مزمل ابو القاسم

بين لجنة الحوار.. والتيار


* يحسب للجنة الحوار الوطني جرأتها في المطالبة برفع الإيقاف عن صحيفة (التيار)، التي تم تعليق صدورها إلى أجلٍ غير مسمى قبل أيام من الآن.
* سبق للجنة أن تدخلت لرفع الإيقاف عن صحيفة (الصيحة)، وأفلحت في حث الحكومة على إعادتها، ونرجو لها أن تنجح في سعيها الجديد، لأن تعزيز حرية الإعلام يعد من أبرز التعهدات التي قطعتها الحكومة على نفسها في افتتاحية مؤتمرٍ خاطبه الرئيس البشير بنفسه.
* لا يوجد حوار هادف من دون إعلامٍ حر، وليس في الإمكان توقع نجاح أي مسعىً يستهدف معالجة مشاكل الوطن، وإعادة صياغة الواقع السياسي، وتعزيز ثقافة السلام واحتمال الآخر، وجمع الفرقاء إلى كلمةٍ سواء، من دون صحافة حرة تكتب بلا وجل، وتتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية لما تدونه أمام القضاء والقراء.
* مؤتمر الحوار يعتبر سوقاً للرأي والرأي الآخر، والصحافة كذلك، لأنها تمثل ساحةً مهمةً لتلاقح الأفكار، ولاعباً رئيسياً في أي حوارٍ يستهدف معالجة قضايا الوطن.
* تمتلك الصحافة كل الأدوات التي تثري الحوار المجتمعي، وتتميز بقدرتها على الوصول إلى قطاعات واسعةً، ترغب في الإدلاء بآرائها في ما يستجد من قضايا وأزمات.
* تلك الميزة لا تتوافر للمؤتمرين في القاعة، لأنهم محصورون في مكوناتٍ سياسية، نجزم أنها فقدت قوة جذبها للجماهير، وما عادت تحظى باهتمامٍ يدفع الناس إلى تفعيل عضويتهم فيها، أو الانضمام إليها.
* الصفحة التي تنشرها (اليوم التالي) بعنوان (من طرف الحبيب) تزخر بآراء موضوعية مهمة، يدلي بها قراء عاديون، يحملهم حبهم لوطنهم إلى إثراء الرأي في كل ما يتعلق بالوطن.
* ساحة الحوار الوطني التي اتسعت لناشطةٍ سياسيةٍ اشتهرت بحدة هجومها على الحكومة (تراجي مصطفى) لا يمكن أن تضيق بصحف وطنية، وأقلام قوية، قدمت الكثير لوطنها ومواطنيها.
* احتمال ما يكتبه عثمان ميرغني ورفاقه، والرد عليه بموضوعية، أفضل من العودة إلى مربع المصادرة والإيقاف.
* أداء الصحافة خلال أكثر من ثلاثة أشهر من الحرية المطلقة للصحف أتى متميزاً وبعيداً عن الشطط، ونعتقد أن الزملاء الصحافيين ورؤساء التحرير مارسوا خلال الفترة المذكورة رقابة ذاتية، وتحلوا بمهنية عالية، حتى تفجرت قضية رفع الدعم وجعلت الحكومة ترتد عن خطها المعلن، وتعود إلى الإجراءات الاستثنائية.
* نطالب الأستاذ كمال عمر بأن يواصل مسعاه مع زملائه في لجنة الحوار الوطني، ونرجو أن تستجيب الحكومة لهم، لتؤكد احترامها لتعهداتها، وجديتها في حوارها، وتثبت أنها لا تضيق بالرأي الآخر، وأنها مستعدة لتقبل كل ما يصدر من خصومها، وصولاً إلى حل شامل لكل قضايا السودان بحول الله.
* افتحوا النوافذ، واستمروا في تجديد الهواء في كل ساحة للحوار، واحتملوا الرأي الآخر مهما قسا، لأن بديل التحاور بالكلمات هو (الدواس) بالرصاص.