مزمل ابو القاسم

هل نحن كسالى


* (السودانيون كسالى).. عبارة تتردد في أفواه بعض العرب، وقد سمعتها بأذنيَّ عدة مرات خارج السودان، وثارت لها حميتي استنكاراً ونفياً، فهل ذلك الاتهام صحيح؟
* هل نحن فعلاً شعب كسول لا ينتج؟
* غالبية السودانيين (ترابلة)، يمتهنون الزراعة، وتلك مهنة شاقة، تتطلب البكور والجد في طلب الرزق، لأن المتراخي لا يفلح في الزراعة، وإجادة أهلنا لمهنتهم وبراعتهم فيها ليست موضع شك.
* المزارع يباشر عمله (مع النجمة)، ويسقي غرسه (فجراوي)، ويكد حتى ما بعد مغيب الشمس، ويشقى حتى تتشقق قدماه، وتصبح راحتا يديه مثل (المبرد الخشابي).. وتلك صفات لا تليق بالكسالى، ولا تتوافر في المترفين المنعمين.
* غالبية السودانيين مسلمون، تحضهم عقيدتهم على تعظيم العمل كقيمة دينية وإنسانية وأخلاقية، (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل.. إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
* صحيح أن بعض مظاهر التراخي غزت مجتمعات المدينة، وعابت أداء العاملين في دواوين الدولة، لكنها ارتبطت بقلة العائد المادي، وبتضخم الإحساس بعدم تناسب الأجر مع العمل.
* غني عن القول إن الإحساس بالظلم والإحباط لديه آثار وارتدادات، تؤثر على حصيلة العمل.
* تلك المظاهر تتلاشى عندما يخرج السودانيون للعمل في الخارج، ويحظون بالتقييم المناسب، فيبدعون وينجزون ويبرعون.
* حتى داخل السودان، توجد نماذج تدير الرؤوس لأعمال متقنة، وإنتاج عالٍ لمؤسسات عرفت كيف تدير منسوبيها بنهج سليم، وفجرت طاقاتهم، بالحض على الإجادة، وتحفيز المتفوقين، وحسن تقييم العاملين.
* ليس هناك من يجادل على كفاءة المعلم السوداني، ومع ذلك انهار التعليم الأساسي، وحول معظم الآباء المقتدرين أبناءهم إلى مدارس خاصة، بعد أن هجر المؤهلون العمل في وزارة التربية، لأنهم لا يحظون فيها بتقييمٍ يوفر لهم أبسط مقومات العيش الكريم.
* الحديث نفسه ينطبق على الخدمة المدنية، التي كانت مثالاً للانضباط وحسن الأداء في عهودٍ سابقة، قبل أن تدخل عليها عوامل التعرية، ويعلو فيها معيار الثقة على الكفاءة.
* نهضة دول الخليج قامت على أكتاف السودانيين، كما أن قدرة السوداني على الاندغام في مجتمعه، وتقديم أفضل منتوج لعمله ثابتة حتى في دول العالم الأول، فلماذا تنخفض داخل ربوع الوطن؟
* العلة تكمن في ضعف (السيستم) الذي يحكم العمل، وفي تلاشي عوامل التحريض الإيجابي على الإنجاز، وانعدام الرؤية السليمة لكيفية إدارة البشر، وضعف مقومات الحكم الرشيد.
* ضعف الإنتاج لا يتحمل مسؤوليته العامل السوداني، بل يقع على عاتق من يديرون العمل، ويضعون السياسات، ويغفلون تطبيق مبادئ الإدارة الجيدة، تخطيطاً وتنفيذاً وتحفيزاً وتقويماً ومحاسبة.
* لسنا كسالى، لكن بعضنا، أو جلنا محبط، والمحبط لا ينجز.
* مطلوب تطبيق برامج علمية مدروسة لرفع معدل إنتاج العامل السوداني، وفي توفير التقييم الجيد، والتحفيز الإيجابي، وتطبيق مناهج تحسين الأداء لتفجير الطاقات، ورفع الإنتاج.


‫2 تعليقات

  1. والسستم تديره (فأرة) .. والف ورة بجهاز رعاية السودانيين بالخارج. وعشرات السنين والجهاز (قافل) والمغتربين جارين للدك. وعشرات السنين لم يتغير الطعم ولا الطبع وكلو طعمية وكلو طبيب وكلو طماطم ونفجخ ونديكم. وعشرات السنين اكتشف جهاز المغتربين قبل شهر ان المغتربين يعيشون بدون ارشاد وتوجيه .. ووجه اللوم عليهم بعد ان غرقوا في شبر عفش وقال تفاجأنا بجبال من العفش المستعمل بالميناء وتنبعث منه روائح كريهة . وقالوا دا حق المغتربين .. ورغم توطين العادات والتقاليد وكلو حقيبة لاتخلو من ريحة ناشفة وتلات قدور صندلية و3 قدور محلبية وكل هذه الجبال من المحلب .. وبعد الحلب وجف الضرع الجهاز قال هناك روائح كريهة. وفجأتن يحتفل بالكفاءات بالخارج وبكره وبعد بكره مؤتمر (الاسباكتن) بجهاز المغتربين ومعناه الاستفاده من الخبرات السودانية بالخارج عبر الانترنت وإجراء عملية جراحية عبر القمر بوبا عليك تقيل .. وانقطع الخت والمريض ماعندو بخت وختو في بطنو قطعة بطانية بدلن من قطعة قطن

  2. قلت كده احسن من سيستم الفيفا ويكون اجمل لو اخدت حبوب شيبوب