تحقيقات وتقارير

عبد الرحمن الخضر.. العودة لدائرة الأضواء


عاد والي الخرطوم السابق د.عبد الرحمن الخضر إلى دائرة الضوء بعد الخبر الذي نشرته الزميلة «الانتباهة» أول أمس حول استجواب وزارة العدل لشخصه، بشأن طريقة صرف أموال دعم اجتماعي في الفترة الأخيرة من ولايته، أعاد الخبر إلى الأذهان ما جرى من تجاوزات في مكتبه إبان توليه منصب الوالي وتمت ملاحقة المعتدين.

في مدينة هيا بولاية البحر الاحمر، أبصر والي الخرطوم السابق د. عبد الرحمن الخضر النور حيث درس المرحلة الأولية والثانوية بهيا وكسلا. تخرج في كلية البيطرة والإنتاج الحيواني، بجامعة الخرطوم، والتي لم تكن رغبته، حيث كان يحلم بدراسة الصيدلة.
الخضر الذي تجاوز الستين بقليل وتعود جذور أسرته الى منطقة «الغريبة» بمحافظة مروي كان والده يعمل بالتجارة والزراعة بمنطقة القضارف. عبد الرحمن حتى وإن درس الصيدلية، فإنه لم يكن يجد متسعاً لممارستها، وقد انشغل بالسياسة منذ وقت مبكر، بالجبهة الإسلامية القومية، وهو من أبناء الحركة الإسلامية، حيث كان يوظف صيدليته البيطرية التي أسسها بمدينة الأبيض للعمل السري للتنظيم وكان من الذين ساهموا معه في ذلك المشروع رجل الأعمال الإسلامي خضر كمبال، وكان مشروع الصيدلية، الأول من نوعها بمدينة الأبيض بمثابة أول محطة عمل له بعد التخرج.

ميول:
يرى أحد المقربين منه أن التحاقه بالحركة الإسلامية،كان بسبب ميوله الدينية، فهو نشأ في بيت ختمي وأخذ الطريقة الختمية على يد «الحسن الميرغني الثاني» بكسلا، وهو ما أكده عبد الرحمن بنفسه في أحد الحوارات وقراءته كتاب الثورة الظافرة للأستاذ «أحمد محمد شاموق»، الذي كان له تأثير في دخوله جامعة الخرطوم وأن من قام بتجنيده البروفيسور «محمد عوض صالح» والدكتور الراحل «كمال حنفي» والراحل «فضل السيد أبو قصيصة،وكتاب «معالم في الطريق» الذي كان له أثر واضح في مسار حياته السياسية عرف عنه أنه كان مغرماً بالمناظرات أثناء دراسته بجامعة الخرطوم، يتميز الخضر بالمرونة، حتى أنه لم يكن مثل كثير من الإسلاميين المتشددين إذ تأثر بما قرأه عن الإمام «ابن حزم» حول رؤيته في الفنون ويرهف السمع للجيل الأول من الفنانين الراحلين «عثمان حسين ومحمد وردي و عبد الكريم الكابلي.

رجل تنفيذي:
عمل عبد الرحمن في بواكير الإنقاذ محافظاً للضعين، وتقلب في عدد من المواقع، حيث عمل وزيراً للزراعة بالولاية الشمالية، ونائباً للوالي، ثم والياً للقضارف وكانت تجربته كبيرة بالقضارف، حيث أسس الكثير من البنى التحتية بالولاية، رغم الهجوم المتواصل الذي كان يتعرض له من رئيس تشريعي الولاية وقتها كرم الله عباس، حتى أن المركز قام بإعفائهما الاثنين.. ويصف كثيرون، ومنهم والي الخرطوم الأسبق عبد الحليم المتعافي والذي زامله في جامعة الخرطوم، الخضر بـ«طويل البال»، وعين لاحقاً والياً للخرطوم، وشهدت فترته أحداثاً كثيرة كانت أبرزها فترة انفصال الجنوب.

مشاريع إستراتيجية:
في حديث سابق قال عنه خالد أبو أحمد رئيس قسم الأخبار بصحيفة دارفور الجديدة، إن عبد الرحمن الخضر من أسرة غنية يسكن مدينة بحري حي الصافية، ويمتلك شركة أدوية بيطرية تسمى «اليمامة» يديرها أحد أقاربه، ويصف أبو أحمد الخضر بأنه يتصف بالصرامة والجدية في التعامل ولا يقبل التهاون في العمل، ويعرف بالمشاريع الإستراتيجية والكبيرة.
عقب مغادرته لمنصبه أسس الخضر مكتباً خاصاً ومركزاً للتدريب بالخرطوم، وتفرغ لأعماله.

رسمه: عمر دمباي
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد