رأي ومقالات

شئ ما لا اعرف فك شفرته اسال من عيناي دمعا ؛ غسل وجهي وسط حيرة


الساعة تشير الي منتصف الليل ؛ وتخطو للواحدة صباحا خرجت من دوامة التزامات هي خليط من الاجتماعي الواجب والمندوب ؛ وفيت لاناس واخلفت اخرين ؛ اتجاسر علي علة وجرح جعلني عضيرا ؛ اطأ الثري مترفقا من الم ونتوء اصاب ساقي جعلني عضيرا كنت خواطر اشتات تتوغل في ملامح الطريق امامي وانا اشق ليل الصامتين عائدا لمنزلي رفقة صديق تعهد باقلالي تحت بند اقلوا عزيز قوم مريض ؛ قال لي لندلف لطلمبة (شارع 15) ؛ اذ كان وقود سيارته قد شارف علي النفاذ ؛ رايت في ملامحه فرحا طفوليا وهو يري المحطة خالية من الباحثين عن جرعة وقود تروي ظمأ دابته الكورية ! انعطف يطلب غرضه وهو يلعن ببعض السن الساسة حانقي الاقتصاد والنظام لزمت الصمت لبسته غلالة ووضعته غرارة فلجم انطلاقات فرس ضجره ؛ شعرت بالضيق اذ ما ذنبي ان اكون ممدود علي مائدة اللعنات ؛ مغرفة لكل حزين ؛ جررت ساقي المعطوبة وقد سري عليها تيار الم لئيم خففت منه باهة كتمتها حتي تمطت علي قفاي ؛ دلفنا للمحطة ؛ انصرف هو لتنقيب في جيبه يرص جنيهات علي عشرة ثم خمسين ؛ جمعها وهو يفرزها من حزمة اوراق وبطاقات وكيس صعود تمدد بئيسا برائحة كريهة جعلتني اسعل ! انصرف هو لعملية (كب) الوقود تشاغلت انا بامراة عجوز تعبر بين السيارات القليلة تحمل طبقا عليه اكياس رصت بعناية بعض فول وتسالي مع مبخرين من الحديد ؛ تعرض بضاعتها للبيع ؛ ثوب بهتت الوانه يغطيها انتعلت جوربين علي صندل شحب ربما من تحالف الشمس وابخرة عوادم السيارات وانسحقا كذلك تحت ثقل صبرها العتيد ؛ حاذت مقعدي نظرت اليها من وراء الزجاج بدت لي وجها مألوفا ؛ ووجوه السمر الصامدين واحدة ؛ لحظت انها تواصت علي البرد بتلثيم وجهها ؛ ربما كذلك لتمد ستر الفضيلة علي وجهها ؛ نظرت نحوي بعين العشم الكريم لكن بكبرياء جهير ؛ ثم عبرتني كالطيف ؛ وجدت نفسي انزل الزجاج ؛ اندهها كصوفي في مقام الصالحين (يا والدة) ارتدت نحوي باسمة اهلا وليدي ؛ بكم الكيس ؟ سالتها قالت خمس جنيهات ؛ للفول والتسالي ؛ هاتي قلت وانا احصي جنيهات ؛ علها تجعل لها من امرها فرجا ؛ الله يقويك قلت ؛ ربنا يحفظكم عيالي ؛ قالتها وهي تصب علينا رحمات الام ؛ بيقين كانما نبت من فيض ملائكي ؛ احسست بالعبرة تسد مسامات خروج وجع يرتد لدواخلي وهي تعود نحو (قفة) في زاوية المكان تتفقد ربما بعض بضاعتها ؛ كان الارهاق باديا عليها لكن شكل ترتيب بضاعتها يوحي ان ليلها مديد ؛ ركزت بصري عليها واصابعي تلامسان اكياس الفول الناعمة تجري عليهما مثل مسبحة ؛ قامت ثم استقامت رايتها ؛ ثم انتحت علي حجر عريض اتخذته مقعدا ؛ مسحت وجهها ثم اطرقت تلاصص عيناها الارض ؛ ارقبها بفضول شعرت معه بالوضاعة ؛ قلت دعها يا محمد وسلام الاطراق المحير ؛ كان صديقي قد انهي لجاجا وعامل المحطة وتحركنا ؛ عبرنا امامها فرفعت يدي ملوحا وانا ابتسم فردت التحية بابتسامة اعرض احسست بها تفرد علينا جناحا من السلام والسكينة ؛ ودعتها كانني اترك شيئا غاليا خلفي ؛ لست عاطفيا لكني شعرت ان الانسانية ترسم مرات اليافا ضوئية غير مرئية بينك وبعض الاشخاص ؛ شئ ما لا اعرف فك شفرته اسال من عيناي دمعا ؛ غسل وجهي وسط حيرة لزجة القناع تغطي وجه مرافقي وهو يلح في السؤال .. مالك ؟! استعصمت بالصمت واقمت له جدارا وانا استفسر نفسي اثناء عبورنا مقابر فاروق وانا ارسل الفاتحة من فوق ظلمات السياج والمكان اللهم لا تجعل وزر رهق هذه الام وامثالها علي يوم متكئ في لحدي
صديقي مطالع هذه السطور ان عبرت بتلك المحطة بشارع 15 الثم بركة تلك العجوز .. وكن لها عوناز

محمد حامد جمعة


‫2 تعليقات

  1. والله ما عند ايييي موضوع … كلام فاضى وحكى ما منو فايدة … ياخى اما اكتب لينا شى نستفيد منه والا خلى المساحه لى غيرك

  2. يا (شافع) يا خي مقارنة بالمواضيع المنشورة نجد هذا الموضوع جيد جدا .. فهو يكتب بلغة جميلة وسلسة .. تاني حاجة فكرة (لب الموضوع) هو التعاطف مع بائعة التسالي في مثل هذا الوقت .. يعنى كان يكون معاك حق لو انتهى به الأمر عند مشاوير مجاملاته و كراعو الموجعاهو و كيس الصعوط بتاع صاحبه …