زهير السراج

حتى لا يندم أهل الفَشَقة !!


* اعترف وزير الدولة عبدالرحمن ضرار فى تصريحات صحفية عقب اجتماع اللجنة العليا المكلفة بمناقشة قانون مشروع الموازنة العامة لعام 2016 بمقر المجلس الوطنى، تعليقا على الميزانية المرصودة للاجهزة الامنية (الدفاع، الشرطة والامن) والتى تبلغ 16 مليار جنيه، “بأن الانفاق على الأمن مكلف ولكنه ضرورة، حتى لا نندم فيما بعد” .. جاء هذا فى الخبر الذى نشرته صحيفتنا بقلم زميلتنا المحررة البرلمانية القديرة سارة تاج السر، يوم الاثنين 21 ديسمبر الجارى.
* ونشرت صحيفتنا أول أمس الخميس 24 ديسمبر بقلم سارة الخبرالتالى: “أعلن النائب البرلمانى مبارك النور عن ارتفاع عدد المزارعين الذين لقوا حتفهم على ايدى المليشيات الإثيوبية فى منطقة الفشقة بولاية القضارف الى 45 شخصا حتى اليوم، واستعجل الحكومة فى ترسيم الحدود بين البلدين خلال الصيف المقبل، وقال:” ألحقوا الفشقة قبل ما تضيع زى حلايب”، وأضاف بأن “الاثيوبيين (التعبير الذى استخدمه هو الأحباش) يحتلون أراضينا والحكومة فى سبات عميق” !!
* وقال النور، وهو المتحدث الرسمى باسم النواب المستقلين فى البرلمان، ” نحن فى ورطة حقيقية”، وطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها وفرض هيبة الدولة السودانية على الحدود، وأضاف بأن المليشيات الاثيوبية لا تزال تسيطر على أكثر من 2 مليون فدان، بينما الحكومة فى سبات عميق. ولفت الى استمرار الهجمات والقتل والاختطاف مقابل فديات مالية وطرد المزارعين من أراضيهم، وأشار النائب إلى ان الهجمات الاثيوبية لم تتوقف، وزاد:” كل يوم يشهد مزيدا من الاحداث حتى وصل عدد القتلى الى 45 شخصا حتى الآن”
* وذكر النور، “إن المليشيات التى تهاجم المزارعين ليست (شفتة)، وانما مجموعات منظمة ومدعومة من جهات (لم يسمها) داخل اثيوبيا، وقال:” حكومتا البلدين يعلمان ذلك علم اليقين”، ووصف زيارات لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان لولاية القضارف بـ(زيارة نقاهة)، ودعا الحكومة لجبر ضرر المزارعين المتضررين، ونشر قوة لحمايتهم من حماية الإثيوبيين”. انتهى الخبر.
* نشرت صحيفتنا هذين الخبرين يفصل بينهما ثلاثة أيام فقط، الأول حديث السيد وزير الدولة بوزارة المالية عن ضرورة الانفاق المكلف على الأمن “حتى لا نندم فيما بعد”، والثانى حديث النائب البرلمانى مبارك النورعن مقتل 45 مزارعا سودانيا على ايدى مواطنين اثيوبيين، وسيطرة المليشيات الاثيوبية على 2 مليون فدان، بينما الحكومة فى سبات عميق، واستمرار الهجمات والقتل والخطف وطرد المزارعين السودانيين من اراضيهم بولاية القضارف، وتحذيره من “ضياع الفشقة كما ضاعت حلايب” !!
* والسؤال الذى يفرض نفسه:” متى تأتى اللحظة التى لا نندم فيها ( أو على الأقل حتى لا يندم مزارعو الفشقة)، على الإنفاق المكلف على الأمن، حسب حديث السيد وزير الدولة للمالية تعليقا على الميزانية الضخمة للدفاع والشرطة والأمن، بينما النائب البرلمانى مبارك النور يعلن بأن 45 مواطنا سودانيا قتلوا فى القضارف على اياد مواطنين اثيوبيين، وان المليشيات الاثيوبية ما زالت تسيطر على 2 مليون فدان من الأراضى السودانية وتقتل وتخطف وتطرد المزارعين من اراضيهم، ويصرخ بأعلى الصوت:” ألحقوا الفشقة قبل ما تضيع زى حلايب”؟!
الجريدة