مقالات متنوعة

عبدالله إبراهيم علي : لنتأكد من القطط قبل تشغيل السيارة


القط هو الصديق الذي يأمن الإنسان ويألفه بسرعة ويسكن معه، استعمله قدماء المصريين لحماية القمح من الفئران والقوارض، وهو أكثر الحيوانات المنزلية شعبيةً في العالم، عندما يغضب القط أو يخاف ترجع أذناه إلى الخلف، وإذا انتبه لصوتٍ، فإن اتجاه أذنيه يتبع الصوت، يوفر القط طاقته بالنوم الكثير، ولا ننسى أن القط حيوانٌ نظيف، يستحم بلعق نفسه بلسانه، والقطط تستمتع بتنظيف غيرها من القطط الأخرى، وهي من أفضل الحيوانات في الصيد، ولقد زود الله تعالى القط بلسان ذي نتوءات كالفرشاة لنظافة جسده، كما جعل الله القطط تتذلل أمام البشر بعكس الحيوانات المفترسة.
قد تسبب القطط بعض الأمراض بنقل العدوى، فالبعض يتضايق منها خصوصاً عندما تكون متواجدة في المطاعم والمستشفيات، فيمكن في هذه الحالة قتلها مع مراعاة التوازن البيئي، ويكون ذلك بالسم أو المبيد وأفضل منه القتل الرحيم وهذا الأخير من أنواع القتل، هو الأفضل في القضاء على القطط بالصورة اللائقة والسليمة، وهناك من يقتل القطط بقصد وبدون قصد، وعلينا بعدم قتلها للعبث بها أو التمثيل بها أو تعذيبها وهنا تحضرني قصة المرأة التي حبست الهرة إلى أن ماتت لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، إذن لا داعي لقتل القطط عمداً ولهواً دون الحاجة إلى ذلك، وللتذكير، هذه أيام الشتاء الباردة، فغالباً تحمي القطط نفسها من قسوة البرد بالنوم تحت عجلات السيارات وأحياناً تكون مختبئة داخل ماكينة السيارة لزوم الدفء، وتجنب شدة البرد القارس، فحينما نود تشغيل السيارة للذهاب للعمل صباحاً يجب أن نتذكر أن هناك أرواحا تبحث عن الدفء والمكان الآمن، وحتى لا نقتل هذه القطط، يجب علينا أن نتأكد قبل أن نتحرك بالسيارة، أنه لا توجد قطط تحت السيارة أو داخل ماكينتها، وبهذا نكون قد تجنبنا دهسها وقتلها، فلقد خلقها الله، فلماذا نعبث بها أو نقتلها أو نكسر أحد أعضائها؟ وبما أنها قد يكون البعض منها ناقلاً للأمراض، وقد لا يحبها البعض، إلا أن الله خلقها للتوازن البيئي، فهي تأكل الحشرات والصراصير التي تضر بنا، وهنا تحضرني قصة القرود في إفريقيا عندما أضرت بالزرع بأكل الموز وبعض الفواكه الأخرى وقضى عليها المزارعون، ظهرت مشكلة الفهود التي هجمت على الأبقار والأغنام حيث إنها كانت أساساً تتغذى على هذه القرود، فأدرك الأفارقة الخطأ الكبير الذي ارتكبوه بقتلهم للقرود التي كانت تتغذي عليها هذه الفهود، فتركوها ليتفادوا شر الفهود التي هاجمت حيواناتهم، وكذلك في الهند والصين ومعظم دول شرق آسيا عندما ظهر العصفور الدوري الذي هتك بالزرع والمحاصيل، قام المزارعون بقتل هذه العصافير وإبادتها، لأنها كانت تأكل محاصيلهم، فظهرت الأفاعي التي كانت مصدر خطورة على المزارعين، حيث كانت هذه الثعابين في الأساس تتغذى على هذه العصافير، وحينما انتبهوا لتلك الظاهرة توقفوا عن قتل العصافير التي كانت تتغذى عليها هذه الثعابين.
إذن العملية عبارة عن سلسلة غذائية، وهي متتالية ومنظمة ولله في خلقه شؤون، فالسلسلة الغذائية هي مجموعة من الكائنات الحية تربطها علاقات غذائية، أي يستهلك التالي سابقه في السلسلة الغذائية، فلم يخلق الله سبحانه وتعالى كائناً حياً وإلا كانت له فائدة قد لا ندركها نحن البشر بطريقة مباشرة، لذلك علينا أن نحرص حتى لا نقتل هذه القطط، وذلك يكون بضرب هرن (بوق السيارة) قبل تشغيلها خصوصاً في أيام البرد هذه الأيام.


تعليق واحد