نور الدين مدني

إنتباه .. لحماية صحة المواطنين والصحة العامة


*لم أصدق عيناي وأنا اطالع التحقيق المصور الذي أجراه وصوره المصور الصحفي معاذ جوهر ونشر في صفحة13 من عدد ” السوداني” يوم الأحد الماضي.
*التحقيق كان بعنوان – سوق مايو .. هنا يباع الميتة والدم وجداد ” الله كتلا” – وهو محشود بالمعلومات والصور التي لاتصدق عن اللحوم والدوجن النافقة.
*من الصعب قراءة الصور بالكلمات لكنه قدم لنا معلومات مهمة عن الدفارات المحملة ب”شوالات” الدجاج مجهول المصدر المحاصر بالذباب من كل جانب.
*الدجاج النافق ليس وحده فقد كانت هناك مشاهد مصورة لمخرجات الذبيح المعلقة والملقاة على الأرض في بيئة غير صحية أقل ما يمكن أن توصف بها أنها قذرة ومقززة وهي محاطة بالذباب والأتربة في منظر تقشعر له الابدان.
*حاول معاذ استطللاع أحد سائقي الشاحنات التي تحمل الدجاج إلى سوق مايو وهو يساله : ده شنو الشاحنو ده؟ أجابه السائق بسؤال اخر : إنت شايف شنو ؟ إلى ان قال له : أنا ماسيد البضاعة أمشي اسأل سيده.
*أحد الباعة منع معاذ من تصوير المكان الذي يبيع فيه لأنه كان مليئاً بالقاذورات‘ واستمرت حالة التوجس وسط البائعين من هذا الغريب الذي يحمل “كاميرا” ويصور .
*قبل أن ينقلنا معاذ إلى مشهد الأطفال الذين يحملون الدجاج المقطع في أكياس لبيعه لغير القادرين على الشراء من البقالات يلفت نظرنا إلى حفرة مليئة بمياه متعفنة بالقاذورات.
*حصل معاذ على إفادة مهمة من أحد الأباء تعرض إبنه البالغ من العمر12 عاماً لحالة تسمم بسبب أكله من دجاج هذا السوق.
* هكذا إختتم معاذ جولته في سوق مايو وهو يحمد الله أن خرج سالماً بعد أن قدم شهادة حية عن خطورة هذا السوق على صحة المواطنين والصحة العامة.
*الأسواق “الكيري” قديمة ومعروفة لكن هذا التحقيق المصور ألقى الضوء على بعض المهددات الصحية التي تمارس في هذا السوق بعيداً عن الرقابة الصحية وقانون حماية المستهلك.
*ما يهمنا هنا هو ضرورة تنشيط وتفعيل اليات الرقابة الصحية وإجراءات حماية المستهلك من سوء إستغلال حاجة بعض المواطنين دون اعتبار لصحتهم ولا للصحة البيئة المحيطة بهم.