منوعات

الفنان سامح الصريطي.. أفكار جريئة لبناء دراما سوادنية ناهضة.. تكامل ثقافي


كاد حماس دعاة النهوض بالدراما والمسرح بعمومه أن يخبو من كثرة ما (بح) صوتهم بالمطالبة والرجاء بإعانتهم على وضعها بين دفتي الطريق كي لا يتخلف السودان فنياً أكثر مما هو عليه اليوم! قبل أربعين عاماً تقريباً لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتراجع اسم السودان في مضمار الفنون لدرجة أن يتذيل قائمة الدول التي تكاد تخلو من المسارح والمسرحيات والفنون الأخرى.
هذا الوضع دفع أصدقاء قلة للإشفاق عليه بإعلان استعدادهم لوضع خبرتهم وطاقتهم تحت تصرف جهات الاختصاص للارتقاء بالدراما السودانية كما أعلن الفنان العالمي سامح الصريطي.
وُد ومحبة
لكثرت زياراته للسودان لم يبدُ كما يفعل الآخرون متزمتاً متشدداً على وضع الحواجز مع جمهوره، بل انطلق يتجول بعفوية تخلو من التكلف والصنعة داخل معرض الكتاب الجامعي المقامة هذه الأيام بمعرض الخرطوم الدولي الذي زاره ضمن وفد مبادرة أبناء النيل.. كاد أن يحادثهم جميعاً بعد مصافحته لكل من التقاهم والتقط أيضاً صوراً تذكارية مع ثلثي رواد المعرض.. وأبدى اعتزازه في حديثه لـ(اليوم التالي) بزياراته المتكررة للسودان في السابق وأوضح أن أول زيارة له كانت لغرض السياحة والتمتع بمنظر النيل عند الخرطوم ومنذ ذلك الوقت ظل حريصاً على زيارة السودان بين الحين والآخر.. عطفاً على ما مضي يبين سامح الصريطي أن فرحته لا تكتمل إلا إذا قضى أياماً وسط الشعب السوداني على أرض السودان بصرف النظر عن سبب الزيارة.
علائق وأواصر
دعوته الصريحة لتقوية روابط الأخوة لم تقتصر على الشعبين السوداني والمصري إنما يضع الصريطي العلائق بين شعوب وادي النيل نصب أعينه ويعتبرها من الأولوية بمكان حيث يقول” مبادرات تقوية العلاقة مع الشعب السوداني تأخرت عن إرادة الشعبين أكثر من أربعين عاماً.. لكن الجميل أن هنالك شباباً بين الجانبين أخذت على عاتقها الإرادة الشعبية وهي تسعى صادقة نحو هدف نبيل يتمثل في تقريب وتقوية الأواصر والروابط الأخوية الأزالية بينهما وهذا يبشر بمستقبل واعد وناهض للأمة بأجمعها خاصة وأن المبادرات التي يقودها الشباب بين البلدين تجد مباركة ودعماً من رؤساء الدولتين كتعبير حقيقي عن إرادة الشعوب والأمنية الكبيرة التي يجب أن نسعى لها جميعاً ونضعها كهدف يجب إحرازه يمثل في دفع دول حوض النيل جميعها لخلق مبادرات مشتركة فيما بينها للتأكيد أنهم يشربون من منبع واحد وهو النيل.
تكامل ثقافي
مهمة المثقفين في كل المجتمعات الارتقاء بعلاقات الشعوب وخلق تكامل بينها ولهذا لا يألو مثقفو وفنانو مصر جهداً لإعانة زملاؤهم في السودان بحسب سامح الصريطي الذي أوضح أنه وضع أكثر من مرة إمكانياته وزملائه في مصر أمام جهات الاختصاص بالسودان للاستفادة منها في تدريب وتأهيل المبدعين السودانيين وقال: “لندعم التواصل الثقافي والفني بين الشعبين والذي هو محقق والدليل على ذلك أن المخرج حامد سعيد الذي يعيش في مصر وهو من أشهر المنتجين فيها مما دفع أكاديمية الفنون أن تفتح له أحضانها”. وأضاف الصريطي”علاقتي بالسودان بدات بواسطة الفنان الكبير سيد خليفة الذي أحببت أغانيه وأنا طفل صغير وحينها كنت لا أستطيع التفريق بين المصري والسوداني، وهذه هي قيمة الفن وعظمته التي نسعى لتجسيدها على أرض الواقع لأنه يستطيع أن يزرع في الأطفال حب الشعوب وعظمتها كما حدث معي، إذ تعرفت على أمة بأكملها من خلال أغنية!”
اقتراح نير
الفكرة التي طرحها الصريطي على وزارة الثقافة أجملها في أنه اقترح وضع مدة زمنية لكل ضرب من الإبداع، حيث قال: يمكن إحضار مخرجين من مصر ومنحهم فرصة لمدة شهر يمحصون خلاله الوضع الفني ويقيمون ورشاً صغيرة يدربون خلالها المخرجين الشباب على إنجاز أعمال إبداعية بأصغر وأبسط الأشياء كعمل أفلام مدتها سبع دقائق مثلاً وستكتشف بينهم المبدع الحقيقي والذي بدوره سيشق طريقه لوحده سريعاً، وكذلك اقترح تحديد مدة زمنية للخطة وتثبيتها كهدف معين بنهايتها يمكن إكتشاف مواهب كثيرة في ضروب مختلفة وهذا يصب في مصلحة خلق أجيال مبدعة تستطيع أن تعرض ثقافات السودان للعالم من حولنا بحسب وصفه وأيضاً تساهم في التكامل الثقافي والإبداعي بين الشعبين.

اليوم التالي