جمال علي حسن

أحمد بلال.. تصريح مهبّب


وحتى لا يفقد وزير الإعلام أعصابه ويعتبر كلمة (مهبِّب) هذه كلمة سوقية لا يجب وصف تصريحه بها، أُذكِّر بأن مهبِّب في معجم المعاني من هبّب يهبِّبُ تهبيباً، فهو مهبِّب، وهبّب الثوب أي خرقه ومزقه، والتصريح المهبَّب أعني به التصريح السيئ في شكله ومضمونه بحسب وجهة نظرنا طبعاً.
الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الإعلام والمتحدِّث باسم الحكومة قال في برنامج (خطوط عريضة) بالقناة القومية صباح السبت الماضي إن الحكومة لن تتساهل في التعامل مع الإعلام والأصوات التي تسبح عكس التيار في قضية الحوار الوطني..!!
وشخصياً أنا من المناصرين والمشجعين للحوار الوطني بشكل عام ومن الأصوات التي تنتظم في حث الجميع للانضمام والمشاركة في الحوار وهذا بحسب قناعتنا بالقضية.
لكنني أرفض محاولة إلزام الإعلام السوداني بالانتظام في مجموعة كورالية تردد نصاً مشتركاً حول هذا الحوار.. (اسمو حوار ياخ) وله أجواؤه التي يجب على وزير الإعلام أن يقود عملية توفيرها والترويج لها داخل وخارج قاعات الحوار.. هل يريدهم أحمد بلال مختلفين داخل قاعة الحوار – كوضع طبيعي – ويريدنا نحن متفقين خارج القاعة.. وكيف سيثق الممانعون في رسالة إعلام داخلي يخضع لمثل هذا الوضع من التهديد والتوجيه بأن يسبح مع التيار.. هكذا حسب المصطلح الذي استخدمه الوزير أحمد بلال.
يا سيدي يمكن أن تطالبنا بنقل الحقائق والالتزام بالقانون وبالعرف الأخلاقي لمهنتنا فقط لكن ليس من حقك أن تلزم أحداً بتغيير قناعاته تجاه الحوار أو تجاه أي من سياسات الدولة.
دعك من موضوع الحوار.. فنحن نعتقد – مع احترامنا لكم – أن وجودكم على رأس وزارة الإعلام في هذه المرحلة ليس مناسباً وأن هناك بدائل أخرى يمكن أن تقود هذه الوزارة بكفاءة أكبر وأن تصريحكم هذا تحديداً من التصريحات التي تسبح عكس التيار.. تيار الحوار الوطني الذي نؤمن به ونعتقد أن هناك منظومة جيدة من القناعات المنسجمة على مستوى قيادة البلد تدعم هذا الحوار وتدعم تياره العام دعماً حقيقياً ودعماً حكيماً بعيداً عن مثل هذه المضامين التهديدية التي تحدث بها وزير الإعلام.
الإعلام السوداني ليس إعلاماً خائناً للوطن بل يقدِّم دوراً يجب أن يُقابل على الأقل بالتقدير وليس بالتهديد.
وفي زمان العم (قوقل) والأخ (يوتيوب) وزمان الإعلام الحديث هناك رقابة توثيقية تلقائية رادعة من الرأي العام تجعل الصحافة تطور أداءها من خلال هذه المرآة سريعة التفاعل سلباً وإيجاباً مع كل ما نكتب ونقول.. فلماذا لا يستفيد أمثال هؤلاء الوزراء والمسؤولين من هذه المرآة الدقيقة في تطوير خطابهم وضبط تصريحاتهم..؟ لماذا لا يعيد السيد الوزير كتابة اسمه على محرك قوقل قبل أن يطلق تصريحاً جديداً ليجد وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده مع والي الخرطوم السابق عبد الرحمن الخضر يوم الاثنين 30 سبتمبر 2013 كاملاً يقفز أمامه على شاشة الكومبيرتر أو الهاتف كأول نتيجة من نتائج البحث.. فتذكره بخطورة ومسؤولية التصرف والكلمة التي تخرج من المسؤول مثل الرصاصة لا رجعة لها.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين