عمر الشريف

مرحبا عام 2016م


أيام معدودة ونستقبل عام 2016 بمشاءالله . هذا العام الذى يدخل علينا ونحن نفرح بزيادة عام جديدا فى حياتنا ونحزن بنقص عاما آخر من عمرنا . عاما جديدا ليجعل ثورة الانقاذ تتفاخر بأنها أكثر الثورات التى حكمت فى هذا القرن وأفشل الثورات التى لم تستطيع توفير أقل نسبة علاج لمواطنيها . عام 2016 يبشرنا السيد الرئيس بأنه أفضل عام على الشعب السودانى ويحمل مفاجأت وبشريات كثيرة وأن ميزانية هذا العام هى من أفضل الميزانيات ولكنه نسيى السيد الرئيس بأنه بشرنا بأعوام سابقة بأنها هى الأفضل التى ينتهى فيها التمرد ويعم فيها السلام والأمان وأن نكتفى فيها ذاتيا حتى نصدر الفائض من إنتاجنا وصناعتنا ليركب كل مواطن سودانى عربة لاندكروزر مكيفة ويأكل الأيس كريم البارد فى نهار الصيف الحار .

سيدى الرئيس إن كان على أقوالكم وأفعالكم فأفضل لنا ركوب (الحمير) إن توفرت لنا والشرب من الزير إن وجدت فيه ماء ونكون سعداء. إن كانت لنا حقوق ومطالب لهذا العام فهى تتمثل فى توفير مياه الشرب والزراعة وتوفير أساسيات التعليم والصحة والطرق والمواصلات وتوفير الكهرباء و الغاز بالسوق الأسود . لانطالب بتحلية المياة من الخليج ولا البحر الاحمر كما تفعل المملكة ولا نطالب بناطحات السحاب كما فى قطر والامارات ولا بتوفير الغاز داخل المنازل كما فى مصر ولا بتوفير العلاج كما فى الأردن ولا بمياة الزراعة كما فى أثيوبيا و غيرها من الخدمات التى توفرت فى ظل حكومات وثورات حكمت قبل الإنقاذ .

أيها الشعب السودانى الصبور ليس عام 2016 هو عام نهاية التمرد ولا حل مشكلة دارفور ولا تحرير كاودا وحلايب ولا أبييى ولا عام الرخاء والنماء والتنمية ولا عام إعادة مشروع الجزيرة لدائرة الإنتاج والتصدير ولا عام تصدير الذهب والبترول ولا عام الطفرة والتنمية ولا عام حرية التعبير والرأى ولا عام محاربة الفساد ولا عام توفير الغاز والديزل ولا عام توفير مياة الرى ولا عام نهضة التعليم ولاعام الصحة ولا عام نفرة الزراعة ولا عام التغيير وإنما هو عام ليس بأفضل من سابقه حسب المعطيات والدلائل والحالة السياسية والاقتصادية الحالية والوضع العالمى الآن .

قال تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر إيمانا بقول الله تعالى لم نقنط من رحمة الله علينا ، ولنا فى رسول الله أسوه حسنه كأن يعجبه الفال الحسن ويكره الطيرة لكن علينا التمسك بحبل الله المتين والتوكل عليه فى كل شىء ونصر هذا الدين . نسأل الله الكريم أن يجعل عام 2016 عام نصرة ووحدة وأمن وإستقرار للأمة الاسلامية وعام نصر ورخاء ونماء للشعب السودانى خاصه . وأوصيكم أهلى وأحبتى بأن نختم هذا العام ونستقبل العام القادم إن شاء الله بما يرضى الله بعيدا عن حفلات أعياد الميلاد و رأس السنة وأعياد الإستقلال التى لم ينزل الله بها من سلطان وما بها من منكرات ومحرمات ليرضى الله علينا ويحقق أمانينا وأمالنا وأحلامنا .