سياسية

إنتهاء التحقيق مع قيادات جماعة (الإعتصام بالكتاب والسنة) وتوقعات بإحالة الملف للمحكمة


أنهت السلطات الأمنية في السودان،التحقيق مع قيادات جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة) والمتهمين بترويج الفكر (الداعشي) وسط الشباب والطلاب،وتسهيل إرسالهم للتنظيم بالعراق وسوريا وليبيا، وسط ترجيحات بتحويل الملف للمحكمة.

الشيخ مساعد السديرة أحد أبرز رموز التيار السلفي الجهادي في السودان (صورة سودان تربيون)

واعتقلت السلطات الأمنية في السودان مطلع أغسطس، الفائت كل من الشيخ مساعد السديرة، وعمر عبد الخالق، والأمين السياسي لجماعة الاعتصام العبيد إبراهيم، علاوة على صلاح الدين إبراهيم ، إمام وخطيب مسجد الاعتصام بضاحية الدر وشاب في الخرطوم بحري،كما يشغل منصب مدير معهد الإمام البخاري الذي يشتبه في كونه الحاضن والمفرخ للطلاب المبتعثين للحاق بتنظيم الدولة الإسلامية(داعش).

وعلمت “سودان تربيون” أن الجهات المختصة أنهت قبل يومين تحقيقاتها مع رموز الجماعة، وأحيل الملف ،الأحد، الى نيابة التحقيقات الجنائية تمهيدا لتوجيه الاتهامات وتقييم البلاغات، وإخضاعهم لمزيد من التحري توطئة لتقديمهم لمحكمة مكافحة الإرهاب أو إصدار قرار بتشكيل محكمة خاصة.

ويقول الخبير في شؤون الجماعات الجهادية والسلفية الهادي محمد الأمين، أن قضية رموز جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة) حال إكمال مسارها القانوني عبر مؤسسات النيابة والقضاء تكون الخامسة من نوعها التي تصل لأبواب العدالة في ما يخص ظواهر التطرف الديني والإرهاب في السودان.

ويوضح لـ(سودان تربيون) أن المحاكمة الأولى جرت لمحمد عبد الرحمن الخليفي وهو ليبي الجنسية ومعاونيه السودانيين في العام 1994، حين هاجم مسجدا لجماعة أنصار السنة بضاحية الثورة في أمدرمان، وقتل 17 مصليا، بينما كانت المحاكمة الثانية لقتلة الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس في العام 2010.

ويشير الأمين،الى أن المحاكمة الثالثة عقدت للعناصر التي ساعدت قتلة غرانفيل ومكنتهم من الفرار من سجن كوبر في العام 2011.

اما الرابعة فكانت محاكمة شباب ماعرف بـ(خلية الدندر) في العام 2013 بمجمع محاكم الإرهاب بالخرطوم شمال القاضي عادل موسي غير ان محكمة الموضوع أعادت الملف للنيابة لإخضاعه لمزيد من التحري رغم اكتمال البينات وتوجيه التهم ضدهم وانتهت القضية بعفو صدر من وزارة العدل منتصف العام 2013.

ويشار الى أن وساطات ومساع مكثفة بذلت من جهات عديدة،وسط سياج من السرية، للوصول إلى تسوية بين الحكومة وقيادات جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة) وانجاز اتفاق سياسي إلا أن كل تلك التحركات أخفقت في طي الملف .

ويستبعد الهادي موافقة معتقلي الجماعة السلفية على تشكيل هيئة للدفاع عنهم حال إحالتهم للمحاكمة ،ويقول “المقبوض عليهم يكفرون التحاكم للقوانين ويرفضون التشريعات الدساتير كما يعتبرون مؤسسات الحكومة طاغوتية”.

وتابع ” لن يلجأوا لمحامين او تشكيل هيئة دفاع عنهم ،إلا إذا تطوع محامون للدفاع عنهم ، أو يدفع ذويهم بهيئة دفاع ،لكن المعتقلين لن يقوموا من تلقاء أنفسهم بتوكيل محامين للترافع عنهم”

وكانت اسرة السديرة ناشدت السلطات في بيان قبل عدة أسابيع الافراج عن المعتقلين او تقديمهم لمحاكمة ، ونوه البيان الى الاوضاع الصحية الحرجة التي يمر بها الموقوفين سيما وأنهم كبار في السن ويعانون عدة أمراض تستوجب إخضاعهم للرعاية الصحية.

ويدير السديرة معهدا بضاحية شمبات شمالي الخرطوم، لتدريس علوم الحديث، لكن السلطات تعتبر المعهد احدى حواضن التيار السلفي الجهادي، ونقطة لتفويج الراغبين في الانضمام الى التيارات الجهادية، مثل حركة شباب المجاهدين في الصومال وجماعة انصار الدين في مالي، وأخيرا تنظيم “داعش”.

وأيد الشيخ أبوبكر البغدادي،علنا لكنه نفى ضلوعه في إرسال الشباب إلى العراق وسوريا.

وأيدت جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة)، التي تدير عملها من مركز عام بالخرطوم بحري، في 26 يوليو 2014، عبر بيان بتوقيع أمير الجماعة السابق سليمان أبونارو، الدولة الإسلامية في العراق والشام وبايعت أبوبكر البغدادي خليفة المسلمين.

كما أيدت الجماعة في عهد أميرها الحالي عمر عبد الخالق التفجيرات التي استهدفت مقر صحيفة “شارل ايبدو” الفرنسية في يناير الماضي وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين، وأباحت حرق تنظيم “داعش” الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في فبراير المنصرم.

sudantribune