الطاهر ساتي

نفس الحنك


:: عندما يكون المرء بلا طموح أو أهداف سامية، تسعده أشياء ليست ذات قيمة عند الآخرين..على سبيل المثال، كان في مدرستنا ترتيب أحد الزملاء الأخير دائماً، وتفاجأ في ذات إمتحان بالترتيب قبل الأخير برفيقين، فابتهج بهذا الترتيب و( عزمنا سمك)، بهذه المناسبة السعيدة.. والمزارع الكسول أيضاً يتوجس في موسم الحصاد ويخشى الإعسار و يندم على الكسل، ثم يفرح عندما يغطي عائد الإنتاج تكاليف الزراعة.. وأهلنا يسخرون من السعادة التي مصدرها أزمة الطموح – وليس التحدي والإرادة – بلسان حال قائل ( ربنا يسعد بخيت ببخيتة)..!!
:: والبعض في الخرطوم يكاد يُعلن عن مهرجان الفرح بمناسبة عودة تراجي مصطفى .. ولولا بقايا الحياء لإقترحوا تعطيل المدارس و الجامعات، وإغلاق الأسواق ومرافق الدولة مع صرف راتب شهر للعاملين بمناسبة اليوم العالمي لعودة تراجي .. ولله في مشاعر الناس – وطموحهم وأهدافهم وإرادتهم – شئون، ورغم الحزن على حال مشاعرهم وطموحهم وإرادتهم لا نقول إلا ما يُرضي الله، فانا لله وإنا إليه راجعون .. (ربنا يسعد بخيت ببخيتة)، فليفرحوا بتراجي مصطفى لحد السُكر والترنح، فالفرح أيضاً – ولو كان بدون مناسبة – من حقوق الإنسان ..!!
:: المهم..في خضم الفرح المتواصل (لحد الليلة)، نصبوا لها منصة بقاعة الصداقة وجمعوا لها كل عدة الإعلام المحلي وعتاد الإعلام الأجنبي، لتخاطب الشعب السودان السوداني.. وكما تعلمون هذا الشعب غابة من الريحان، أي طيب ومهذب وخلوق لحد الإستماع – لأي زول أو زولة – بلا ضجر.. فاعتلت العائدة من المنفى الإختياري – لإنقاذ السودان من ويلات الحرب والفقر و شح الخيال – منصة الخطابة، وتكلمت..وقالت فيما قالت بالنص : (بحوزتي معلومات مُؤكّدة بسفر ياسرعرمان وعبد العزيز الحلو إلى إسرائيل بهدف الحصول على تمويل لتسليح الجيش الشعبي).. لا جديد، ( نفس الحنك) منذ بداية حرب الجنوب – قبل أكثر من نصف قرن – و إلى يومنا هذا..ومع ذلك، هللت أقسام أخبار وكبرت أعمدة صحف.. فالقول – عندها – ما قالت تراجي.. علمأ أن تراجي هذه هي أول شخصية سودانية تؤسس وترأس جمعية الصداقة السودانية اليهودية، ثم تُعلن عنها ..!!
:: ولن تكتمل الفرحة بعودة تراجي صاحبة الجمعية الإسرائيلية إلا بكيل الشتائم لياسر عرمان، والدليل – على إستحقاق ياسر للشتائم – هو (تراجي قالت).. كانت هناك شكوك وظنون ومعلومات غير مؤكدة، ولكن – سبحان الله، يضع سره في أضعف خلقو – قطعت تراجي حبال كل الشكوك والظنون، وقالت ( بحوزتي معلومات بسفرهما إلى إسرائيل بغرض التمويل والتسليح)، أو هكذا قدمت للمريدين (شتائم من ذهب)، ليشتموا ياسر ..لا جديد يا تراجي وأيها السعداء بهذا الإتهام الأجوف ، وإرشيف الحرب – جنوبا وغربا وشرقا – يضج بهذا الإتهام، فلا تهدروا أحباركم نقلاً وتعليقاً و شتماً.. لقد سئم الشعب – الفضل – من هذا الإتهام، صحيحاً كان أو كذباً.. فتجاوزوه إلى حيث ( المهم )..!!
:: فالشعب يريد سلاماً وإستقراراً سياسياً و (خلاص).. بالسلام لن يذهب ياسر إلى إسرائيل وغيرها لجلب السلاح، وبالسلام لن تذهب موارد البلد إلى الصين وغيرها لجلب السلاح..وبالإستقرار السياسي لن يقاتل ياسر بغير حزبه وفكره وبرنامجه، وبالإستقرار السياسي لن يقاتل المؤتمر الوطني بغير الحزب والفكر والبرنامج، وكذلك كل الأحزاب والحركات..فالوعي العام في بلادنا تجاوز الإستماع إلى مثل هذه التُرهات، وناهيك عن تصديقها أوإستنكارها .. فالموت هو ما يُحزن الناس ويُرهق البلد، ولم يعد مهماً نوع السلاح القاتل للإنسان والمهدر للموارد، مُدفعاً إسرائيلياً كان أو سيفاً من سيوف صلاح الدين الأيوبي..وعليه، ساهمي – يا تراجي – في صناعة بلاد سياستها وأحزابها خالية من العنف (فعلا وقولاً) ، هذا أو أرحمي ما تبقى من الشعب بالصمت ..!!


‫2 تعليقات

  1. كفيت و اوفيت يا طاهر ساتي ،، عسي و لعل المطبلين لكل من هب و دب يرعوي ،، شبكونا تراجي تراجي تراجي تراجوا الخرف بركة الله ،،،

  2. بكل اسف الكل منخدع ولا يعرف حقيقة المرأة حيث هي واحدة من اشهر جواسيس المخابرات السودانية بالخارج وأما كل الهرج والمرج الذي كانت تتحدث عنه ضد الحكومة فماهو الي نوع من التضليل للحركات المسلحة