مقالات متنوعة

راشد عبد الرحيم : الأمن و الصحافة


أجد في كثير من الأعمال الصحفية للأستاذة و الزميلة لينا يعقوب كثيرا من التميز و الجدة و زوايا حفية بالنظر و التأمل.
أول معرفتي بها كانت في دارفور و لم تكن في مواقع يتوقع أن تلتقي فيها بـ ( زميلة ).
كان جميلا أن يكون مدخلها إلى حوارها المثير مع السيد مدير جهاز الأمن و المخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا قولها إنها تحقق مع الرجل الذي حقق مع العشرات و ربما خففت و لم تقل الرجل الذي يصيب الكثيرين بالرهبة بحكم موقعه.
أحسن الرجل أن رد التحية بأحسن منها و كانت الاستجابة الفورية للحوار و هي استجابة لامرأة و ما في هذا من ( تمييز إيجابي ) لمن تستحق أن تميز إيجابا
ثم إن الرجل لم يبخل عليها مرتين الأولى في أنه كان أفضل من كثير من المصادر و الشخصيات التي تقف على رأس مؤسسات و أعمال ضخمة و مهمة بأن يطلب محاور أو نقاطا قبل أن يتم الحوار مما يصيب الحوار بموات مسبق و يتيح إعداد الإجابات مسبقا .. و الثانية بأن أطلق الكثير من الأعيرة القوية و التي أدوشت و حق لها أن تدوش أهل الصحافة ومن يعملون فيها يهتمون بشأنها ..
إذ لم يخل الحوار من نقاط دخلت في صلب العمل الصحفي و حجة قوية في وجهنا من مواقفنا إزاء الحريات و حريتنا نحن و صورتنا أمام الرأي العام و التي لم نحسن الوقوف و النظر إليها بحياد و تجرد من قمة جهازنا النقابي و نحن باسم رئيس هذا الكيان نمارس الحجب لمنع عمل درامي يتهمنا في ممارستنا أو ممارسة إخوة لنا في عملنا الصحفي .
كثير من الممارسة الصحفية أضحت تثير تساؤلات كثيفة و كنت ألحظ أن صورا من العمل الصحفي أضحت تتخذ تكية أو معبرا لما هو متعدي للعمل الصحفي وقد يكون هذا مشروعا و مقبولا أن ينشئ صحفيا صحيفة من موارده الخاصة و قدراته و لا غبار على هذا و لكن الغبار يمكن أن يأتي عندما تكون الصحف طريقا يمهد لصناعة مواقف و أنشطة تتجاوز العمل الصحفي ..
في مثل هذه الحالات فإننا نشهد أن الصحف التي تتعرض كثيرا لمواقف نسميها مضايقات و إجراءات إنما تطال مثل هذه الصحف التي تكون معبرا لقيام مؤسسة اجتماعية أو حزبا سياسيا أو ما شابه و رغم أنه لا غبار على هذا و لا يقدح و لا يشكك في نية و سلامة هذا العمل و من يقوم به إلا أنه و بوجه واضح يحمل المجتمع الصحفي و صناعة الصحافة الكثير من العنت و التبعات.
الحوار مثير و ممتع و مهم و لكنه محبط لمن أفنوا الأعمار في حراسة مهنة باتت صورتها تتسخ و تتغبش.


تعليق واحد

  1. لم أفهم أي شئ من الذي كتبته ياصحفي المؤتمر الوطني الأول . هل أنت تشيد بالصحفيه التي أجرت الحوار أم تشيد برئيس جهاز الأمن القمعي أم تزم زملائك صحفيين المؤتمر الوطني الذين قال فيهم رئيسك الصحفيين ( حقوننا ) علي الرغم من أن الحوار كان مثله مثل جميع الحوارات التي تتم مع أصحاب السلطان الصحفي يسأل المسئول فارغة ويرد المسئول بمقدودة ……. بلاء يخمكم جميعاً .