إن التوعية عبر بوابة الدراما والبرامج الإعلامية بصورة دورية؛ عن طريق إقامة فعاليات تعرف بالمرض وكيفية التعايش مع حامليه، يعتبر خطوة حقيقية في تحقيق نجاح مشروع التوعية، والتي ينبغي أن تناقش موضوع الوصمة المصاحبة للمرض في قوالب إبداعية جاذبة). وأضاف: (وكذلك التحديات المصاحبة له مثل الخوف من الاعتراف بالإصابة وجهل المجتمع به، وذلك بمبادرة من نجوم المجتمع على أصعدته كافة).
نفاج أمل في عتمة المرض
وقالت غفران إبراهيم – طالبة بجامعة الأحفاد وأحد افراد مجموعة السوشيال ميديا- إنهم مجموعة من المصورين وصُناع الأفلام، إلى جانب العديد من المدونين في مختلف الوسائط الإعلامية من (واتساب، فيس بوك، تويتر) وغيرها من وسائل التفاعل الجماهيرية. وأضافت: (وبخصوص اليوم العالمي للإيدز أقامت مجموعة سينما شباب فيلماً قصيراً عن المرض، يستعرض الحالة الاجتماعية والنفسية والمهنية التي يعاني منها المريض؛ وضرورة تفهم ما يمر به، كي نساهم في فتح نفاج أمل في عتمة الأزمة الصحية التي يصارعها).
وصمة مجتمعية
وقالت الباحثة النفسية د. سارة علي- المتخصصة في تغيير السلوك- أن جميع مرضى الأيدز يتفاجئون حين يُخطرون بخبر إصابتهم بالمرض، وأضافت قائلة: (وأنا عملي أن أهيئهم نفسياً على تقبل هذا الخبر، وهذا ما يجعلني أول من يشاهد وجعهم، انكسارهم، وخوفهم من المرض والمجتمع، فلا يوجد أحد على الإطلاق يفضل أن يموت بصورة بشعة؛ وذلك لأن الصورة الذهنية المرتبطة بمرض الأيدز هو أنه اشبه بالموت البطيء، وهنا ينبغي علي أن أساعدهم في تغيير هذه الصورة؛ واستبدالها بصور أكثر تفاؤلا ليستمروا في الحياة بشكل أفضل).
وتستطرد: (معظم المصابين ينكرون إصابتهم بالمرض عن طريق الممارسات الجنسية، وليس من شأننا التحقيق معهم في طريقة الإصابة؛ بقدر ما ينبغي علينا مساعدتهم على التوازن وتقبل حقيقة الإصابة والتعايش معها

اليوم التالي