تحقيقات وتقارير

عمل المرأة.. جدلية فكرة تبحث عن سند.. أعمال شاقة


تقوم بخطى متثاقلة في الصبح الباكر، هكذا الحال بالنسبة لهيفاء عمر التي تعمل بإحدى شركات القطاع الخاص، تحلق كما الفراشة في خفة بالغة في غرفة صغارها لتجهيزهم لانطلاقهم لمدارسهم، ومن ثم تستعد لبداية عمل شاق يبدأ بأزمة المواصلات التي أصعب ما تكون في الصباح نسبة لاتجاه الطلاب لجامعاتهم، والموظفين لعملهم، وبعد جهد ومعاناة تصل هيفاء مكتبها وتدخل في دوامة العمل ومراجعة الأوراق وإرسال الملفات، تتحرك بين مكتب وآخر وكل هاجسها وتفكيرها في صغارها ومواعيد رجوعهم بجانب توأمها الصغار تتركهم لدى مشرفة حضانة تعمل بمنزلها.
حكايات وروايات
هيفاء التي بدأت تتحدث بنبرة حزينة (اليوم التالي) قالت: إن العمل والوظيفة أضحت من أولويات الأمور التي تفكر فيها المرأة بغرض تحقيق الكثير من مطالب الحياة المستجدة، ولأنه في رأي هيفاء وسيلة لتحقيق الذات وكسب المال وتوسيع نطاق العلاقات الاجتماعية، ولكن الكثير من الباحثين يرون أن هنالك آثاراً سلبية لعمل المرأة، الأمر الذي ينعكس جلياً على صغارها ذات الآثار هي بمثابة مخاوف لهيفاء وغيرها من الموظفات، فالطفل لا يحتاج فقط إلى من يوفر له احتياجاته فقط وهو الدور الذي يمكن أن تؤديه أي خادمة ولكن يحتاج للحنان وعاطفة الأمومة التي لا يمكن للخادمة أن تعطيها له.
جدل عام
دار جدل كثيف عبر وسائط أسفيرية حول عمل المرأة فطرحت إحدى الموظفات سؤالاً للأمهات عن أثر غياب الأم النفسي على الطفل وهل يمكن أن يفقد الحنان؛ الأمر الذي يؤدي الى أن يكون الطفل بعيداً عن والدته قريباً ممن يلازمه طيلة يومه، وكانت من الردود المهمة حول عمل الأمهات أن الأولوية من الزمن للأولاد لأن الطفل يحتاج للحنان وهنا حكت “رندا خالد” تجربتها لـ(اليوم التالي) بقولها” أنا بتكلم عن تجربة أمي شغالة مما فتحت عيوني في الدنيا منظمين ومعتمدين على أنفسنا بصورة كبيرة اهتماماتنا مختلفة بل على العكس تماماً نحن فخورين بوالدتنا التي ظلت تعمل كمربية أجيال لأكثر من ثلاثين عاماً لم تقصر في واجباتها اليومية تجاهنا”. وأضافت رندا خالد أن أمها يمكن أن تكون نموذج لعمل المرأة رغم أن لكل عمل ظروفه الخاصة التي تحكمه وقواعده التي تضبطه.
أخذ ورد
تختلف وجهات النظر في هذا الموضوع وفي الأساس يعتمد علي شكل العلاقة بين الأم وطفلها فليس المهم أن تقضي كل وقتك مع طفلك بل المهم كيف تقضيه، فالكثير من ربات المنازل غير العاملات لاتهتم بطفلها بقدر اهتمامها بالنظافة والمطبخ وغيره من التفاصيل الحياتية اليومية حينما يأتي زمن الراحة تهتم بالعالم الإسفيري ومتابعة المسلسلات بعكس المرأة العاملة التي يستفيد طفلها من البئية المحيطة به (حضانة)حيث يمارس الطفل هواياته من رسم وتلوين ويتعرف علي اطفال ويتبادل ثقافاتهم وبرجوهم إلى المنزل يكون اقرب الي والدته بحكايته لما حدث في تفاصيل يومه .
رأي مختص
وترى الأستاذة عائدة عبد العزيز مختصة في تعليم النطق والتخاطب وصعوبات التعلم أن على المرأة العاملة أن تنظم وقتها بين المنزل والعمل والأطفال خاصة وأن الصغار يفقدون حنان الأم دائماً ويأتي التعويض من الأم، أما التدليل الزائد ويؤثر سلباً علي الطفل، وأحيانا يكون الإهمال وأيضا يؤثر على نفسية الطفل وهذا يؤدي إلى أن الطفل يكبر وينمو في نفسه فقدان الأمان والحنان من الأم مما يؤدي الى أن تترسب في داخله في المستقبل، لذلك بحسب عائدة على المرأة العاملة تعوسض اطفالها ساعات غيابها عنهم تعويضاً معتدلاً

اليوم التالي