هيثم صديق

في صالح الحكومة


إن كانت الحكومة قد ابتعدت عن محيطها العربي لزمان وعن المحيط الإسلامي المعتدل لأزمان وضاق بها جوارها وضاقت به، فإن زلزال البوعزيزي وما تلاه من تغيرات قد أعادها إلى الواجهة والرضاء،
خذ مثلاً عاصفة الحزم التي أعادت السودان إلى محيطه العربي بعد طول جفاء لم تنفخ فيه الروح كل خطب الإنشاء السابقة، ولكنه أضحى فعالاً يوم رفرف العلم القاصي إلى جوار (مراحه)، فعجز الذئب المترصد عن التهامه وقوي ظهر السودان بهذا الحلف، كما قوي ظهور المتحالفين وجنده يهبطون اليمن يحملون خبرة عشرات الأعوام في القتال مع شجاعة (خلقة).
أما الحلف الإسلامي فهو امتداد لرقعة الحلف العربي أعاد السودان إلى تنظيم الدول بدلاً عن تنظيم الجماعات والمنظمات التي ضمها المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي لردح من الزمن لم تخرج من تصنيف أنها حاضن للإرهاب حتى بالنسبة للدول العربية أو الإسلامية التي خرج منها اليمينيون واليساريون من أهل النضال والكفاح كحماس. وأبو نضال يسار يمين فلسطين مثلا.
سد النهضة
لا يخفي على أحد إشكال الحدود ما بين السودان وإثيوبيا من جهة والسودان ومصر من جهة أخرى، ولقد بلغ الأمر في مرات دق طبول الحرب، ولكن جاءت منحة أخرى للسودان بتوسطه هذا ووسطيته تلك ليكون دولة مصب ومنبع في آن واحد، مما جعل رضاه وميله أو حياده مطلب أصدقاء، اليوم
تدني أسعار النفط كان أمراً مساعداً أيضا للسودان، فلو كان سعر النفط على ما كان عليه مع احتياج ملموس للسودان له وخروج نفط الجنوب ورسوم المرور بالانفصال مرة والحرب الأهلية في الجنوب مرة أخرى فانهيار العملة السودانية أنقذه رخص المواد البترولية، كل هذه الهبات الربانية التي أعقبت الهبات العربية جعلت السودان الآن، والحكومة في وضع مثالي لتقرير نظام حكم مرتضى، خصوصاً بعد دخول البلاد في أجواء حوار أفضى إلى تنفيس كبت كبير، وإلى تقارب ظهر في خطابات الجبهة الثورية من موالٍ بين كتراجي والى مناوئ بين كعرمان، وإن كان الأمل لا يزال قائماً في جلوس الحركات المسلحة إلى طاولة التفاوض حتى تبقى الماء بين بلادنا وجيرانها ممن تشتعل فيها الحرائق.