تحقيقات وتقارير

تراجي مصطفى.. لعن المعارضة


ما أن قبلت القيادية المعارضة تراجي مصطفى دعوة الحكومة للمشاركة في الحوار الوطني تبدلت مواقفها على النقيض، وأصبحت مدافعاً قوياً عن الحكومة وسياستها، وصوبت سهامها السامة للمعارضة وقادتها الذين كانت في صفوفهم، واستمرت على هذا المنوال حتى بعد عودتها للبلاد.. وفي وقت سابق كان البرلمان السوداني قد ناقش في يناير 2013 إمكانية سحب الجنسية السودانية منها من بين معارضين آخرين، واتهمها بالخيانة والتجسس والتخابر لصالح دول معادية.

اختلف الكثير من السياسيين حول أهمية وجود تراجي بين شخصيات الحوار، ومنهم من انتقد الخطوة واعتبرها شخصية ليست ذات أهمية ولا ترتقي لتصبح من الشخصيات البارزة وأنها ليست لديها مؤهلات تؤهلها لذلك، فيما يرى آخرون أهمية مشاركتها في الحوار ورحبوا به. وانضمت تراجي في وقت سابق لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قبل أن تنسلخ منها وصارت توجه الانتقادات والاتهامات لقادتها.
انتقادات للآخرين:
وظلت تراجي تصوب الانتقادات اللاذعة لقيادات الحركات المسلحة، والجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال، وجزمت بأنهم سيتراخون عن فتح ملف الجنائية لجهة أنهم ارتكبوا مؤبقات، وأزاحت الستار عن وجود مقابر جماعية لمني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان. كما توقعت أن تتصالح وتتعافى تلك القيادات فيما بينها، وقالت في تصريحات صحفية قبل أيام إن كل قيادات الحركات لها تاريخ مخزي..
وأعربت عن عدم رغبتها في انضمام قادة الحركات للحوار باعتبارهم غير مفيدين للشعب السوداني، مؤكدة ثقتها في عدم فوز أي منهم حال ترشحه في أي انتخابات على مستوى دارفور، وزادت «أعرف من اشترى العمارات نتيجة المتاجرة بقضية المواطن السوداني».. مشددة على أنها ستمضي في شفافيتها حتى وإن كلفها الأمر روحها، وأردفت «سادعم تيار الشفافية».
ترحيب بها:
عضو اللجنة العليا لآلية «7+7» كمال عمر رحب بعودة تراجي ومشاركتها في الحوار الوطني، لافتاً إلى أن الذين كانوا يراهنون على فشل الحوار دعواتهم بدأت تتساقط وليست لها قيمة الآن، وسيظل الحوار مفتوحاً للجميع، وطالب كل الممانعين و المقاطعين بالمشاركة، وأكد عمر اكتمال مسيرة الحوار، مضيفاً أن مشاركة تراجي فيها انتصار لنساء السودان ولقيم الحوار ولإرادة الأمة السودانية، وقال الحوار يستحق أن ندافع عنه ومنطق الأحزاب الرافض للحوار أصبح يتراجع ونقول لهم السودان للجميع.
كما رحبت رئيسة اللجنة العليا لإدارة الحملة النسوية القومية لدعم الحوار آمنة ضرار بعودتها للمشاركة في الحوار، ووصفت الخطوة بالمهمة و الداعمة لمسيرة الحوار.
فصاحة لسانها:
فيما أفاد نائب رئيس حركة اللجان الثورية محمود داود أن الاستفادة من تراجي تكون فصاحة لسانها ومعرفتها بثقافات دول أخرى وتنقلت بين الحركات المعارضة، ولديها كثير من المعلومات عنها يمكن الاستفادة منها في هذا الاتجاه، وأضاف هي تجيد التعامل مع الإعلام بوسائله المختلفة وهي شخصية مثيرة للجدل مما يجعل منها إضافة للحوار رغم أن هنالك آخرين لديهم مقدرات أكبر منها، وكان من الممكن دعوتهم وإقناعهم بأهمية الحوار وضمان مشاركتهم، والآن الحوار في مخرجاته وهنالك بعض القيادات بالحركات المسلحة لديهم الرغبة بالانضمام للحوار، وهذه بادرة طيبة ونتمنى تسهيل كل الصعاب التي تواجههم حتى يتمكنوا من الانضمام
عداء مشترك:
أما المحلل السياسي المحامي أبوبكر عبد الرازق لم يسمع بتراجي طيلة عمله السياسي لأكثر من ثلاثين عاماً وكقائد مؤثر لأكثر من (15) عاماً، وقال لـ«آخر لحظة» لم أتعرف عليها إلا عقب هجومها على ياسر عرمان ووصفها له بكثير من الصفات والنعوت ونقدها السالب لشخصيته وصفاته من خلال تسجيلاتها الصوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما الواتساب. وأضاف أما قبل ذلك لم تكن شيئاً مذكوراً ولا تمتلك مقومات التأثير المستقبلي إلا إذا انضمت إلى منظومة فاعلة وتصبح رمزاً من رموزها، والذي قد رفع من قدرها وشيوع اسمها بين الناس هو التبني الإعلامي الذي قام به المؤتمر الوطني وحكومته لها عبر وسائل إعلامه الظاهرة و الخفية وقد كان ذلك نتيجة للقاسم المشتركة بينهما وهوالعداء لياسر عرمان، وذلك نسبة لضغائن شخصية بينهما، وتعتبر تصريحاتها و مهاجمتها له فيها نوع من الإسفاف وأنا اتحفظ على الأسلوب الذي تنتقد بهما الآخرين، والحكومة لم توفق في اختيارها كشخصية قومية، وهنالك كثير من المؤهلين كان ينبغي اختيارهم، ونحن ضد الرأي في تطبيع العلاقات مع إسرائيل على الإطلاق.
هجوم مضاد:
نائب أمين العلاقات الخارجية بحركة العدل والمساواة السودانية سيد شريف جار النبي شن هجوماً عنيفاً على تراجي، وقال لا أريد التحدث عن تاريخها، ولكن الذي يعرفه الجميع أن آخر نشاط قامت به المطالبة بإنضمام المثليين جنسياً للأحزاب، وأضاف أما بخصوص وجودها في الخرطوم طبيعي لأنها فرد ونكرة ولا تمثل شيئاً، بل تم استخدامها من فترة لشتم قيادات الجبهة الثورية عبر الوسائط لتحقق رغبة نظام المؤتمر الوطني، وبالتالي جعلوها شخصية قومية، وليس هكذا تحل مشاكل السودان المأزومة باعتمادهم على أناس لا يجيدون شيئاً غير «التنابذ والشتائم»، وأبان جار النبي «نحن تعودنا أن لا ننصرف لقضايا لا قيمة لها».

تقرير : عمر الكباشي : أخر لحظة


‫2 تعليقات

  1. بعد سماعي لأطروحات ومقابلات تراجي مصطفى إقتنعت بمقدرات المرأة الافريقية والسودانية السياسية وأنها يمكن أن تكون قائدة وتذكرت المرأة الحديدية تاتشر ، وأنديرا ، ومسسز أكينو وجلوريا