أبشر الماحي الصائم

هنالك أمل


* لم تقتصر الآثار السالبة لتراجع مشروع الجزيرة في الفترة الأخيرة على تراجع المنتوجات الزراعية فحسب، بل تخطته إلى عمليات تراجع إنتاج الكوادر وصناعة التاريخ، بحيث لم تعد الجزيرة كما كانت تصدر المبدعين والموهوبين في كل مجالات العطاء والإبداع، لطالما تميزت الجزيرة عبر مسيرة السودان الحديث بهذه الضروب.. فلا أعرف ضربا من ضروب العطاء والتميز إلا وكانت للجزيرة فيه سهم وسيف وجولة وصولة ..
* فلما كان بعض ربعنا يزعمون في ولاية أخرى، ولاية نهر النيل، والشيء بالشيء يذكر، بأن عطبرة لم تنتج أهزوجة بمستوى (قطار الشوق) منذ نحو السبعينيات، كنت لحظتها في المقابل أزعم بأن ضروب الأدب والفنون تتراجع مع تراجع المؤسسات، فقلت لهم أعيدوا للسكة الحديد مجدها يعود للأدب مجده، وللمنابر ألقها وللأشعار روضها ونضارها !!
* لكن دعوني أسجل اعترافا باهظا هنا، بأن ملاذاتي السابقة قد ذهبت في الاتجاه الخطأ، وهي تسير في قوافل (السياحة والتسوق) ذلك قبل أن تتبين طبيعة تفاصيل الزيارة الرئاسية للسيد الرئيس لولاية الجزيرة، فالرجوع إلى متن حقيقة الزيارة فضيلة، عندما أدركنا انها (مواسم ثورة الخدمات) ولم تكن مناسبة (لتسابق الحمير) كما يوحي عنوانها (موسم السياحة والتسوق) !!.. وهي الزيارة التي شهدت تدشين مشروع غرث (مليون شجرة مثمرة) وتعبيد أكثر من عشرين كيلومترا من الطرق وافتتاح مدارس ومشافي و.. و..
* أتصور أن هذه الزيارة قد ظلمها عنوانها السياحي، وهي يومئذٍ زيارة خدمات وزراعة أمل من الدرجة الأولى الممتازة..
* فلئن كان مزارع الجزيرة هو المحرك الأساسي لقاطرة التنمية.. فلن يكن بمقدوره تحريك هذه القاطرة الضخمة ما لم تلب حاجياته الأساسية، فالمريض لا ينتج، والذي يرهقه البحث عن موطئ قدم لأبنائه في سني التعليم لم يكن بمقدوره أن يعطي شيئا.. وقديما قيل إن فاقد الشيء لا يعطيه !!
* صحيح أن السيد الوالي معني بإنسان الولاية وخدماته وللمشروع إدارات أخرى، غير أنه كلما تعافي مواطن الجزيرة انعكست عافيته في قوة ضربة طوريته على الأرض، وكلما تيسرت الطرق وتشعبت في شرايين المشروع كلما ساهم ذلك في تيسير سهولة نقل التقاوى وترحيل الآليات والمحاصيل، وكلما توفرت خدمات الصحة والتعليم، في المقابل توفرت فرص الاستقرار ومن فرص العطاء والإنتاج ..
* يظل الوالي محمد طاهر أيلا مطر عافية الحكم الاتحادي أينما هطل نفع وأتى خراجه..
* على أن الجزيرة، والحال هذه والأمل والأشواق، فلا محالة إنها موعودة بعودة صاخبة إلى المنابر وواجهات الأحداث وصناعة الدهشة، فهنالك أمل في أن تزداد مساحة الخضرة ويزداد التعافي في ضرع الجزيرة.. ويومها يحق للسودانيين أن يعودوا على متن الأهزوجة الضاربة في الأمل.. في الجزيرة نزرع قطنا نحصد نتيرب ونحقق آمالنا..