ضياء الدين بلال

اعتقالٌ في (بيت الجالوص)!


المُحرِّرَة (لينا يعقوب)، تستميتُ في طرح الأسئلة على الفريق أول محمد عطا، مدير جهاز الأمن والمخابرات، عن تجاوزات الجهاز وتعسفه في مصادرة وإغلاق الصحف.
سؤال من ورائه سؤال، والفريق بهُدوئه المعروف، يردُّ ويبرِّر. وحينما أراد أن يُلجم لسان المُحرَّرة ويُجلسها على مقعد الإدانة، قال لها: ألم يسعَ اتحاد الصحافيين لإيقاف المسلسل الإذاعي (بيت الجالوص)، لأنه تناول بعض نماذج الصحافيين بالنقد؟ وأورد اتهاماتٍ في حقهم مُتعلِّقة بالشرف المهني والأمانة.
رُبَّما لم تجد لينا ما تردُّ به على الفريق محمد عطا، لأن المنطق القويم والذوق السليم، يفرضان عليها الصمت وإرخاء عينيها إلى الأرض!
نعم، الذي يُمارس النقد ويُطلق الاتهامات، عليه احتمال ذلك، إذا صدر في حقِّه.
والذي يسعى لمنع النقد عن نفسه، عليه أن لا يحتج أو يتبرم، إذا مُنِعَ من ممارسة ذات الفعل ضد الآخرين!
ربما هي مناسبة جيدة، لإعادة ما ذكرناه سابقاً، عن موقف اتحاد الصحافيين من مسلسل بيت الجالوص الموءود.
-1-
ما كان لاتحاد الصحافيين بقيادة الصديق العزيز الصادق الرزيقي، في دورته الناجحة، أن يتورط في عملية تعسفية، تجاه عمل درامي يتناول ظاهرة موجودة في الوسط الصحافي، وهي ظاهرة الرشوة والابتزاز.
الصحافة ليست مهنةً مقدسةً، غير قابلة للجرح والتعديل؛ هي مهنة تضمُّ بين عضويتها الصالح والطالح، وهي من أكثر المهن تضرراً من إجراءات المنع والحد من حرية التعبير، لذا فهي الأوْلى بصون الحريات لا بإهدارها!
إذا سعى كل اتحاد مهني للوقوف ضد التناول الناقد لسلوكيات سالبة شائعة بين أعضائه؛ فلن يكون مُتاحاً حتى للصحف ممارسة دورها الرقابي على العمل العام في شتى ضروبه.
أكثر ما يُضعف مبدأ المحاسبة والعقاب في الدولة السودانية، وجود حصانات تحدُّ من مساءلة الأفراد، وتُلجم التحقيق في الظواهر السالبة ذات الصلة بكيانات اعتبارية.
-2-
طالما أن النقيب الصادق الرزيقي أورد ضمن مسوغات إيقاف المسلسل تلقي شكاوى من صحفيين ورؤساء تحرير، رأوا في العمل الدرامي إساءة لهم ولمهنتهم؛ كان على النقيب عملاً بمبدأ الشفافية الكشف عن قائمة الأسماء وأن لا تُحال إلى المجهول أو تُخبَّأ الأسماء تحت عباءة العموم!
الغريب في الأمر، أن صديقنا الرزيقي، وهو رجل موضوعي ومتزن، ذكر قبل أشهر في منتدى بمقر حزب المؤتمر الشعبي، ما هو أسوأ مما ورد في المسلسل، عن الممارسات المسيئة للمهنة يقوم بها صحافيون من أهل البيت.
-3-
رغم حساسيتنا من تلك الاتهامات التي تأتي تلميحاً وتصريحاً، ويقيننا القاطع بنبل ورفعة هذه المهنة، التي تمثل مصدر رزقنا ورزق أبنائنا وبناتنا؛ لكن من المهم الانتباه لظاهرة خطيرة بدأت تتسلل عبر الحوائط القصيرة وعبر السلالم الخلفية، وربما اقتربت من إحداث تشويه كاملة لصورة الصحفي في المجتمع.
في هذا الميدان المتسع، توجد نوعية من الصحافيين والكُتَّاب يتاجرون بشرف المهنة، يبيعون أقلامهم لمن يشتري!
يمدحون بثمن ويشتمون بمقابل، يستخدمهم البعض كقتلة مأجورين أو كلاب صيد، ولهم فنون وتكتيكات في عمليات الابتزاز واغتيال الشخصيات.
لهم سماسرة بأصوات هامسة وملامس ناعمة، يُكملون الصفقات داخل العربات المُظلَّلة، وفي الغرف ذات الإضاءة الخافتة.
أخيراً:
خصلتان هما أسوأ ما في الصحافيين:
الأولى/ عجزهم عن حماية مهنتهم من الدخلاء والحفاظ على حقوقهم من التجاوزات.
الثانية/ لا يمارسون فضيلة النقد الذاتي، ويريد بعضهم أن يكونوا ممسكين وحدهم بالقلم الأحمر لتصحيح كراسات الآخرين، دون أن يكونوا على استعداد لعرض واجباتهم المنزلية على الرأي العام للتصحيح والتصويب.
توقف مسلسل بيت الجالوص وبدأت محاكمة التاريخ!


‫2 تعليقات

  1. ولا تنسي يا أستاذ روي عن اسجاق فضل الله عن سعده ( مين ما عارف ) نقيب الصحفيين المصرين ان 80 صحفيا في الخرطوم يأخذون مرتباتهم من جهاز الأمن المصري !!!!!!

  2. ولا تنس ما قاله المسئول (السابق) : عن ان بعض (ودي تحتها خط) الصحفيين كالعاهرات تدفع له الأجر المعلوم فتأخد الخدمة المطلوبة !!!! هذه القصة أوردها الطاهر ساتي بأمكانك سؤاله عن اسم المسئول !!! ولا تنس دعوة أوكامبو لبعض (برضو تحتها خط) الصحفيين فسافروا الى لاهاي واستمتعوا بالجليد … ولا تنس ولا تنس … البيتو من قزاز ما يجدع الناس بالحجار