رأي ومقالات

لينا يعقوب: سعدت بإجرائي حوارا مع مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا


نسبة لأن موقع الصحيفة معطل مؤقتا، أنشر عمود السبت قبل الماضي، لدواعي التوثيق

لأجل الكلمة
“حوار” أديس
مرت فترة لم أسعد فيها بعمل صحفي مختلف، وفي هذه المهنة لا يشيء يُفرح مثل صدى الكتابة أو الحصول على سبق وتحقيق خبطة.. الصحافة ليست من المهن ذات الدخل العالي في السودان، وفي معظم الأحوال، لا يدخلها الباحثون عن وظيفة أو مال، إنما أولئك الذين يملكون الموهبة والرغبة، والقدرة على البحث والتقصي وأولئك الذين يحبون الكتابة ..
روح الصحفي وزاده، وما يشجعه على الاستمرار، وما يقويه أيضا أمام الصعاب، قلمه وصدى ما يكتب..
أذكر ونحن في بداياتنا الصحفية قبل نحو سبعة أو ثمانية أعوام، ساهم أشخاص في إعلاء اسمنا الصحفي بإعطاء معلومات وقبول إجراء حوارات..
وهم في صفوف المعارضة آنذاك، كان ياسر عرمان ورفقاؤه من الذين يتكرمون علينا بالمعلومات في ظل نأي مسئولي الحكومة والمؤتمر الوطني بالتحدث إلى صحفيين مبتدئين مثلنا، ووضعهم (ستايل) معينا بالتحدث إلى رؤساء التحرير والكتاب الكبار فقط..!
كنا نعاني الأمرين للحصول على معلومة من داخل الاجتماعات، أو على تسريب لاتفاق وشيك بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.. ظهور اسمنا مصحوبا بالأخبار الخاصة في ذلك الوقت، نما لدينا روح المنافسة والتعلق بالصحافة لتقديم السبق الإخباري..
دينق ألور، باقان أموم، واللذان ذهبا إلى الدولة الوليدة، وحتى جبريل إبراهيم ومني مناوي وغيرهم، كانوا أوائل الذين قبلوا أن نجري معهم حوارات صحفية.. ورغم تباعد المواقف وعدم الاتفاق مع خياراتهم، إلا أن الود مازال موجودا لهم..
تذكرت تلك البدايات لأني لم أسعد قريبا بمادة صحفية مثلما سعدت بإجرائي حوارا مع مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا، في أديس أبابا قبل أكثر من أسبوع، أثناء تواجده هناك للمشاركة في أحد الاجتماعات.
عرفت صدفة أنه حضر إلى أديس، فطلبت من المستشار الفني قرشي أحمد صالح أن ينقل إليه رغبتي في إجراء حوار معه.. ضحك الرجل بهدوء وقال “المدير شخصياً؟”!
قلت له نعم، وأعطيته محاور عامة عن الأسئلة، وعد قرشي أن يبلغه لكنه استدرك حديثه معي قائلا “لا تتوقعي أن يوافق”.
رسائل تذكيرية كل بضع ساعات أرسلها إلى هاتف قرشي دون أن أجد منه ردا.. كنت متشوقة لمادة صحفية مختلفة وأنا في أديس، وأحسست أنها لن تكون إلا بحوار مع مدير الجهاز، الرجل الصامت الذي ينأى بالحديث رغم أنه يملك الكثير.
التساؤلات والاتهامات والمعلومات الرائجة عن الجهاز، رغم كثرتها لم تجد لها مجيبا، ولا مجيب سوى المدير.!
والمدير وافق على الحوار دون الدخول في تفصيلاته، وتم ترتيبه في ذات اليوم، وخشية حدوث ظرف ربما يمنع إجراءه، أبلغني المستشار قبل نصف ساعة فقط من الموعد المحدد..!
وبدءا من الغد، سيُنشر الحوار على حلقات، ونترك للجميع حرية تقييمه مع الأخذ أنه لم يتطرق إلى “كل” ما يدور في أذهان الناس.
شكرا للمستشار قرشي صالح على ترتيب الحوار، وشكرا لمدير جهاز الأمن الفريق أول محمد عطا على التحدث بعد صمت دام سنوات.

لينا يعقوب