مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : بعيداً عن دس المحافير.. (الكلام على السيستم)!!


أمس الأول زرت ولاية البحر الأحمر وحاضرتها بورتسودان لحضور افتتاح مهرجان السياحة والتسوق فى نسخته التاسعة.
لم يشعر أيٌّ من الحاضرين بوجود (دقداق) فى مساحة انتقال إدارة شؤون الولاية من الدكتور محمد طاهر ايلا الى الأستاذ على أحمد حامد، تحَوُّل سلس يبقي على روح السلطة و(تروسها) الفاعلة بذات النشاط والفاعلية والحضور.
كنا مجموعة من الصحفيين ندير حواراً حول الافتتاح أو البحر الأحمر بعد ايلا،ما إن بلغنا بوابات المدينة حتى وجدنا ايلا ذاته فى استقبالنا بمشروعاته وإنجازاته وبنية السياحة والنظافة التى أرساها فى المدينة، وجدنا الافتتاح فى كامل بهاء اللحظة، لم ينقصه شئ فخبرة تسعة أعوام من مهرجانات السياحة والتسوق كانت كفيلة على الانعكاس خبرة ودربة وتميّزاً، كان الافتتاح رائعاً وهو يطمئن القادمين الى بورتسودان على العروس مازالت فى عطرها القديم تتزيَّأ بالإنجازات المتجددة وترفُل فى نعيم (السيستم) الذى جعل موسم السياحة فى بورتسودان موعداً لافتتاح المشروعات التنموية الجديدة وإقامة مهرجان القرآن الكريم وتخريج طلاب كلية الدراسات البحرية.
خرج ايلا وجاء والٍ جديدٌ وظلت الإنجازات تترى والمدينة على نسق الولاء القديم للسياحة والنظافة والاستثمار و(الكلام على السيستم).
من حظ البحر الأحمر أن ايلا أرسى فيها معالم مدينة قادرة على إدارة شأنها ومواجهة مصيرها كقبلة سياحية متميزة، بنيات أساسية، خدمات، نظافة، والأهم من ذلك مجتمع يعي دوره تماماً فى الحفاظ على بهاء المدينة ونسقها المتطور،ومن حظ البحر الأحمر كذلك أن الوالي الجديد استطاع أن يحمل معه كل مكونات بورتسودان ويمضي بها على ذات الطريق دون حجر أو إقصاء او استنصار بطائفة دون أخرى فكسب رهاناً صعباً لا يتأتّي بسهولة، كان هذا الأمر بائناً فى تصريفه لشؤون المهرجان وفى الصورة التى خرج بها يوم الافتتاح حيث المدينة على قلب رجل واحد كما عهدناها.
لم نلحظ فى البحر الأحمر ان أحداً سعى لـ(دس المحافير)، نفس الرجال الذين كنا نجدهم فى الاستقبال واللجان والإعداد والترتيب كانوا على ذات العهد يضربون موعداً جديداً وللمرة التاسعة فى النجاح والتفوق.
يظل محمد طاهر ايلا أنموذجاً جديراً بالاحترام لانه ذهب بينما التروس تعمل والماكينة تنتج والسيستم (شغال).
الانطلاق من حيث انتهى الآخرون ميّز تفاعل الوالي الجديد مع المكونات المحلية التي كسبت الاحترام وهي تصطف خلفه كذلك فى موسم يحتاج لكل أبناء المدينة، كلّاً بلمساته وإضافاته.
السودان عانى كثيرً من تعدُّد التجارب والمدارس والمحاولات فى إدارة الشأن العام كلّاً يأتي ب(ناسه) و(نظرياته) بعيداً عن السيستم، غير ان ماحدث فى البحر الأحمر تجربة جديدة ينبغي ان يستأنس بها القادة ويؤسسون على منوالها منهجاً متقدماً فى الادارة، تجربة التأسيس والمحافظة على ما تمّ وتطويره بين عهدين لا تلمس أن الآخر جاء لينسخ الأول أو يبدأ من الصفر، وهكذا تتقدم الشعوب وتتطور الأمم، برافو ولاية البحر الأحمر.