رأي ومقالات

ترشيح عريس جنوب السودان “ابراهيم” وعروسته “مي” من السودان.. نجمين العام 2015


قاعة الأحلام مساء الثلاثاء الماضية كانت تشهد حدثاً استثنائياً..ست عربات مرسيدس فخمة تقتحم القاعة في موكب مترف يحمل العريسين.. ندى القلعة على غير عادتها جاءت في زي أفريقي رائع.. لكن ما شد الناس أكثر أن الزيجة المباركة كانت خليطاً.. إبراهيم أكول شاب وسيم من أبناء جنوب السودان تعلق قلبه بمي الحكيم حسناء سودانية من قلب الخرطوم .. قصة الحب انتهت بزواج أسطوري ستتحدث عنه المدينة مطولاً.
اهتمام الناس بالحدث عبرت عنه وسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت كأصدق جهاز لتحسس اتجاهات الرأي العام السوداني .. لم يكن اهتمام الناس بهذه الزيجة من ناحية الروعة في الإخراج ولا التكاليف الباهظة ولا الكرم الفياض.. مصدر الاستغراب أن العريس الشاب كان من مواطني جنوب السودان.. هنا تكمن الأزمة ويصبح الدخول إلى عالم المسكوت عنه فرض عين على كل مواطن صالح.
تمزق السودان وهرب خمس سكانه تحت وطأة الإحساس بهذا التهميش الاجتماعي الناتج عن استعلاء زائف.. مئات من القصص الحزينة تروى عن شباب اصطدمت أحلامهم في الزواج بفوارق قبلية .. الاشتهاء العاطفي موجود والأجيال الجديدة لا تؤمن بال (تابو) القديم.. ولكن لان تكوين أسرة في الحلال يتم عبر القنوات التقليدية تضيع أحلام الشباب أو تبحث عن منافذ أخرى غير شرعية.
الحقيقة في السابق كانت الزيجات التي تجمع قبائل وشعوباً نادرة.. في قريتي عند منحنى النيل كان من يتجرأ ويقدم على خطوة الزواج من قرية أخرى يعتبر في حسابات الأهل متزوجاً من واحدة (غريبة).. ومن الصعب جداً أن تتزوج إحدى بناتنا في القرية من خارج المنطقة رغم أزمة العنوسة المستحكمة.. لكن تطوّر المواصلات وتنوع وسائل كسب العيش جعل المعادلة القديمة تتصدع .. عدد من رموز منطقتنا سافروا من أدنى النهر إلى منابعه فتزوجوا من بنات الزاندي والدينكا وقدموا نماذج طيبة في التعايش الاجتماعي لم تجد حظها من الانتشار.. مثال أهل قريتي يؤكد أن تطور وسائل المواصلات يؤدي إلى إعادة بناء المجتمعات .
في تقديري أن واحداً من أهم التحديات الاجتماعية التي تواجهنا ستكون في كيفية تطوير وتحديث المجتمعات التقليدية.. كل الكوارث والمحن سببها الانغلاق في مجتمعات بدوية تنظر إلى الآخر بعين الريبة التي تتحول إلى كراهية مع أول اختبار .. من هنا يجب الإسراع في ربط السودان بشبكة مواصلات واتصالات ..الاختلاط بين الناس يولد التفاهم ويجلب المحبة ومن ثم التصاهر.
الثورة المهدية كانت أول مشروع وطني حاول دمج السودانيين.. خلفاء وقادة المهدية بدأوا الترابط بعدد من الزيجات العابرة للاختلافات ..كان مثلهم في ذلك منهاج النبوة الذي بلغ فيه التآخي أن يقتسم أهل المدينة الزيجات مع ضيوفهم من الأنصار وذلك على سنة الله ورسوله.. مشروع الإنقاذ لم تحدث فيه مثل هذه الاختراقات.. فقد تقاسم الإخوان السلطة ولكن لم تربط بين قلوبهم زيجات عابرة للتكوينات القبلية إلا في ما ندر والنادر لا يعتد به.. في الحركة الشعبية تظل تجربة ياسر عرمان ومصاهرته لبيت السلطان دينق مجوك حدثاً بارزاً.
بصراحة.. يستحق إبراهيم أكول ومي الحكيم التكريم بقدرتهم الفائقة في صنع نموذج لصمود الحب.. أنا أرشح مي وإبراهيم نجمين للعام ٢٠١٥ من يثني؟

الخرطوم: عبد الباقي الظافر


‫14 تعليقات

  1. يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  ﴿١٣﴾

  2. يعني هسي عاوز تقنني دي زيجه تمت عن حب ..إذا كان هذا الشاب الجنوب سوداني من عامه الشعب المتواضع ماديا هل كان تقبل به هذه البنت ..دا زواج مادي ليس إلا ..الولد دا اشتري البنت بي قروشو فقط.. أفضل أن نقول الحقيقه بدل دفن الرؤوس في الرمال…من هسي مايكل واحد يقول لي انت عنصري والكلام الفارغ دا..الجنوب دا انفصل من السودان لانو هم خاتين كدا من البدايه

    1. يا كيمو العريس والعروس اولاد خالات يعنى العروس امها جنوبية وابوها دنقلاوى وصل الفهم

  3. يعني في الخبر الأول اسمه عبدالباقي و الخبر الخبر الثاني اسمه ابراهيم و الله القروش بتعمل اكثر من كده ….

  4. هذه علامات اخر الزمان وهى فعلا عملية بيع وشراء ليس الا .والمصيبه حتقع عاى الأولاد من بعد

  5. يقال أن العروس بت خالة العريس … يعنى أمها جنوبية. علي كدا ما في نجومية ولا شئ يا الظافر .. و أفرض بقوا نجوم 2015 .. الكلام دا ح يكون بالنسبة لدولة السودان .. أو جنوب السودان .. أو دول الايقاد ؟؟ !!

  6. انا اريد وانت تريد والله يفعل ما يريد عااادي الامر مسلم ومسلمه ومافي داعي للاساءات للناس

  7. سبحان الله ولما القبائل التانية تتعامل مع بعض القبائل برد فعل المدعو الجعلى دا يجى نافع ويقول ليك الناس فى الحركة الشعبية بيتعاملو مع الناس بالهوية …..تتخيل اى زول من دارفور ولا كردفان ولا النيل الازرق ولا اى سودانى يشوف كلام الجعلى دا بيكون شعورو شنو ياناس ……طبعا اكيد فى ناس فى قمة السلطة بيدعموه حتى موقع النيلين ….ياخ اتقو الله ولا من اليوم اعملو استفتاء قبلى …….والله الجهل مصيبة…..والجعلين الدرسو معانا الابتدائى والثانوى والجامعة ابد ما بيقولو كلام زى دا

  8. ياناس ديل اهل العروس امها حنوبية ابوها من اصول تركية …. سكانين الصحافة …. واختها برضو معرسها جنوبي ابن خالتها
    انا معارف الناس عاملييين فومة للموصوع دا لي شنو ,,,,

  9. للتوضيح ياسودانيين العريس ابن خالة العروس وعمك الحكيم هو ليس يتمي من الدناقلا هو من ال حكيم اصولهم تركية ايضا اخت العرس الكبري ابضا متزوجة من جنوبي هو قربيها والناس السكاننين الصحافة عارفييين الكلام بعدين الصورة دي ملفقة … بخكم معرفتي باهل العروس ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,شعب بحب الشمار زي السودانيييين مافي لاسف