مزمل ابو القاسم

شوكة كرامة


* (شحتفة أمريكا للسودان)، مقال جميل، كتبه الحبيب جمال علي حسن بمداد الذهب، منتقداً العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان.
* عقوبات عمَّرت زهاء عقدين، ولم تؤذِ حكامنا، بقدر ما آذت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا، وصعبت مهمة شركاتنا في استيراد أدوية ومعدات طبية، كانت ستسهم في إنقاذ الآلاف من الموت، وتخفف معاناة ملايين السودانيين من المرض.
* مستشفياتنا محرومة من التقنيات الأمريكية، بل إن أثر الحظر امتد للمنتجات الأوروبية، لأن بنوك وشركات أوروبا أوقفت التعامل مع السودان خوفاً من عقوبات الأمريكان، فاستحال استيراد المعدات من أي مكان.
* صحيح أن سوء الإدارة كان سبباً رئيسياً في تدهور قطاع السكة الحديد بالسودان، لكن الثابت أن الحظر الأمريكي عطل معظم قاطرات الديزل، وحولها إلى أكوام خردة، لأنها أمريكية الصنع، والحديث نفسه ينطبق على (سودانير)، التي فقدت كل طائراتها، بسبب عجز الحكومة السودانية عن توفير ماكينات وقطع غيار لها، مع أن كلفتها لم تتخط عشرة ملايين دولار، كان بمقدور الشركة أن توفرها بقروض محلية، مقابل رهن بعض الأصول.
* قبل شهر من الآن جلس أمامي محافظ البنك المركزي عبد الرحمن حسن، في أحد فنادق العاصمة الإثيوبية أديس، وتحدث متباهياً بأن جيلين من العاملين في المصارف السودانية نشآ في زمن العقوبات، وأفلحا في التعايش معها، وعرفا كيف يتجاوزانها.
* حديثه يحوي بعض الصحة، لكن الثابت أن العقوبات الأمريكية انعكست سلباً على حياة قطاع كبير من السودانيين، ولم تؤذ حكامهم بقدر ما خدمتهم، لأنهم أحسنوا توظيفها بدعايةٍ سياسية، أطالت بقاءهم في السلطة حين أريد لها عكس ذلك.
* الرئيس البشير عاصر ثلاثة رؤساء أمريكان، حرصوا على تجديد العقوبات العام تلو العام، من دون أن يؤثر فعلهم على حظوظ نظيرهم في البقاء على سدة الحكم.. (المؤتمر الوطني) ظل حاكماً يراقب تقلب الديمقراطيين والجمهوريين على حكم أمريكا، من دون أن تتأثر سطوته بالعقوبات.
* بسبب الحظر حُرم السودان من القروض والهبات والإعانات الدولية، وتعثرت التحويلات المالية، فصعب عليه استيراد الدواء والمنتجات الطبية، واضطر إلى التعامل مع دولٍ تصنع منتجاتٍ رديئة، تسببت في قتل السودانيين.
* أمريكا تؤذي مرضانا، وتزيد معاناة أهلنا، ونحن لا نستطيع أن نبادلها المثل، لكننا نستطيع أن نحفظ كرامتنا من الهدر، ونصون بعض ماء وجهنا من الإراقة، ولو بإجراءات رمزية نعلن بها للعالم أننا مللنا الخضوع لما تفعله أمريكا بشعبنا.
* نؤيد (شوكة الكرامة) الجديدة التي دعا فيها جمال إلى مقاطعة أمريكا اقتصادياً، بالتوقف عن تصدير الصمغ العربي إليها، مع أن أثر تلك الإجراءات سيكون أقل من مفعول وخزة دبوس على ظهر فيلٍ لن يحس بها غالباً، ولكن وخز الفيل أفضل من التعايش مع وخز الضمير، وأجدى من الاحتفاء (الأهبل) برفع الحظر الجزئي عن بعض مشاريع البيئة والمناخ، وألعاب (الآيفون).
* شوكة كرامة: لا تنازل عن وقف تصدير الصمغ العربي للأمريكان.


‫2 تعليقات

  1. (( شوكة كرامة: لا تنازل عن وقف تصدير الصمغ العربي للأمريكان ))
    هل هذا هو الحل ؟ في مقالك تقول الرئيس السوداني عاصر ثلاثة رؤوساء امريكان ! الا ترى الخطاء في المعادلة ؟ الا تفهم لماذا يتقدم العالم و يتجاوز جراحه و نحن لا زلنا ندور في حلقة مفرغة ؟
    هل تستطيع تعويض الالاف الاسر التي ستفقد مصدر دخلها نتيجة لاقتراحك بوقف تصدير الصمغ ؟ ام انها مجرد عنتريات و أغاني حماسية ؟ و تأكد ان من ينفذ هذا القرار سيكونوا اول من يفتح باب التهريب و لنا في الذهب اكبر عظة عندما تدخلت الدولة و فرضت بيعه لبنك السودان , ماذا كانت النتيجة ؟
    دعك في رياضتك هداك الله , يكفينا من المطبلين .

  2. شوكة كرامة . لا تتناول المشروبات الغازية .. وحملة اعلامية لتناول العرديب والمحريب والحرجل والجردقه.. الصحافة تروج للكولا بالجردل والجدول وتجري وتجري وتجري وراء جدول (الإعلان) .. حتى امريكا والغرب تستورد المعدات والاجهزة الصينية .. وبالصين وبالصف للتصدير.. وكشف السيد وزير الاستثمار القديم طمعا عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة صينية لصيد السمك من النيل . ماعلاقة امريكا بحصار السمك ماعلاقة امريكا بحصاد الفتيريته ماعلاقة امريكا بـ ترسو البحر صددوه. وقال لنا النيل شكرا .. السنه دى ما مرق من حفرتو .. وقال عمنا : السنه دى الله يسترو في حوتو. ..