جعفر عباس

«إن شاللا» تجن وتزيد في الجن (2)


نبقى مع الكاتب الساخر الفلتة عبد اللطيف أحمد، الذي يحرر ثلاث صفحات كل سبت في صحيفة الصيحة تحمل جميعا اسم «دقداق»، ولنقرأ له عن حالة صلاح محمد محجوب، الذي ظل يتردد على المستشفيات الخاصة بلا طائل، طوال خمسين يوما لعلاج كحة ألمت به، فكان أن رفع يديه بالدعاء: «رب إني ذهبت الى المستشفيات ليلا ونهارا، وكلما أخبرت الأطباء بعدم جدوى العلاجات، جعلوا سماعاتهم في آذانهم وأصروا واستكبروا استكبارا، ثم اني اخبرت الممرضين واسررت لهم اسرارا، ثم اعلنت لرفيقة دربي انني لن اذهب الى اي من المستشفيات الخاصة واصررت اصرارا.. فمع كل صباح ازداد يقينا ان هؤلاء القوم لا يرجون لله وقارا… فوالذي خلق سبع سماوات طباقا.. إن أغلب المستشفيات الخاصة لن تجد فيها سوى طبيب «يعوس ويعوق» و»نشرة» داخلية من المدير الإداري
«رب لا تذر على الأرض للمسؤولين سيارة، فإنك إن تذرهم يزعجون عبادك ولا يلدوا حلولا للملاريا.. رب لا تذر للبرلمانيين طيارة، فإنك إن تذرهم يذهبون الى الخارج ليتعالجوا.. ولا يلدوا قرارا.. رب لا تذر للمستثمرين دولارا، لأنهم لن يلدوا إلا قاتلا سمسارا.. رب لا تذر للحركات المسلحة أشجارا… فإنهم يوقعون الاتفاقيات ويأخذون الملايين لا يلدوا إلا «عقارا».. رب لا تذر للأحزاب حوارا، فإنك إن تذرهم يضيعون الوقت والمال ولا يلدوا إلا «خسارا».. رب لا تذر لحسن الترابي شطارة، لأنه (سيظل) يخطط ويدبر ويحيك وسيحوِّل السودان من مليون ميل الى «أمتارا»
وعبد اللطيف يطعِّم صفحاته بحوارات ورسوم كاريكاتير، ومن أطرف حواراته ما أجراه مع الشيخ اللطيف «الباسم ديمه»، عثمان محمد علي الذي يقول إنه لم يكسب سوى المرض من عضوية الحزب الحاكم الذي يقول عنه أنه «سُكَّري» تسبب في بتر الجنوب ويبحث حاليا عن جنوب صناعي، وبما أن شيخ عثمان أيضا مصاب بالسكري رغم استقالته من المؤتمر الوطني والشعبي فإنه وقبل الشروع في أي عقد قران يقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبز والخبائز، أما عبد الرحمن محمد التهامي الذي حاوره عبد اللطيف يوم السبت 26 ديسمبر الجاري فمن مواليد عيد الحب ولكن الحكومة جعلته عيد «الجُّب»، وامه اسمها دار السلام بينما المؤتمر الوطني «دار الكلام»
ونبقى في السياسة ونقرأ تصريحا لرئيس حزب البحث الأدبي الانشقاقي يستنكر فيه التصريحات الداعية للابتعاد عن الترضيات السياسية، لكونها صدرت عن شخص دخل القصر من باب الترضيات، وينتهي التصريح بتوجيه رسالة الى الحسن الميرغني قال فيها: الحزبو من قزاز ما يجدع الناس من فوق، وفي سياق آخر يحذر عبد اللطيف شركة ألبان دال من المضي قدما في خطتها لانتاج جبنة مثلثات، لأن المصريين سيصادرونها باعتبار أنها جزء من مثلث حلايب
وينقل عبد اللطيف عن متحدث باسم رابطة معجبي الفلسكاب استنكاره لتصريح وزير الصحة بتوطين الأدوية المنقذة للحياة، من منطلق أن الأولوية ينبغي ان تكون ل» توفير الحياة»، ثم يعرج على قضية اقتصادية وينسب الى شوال دقيق – طلب حجب اسمه — قوله ان الهروب ل»عيشة» كريمة في اريتريا كان نتيجة للتضييق المستمر الذي تمارسه السلطات السودانية بإخضاعه للعجن ثم الفرن ثم التقطيع، ليتم عليه صب ماء حار بذريعة إعداد البوش، واستنكر الدقيق ايضا حرمانه من الاختلاء ب»الدقيقة» التي في ساعة العجان، الذي يتعمد خلع ساعته عند العجن لمنع التواصل بين الدقيق والدقيقة
صدقوني إذا قلت لكم إنني لم أنصف عبد اللطيف أحمد كما ينبغي بعرضي المبتسر لنماذج من كتاباته.


تعليق واحد

  1. ابعدوا القرأن عن اللعب والضحك والإستهزاء—حتي لا يغضب علينا ربنا اكثر من ذلك