الإنقاذ تنفخ البالونات حتى تطق!!

لم أسمع من قبل بالمعارضة العائدة إلى البلاد للمشاركة في الحوار الوطني “تراجي مصطفى” إلا قريباً عبر بعض الحوارات التي أجريت معها، لم أعرف من أي أرض تنطلق “تراجي” في معارضتها للحكومة، وما هو الحزب الذي كانت تنتمي إليه وما هي الممارسات والمضايقات التي تعرضت لها حتى تركت البلاد، ومن ثم تعود اليوم لتستقبل استقبال الفاتحين وكأنها قد فجرت أنابيب البترول أو قامت بضرب مصنع الشفاء أو دخلت أم درمان بآليات ثقيلة.
إن الإنقاذ ساعدت بعض الأشخاص ليكونوا معارضين وهم أصلاً لا علاقة لهم بالمعارضة غير المصالح الشخصية، فالآن في مدينة الضباب “لندن” آلاف من الشباب والشيوخ الذين خرجوا من البلاد وادعوا معارضتهم للحكومة، وقدموا طلبات للحصول على حق اللجوء السياسي، وادعى البعض عمليات التعذيب التي تعرض لها وعمليات الانتهاك التي مورست ضدهم، وغيرها من الادعاءات الباطلة التي قدموها للجنة المختصة بمنح حق اللجوء السياسي في كندا أو “لندن” أو الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الإنقاذ ساعدت بعض الأشخاص أن يكونوا معارضين باللجوء إليهم وإدارة الحوار معهم في منافيهم وهم نكرات، ليس لهم أي دور إيجابي تجاه الوطن هؤلاء استغلوا الإنقاذ ليصلوا إلى مراميهم ومقاصدهم، ولذلك حينما يضيق أولئك المعارضون ذرعاً وهم في بلد اللجوء يطلبون من وسيط أن فلاناً الفلاني المعارض في الدولة الفلانية يريد أن يعود إلى أرض الوطن للمساهمة في عملية البناء والاستقرار، فالإنقاذ لا نقول بأنها ساذجة ولكن سماحتها تجعلها تقبل المفاوضات مع هذا وذاك، ويأتي المسمي نفسه معارضاً إلى أرض الوطن ويستقبل من صالة كبار الزوار، ويدخل البلاد وتلتقط له الكاميرات الصور التذكارية وتقدمه الفضائيات إلى المواطنين شارحاً أسباب عودته، ولو تركته الإنقاذ لعاد من تلقاء نفسه. ولكنها كما قلنا أطيب من اللازم. فتراجي مصطفى العائدة إلى البلاد اليوم لو سألت ماذا قدمت لهذا الوطن منذ ميلادها وحتى خروجها وانضمامها إلى صفوف المعارضة، ماذا قدمت لأبناء حيها ومنطقتها إذا كانت فعلاً معارضة من أجل هذا الوطن.
إن المعارضين السودانيين لا يقوون على المعارضة الحقيقية ولكن يدعون المعارضة ويتكسبون من تلك المعارضة من خلال وجودهم بالخارج، فتتلقفهم المنظمات والجهات التي لها أصلاً عداء مع السودان فيصبح هذا الشخص معارضاً بقدرة قادر، وتقدم له الأموال ويمنح تذاكر السفر متنقلاً من دولة إلى أخرى مستمتعاً بحياته بهذا الاسم (معارضة)، والإنقاذ تنفخ في أشباه المعارضين، حتى بعض الصحفيين تعطيهم حجماً أكبر من حجمهم وتنفخهم حتى يظنون أنهم فعلاً من كبار الصحفيين، بينما مازالوا في بدايات الطريق في بلاط صاحبة الجلالة. أيها الإنقاذيون أتركوا البالونات في سكونها ولا تنفخوها أكثر من اللازم، لأنها في النهاية سوف تطق ويطير كل جزء إلى منطقة ما!!

Exit mobile version