مقالات متنوعة

محمد لطيف : ولا عزاء لإدارة الإعلان.. باليوم التالي


يحق لإدارة الإعلان بهذه الصحيفة مخاطبة من تراه مناسبا ومباشرة لسداد قيمة الإعلان المنشور على هذه المساحة.. هذا الصباح.. بتهمة الترويج لكتاب.. كما يحق لها تحديد السعر الذي تراه مناسبا.. مع الاحتفاظ بعمولتي المستحقة شرعا.. حال اكتمال الصفقة.. أقول حال اكتمال الصفقة لشكٍّ عظيم لديّ في اكتمالها.. إذ أتوقع أن يرفض من تراه إدارة الإعلان مناسبا.. سداد المطالبة بحجة عدم طلبه نشر أي إعلان.. وأؤكد لإدارة الإعلان.. منذ الآن.. أنني سأشهد بذلك حال نشوء أي نزاع قانوني بين الطرفين..ورغم ذلك فقد عجزت عن مقاومة رغبة جارفة في أن أعلق على كتاب انضم حديثا للمكتبة السودانية.. وأول ما لفت نظري للكتاب وفي الكتاب هو اسمه.. ففي زمن عز فيه الوفاء.. وفي زمن بات فيه ادعاء البطولات الزائفة أمرا شائعا والزعم بأن.. هذا المشروع قد قام على أكتافى.. سائدا ومألوفا.. كان مفاجئا لي أن يصدر كتاب بعنوان.. على أكتافهم.. وماذا فيه.. فيه أن عالما جليلا وخبيرا في مجاله.. يعترف ويقر وبكامل قواه العقلية أن سيرته الذاتية التي تمددت على سفر كامل.. والمليئة بالعطاء والنجاح قد قامت على أكتاف نفر لا يعرفهم القراء.. أفلا يستحق هذا الوفاء وهذا التواضع.. بعض تقدير..؟
ثم لفت نظري أن هذا الكتاب يقدم له البروفيسور حسن مكي.. ومكي عندنا من الشهود العدول.. فهو رجل لا تدفعه المصلحة ولا تحكمه الحاجة.. وأقتطف من مقدمة مكي قوله.. (ولكن توقفت في السيرة عند رؤيته في مستقبل الخدمات الصحية في السودان.. ورؤيته لمستقبل التعليم الطبي والتعليم عامة. كما أقف عرفاناً لدوره في تأسيس كلية الطب في جامعة أفريقيا العالمية.. إنه بعمله هذا يدخل في نادي الرواد من أصحاب الإسهامات والمشاريع.. ويدخل في نادي السودانيين من كتاب السيرة الذاتية.. وسأفرح كثيراً حينما أقوم بشراء نسختي من هذا الكتاب.. حينما يصبح متاحاً وميسورا الحصول عليه في المكتبات ومن المؤكد أن يظل زاداً لأصحاب الهمة من الشباب في متابعة ترقياتهم المادية والروحية.. وشكراً لقرشي..) هكذا يختم بروفيسور حسن مكي بعد أن قدم شهادته ثم قدم هو الآخر درسا.. أنه وهو كاتب المقدمة سيسعى لشراء نسخته الخاصة.. في زمن اعتاد الكبار على انتظار العطايا والهدايا..!
وفي تمهيده لسفره نقرأ للكاتب شرحا لما أوجزنا.. فننقل عنه.. (من الناس من رآني كما أنا هكذا: متعلماً محظوظا.. ومنهم من سمع بي كبيراً شامخاً ومجتهداً.. كلاهما على حق.. فقط هؤلاء لم يروا العمالقة الذين تحملتني أكتافهم.. هذه القصة هي الجزء الذي حفظته الذاكرة – بعد الستين – ومن بعض قصاصات الورق والرسائل غير المتواترة.. عن قصص العمالقة وهم: الأم والأب والإخوة والأهل والأساتذة ورفاق المهنة وآخرين من دونهم توافقت أقدارهم مع ظرفي ثم ذهبوا لم يتركوا عنوانا ولم ينتظروا شكوراً ومن هؤلاء وأولئك من لم تسعهم الذاكرة دون قصد ومنهم من بقصد عندما قرروا هم – بعد قراءة المسودة – حذف ما كتبته عنهم..).
ثم ننتهي مع البروفيسور قرشي محمد علي إلى آخر إنجازاته.. الجامعة الوطنية.. وننقل جانبا من معاناة البدايات.. وفي ذات الوقت نموذجا من نماذج العزيمة والإصرار على النجاح.. إذ يقول الكاتب في سفره (على الرغم من أن الموافقة النهائية تأخرت ولم تدرك الكلية أن تُدرج في دليل القبول.. وأصبح عليها أن تتولى عبء الحملة الإعلامية وجاء عدد الطلاب المستوعبين في العام الأول قليلا نسبياً لا يتجاوز الثمانين طالباً في كل التخصصات بدأت الدراسة في موعدها وحسب الخطة الموضوعة. كانت كل وثائق الكلية ولوائحها ومناهجها وجداولها منشورة قبل بداية الدراسة وبصورة غير مسبوقة في الكليات الخاصة. تقدم الطلاب بأعداد متفاوتة لبرامج بكالريوس الطب والجراحة وبكالريوس الصيدلة السريرية والصناعية وبكالريوس ودبلوم العلاج الطبيعي وبكالريوس الحوسبة الصحية)..!
قصدت فقط أن أقول للقارئ الكريم.. ثمة نماذج تستحق الاحتفاء.. ووطن.. بالعزيمة.. قادر على الإدهاش.. رغم كل شيء.. وكما قال حسن مكي شكرا قرشي على سفرك القيم الموسوم بـ (على أكتافهم.. سيرة ذاتية).