مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : الدقير من (شرفة التاريخ).. وثلاث (شموس)


> يبدو أن اللجنة السياسية المتفرعة من اللجنة العليا للاحتفالات بالذكرى الستين التي يترأسها وزير الإعلام والثقافة والسياحة بولاية الخرطوم محمد يوسف الدقير، ستخطف قفاز التميز والابداع في هذه الاحتفالات بتلك السهرة التي أنتجتها تحت عنوان (شرفة التاريخ المشرق)، في إحدى الصالات، لتبث من عدة قنوات سودانية.
> كلمات الوزير الدقير وأداء الفنان إسماعيل حسب الدائم لنشيد يوسف مصطفى التني (بين ضلوعي الوطن العزيز).. وشعر مختار دفع الله.. و(وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود).. بصوت الفنانة الوطنية (شموس) هذه المرة.. كل هذا الإبداع وغيره، كان في تسجيل أروع سهرة.
> الفنانة الوطنية (شموس) تؤدي رائعة الفنان الوطني جداً الراحل المقيم عثمان الشفيع الذي كان يطرب الشعب بروائعه الوطنية كلما مرت ذكرى لاستقلال السودان.
> اللجنة السياسية اختارت حتى من يقدم السهرة من المذيعين بعناية.. فقد أثرت ثقافتهما الوطنية زمن السهرة بما يملكانه من معلومات.
> إسماعيل حسب الدائم كان الامتداد الطبيعي لبادي محمد الطيب، وهو يصدح برائعة يوسف التني..
(بين ضلوعي الوطن العزيز).
> أما الوزير الدقير.. الوزير المثقف.. والقيادي بإحدى تيارات حزب الحركة الوطنية الأول، فلم ينسَ أن يحدث عن جرح الوطن في معركة كرري.
> فهو قد ذكرنا في تسجيل سهرة (من شرفة التاريخ المشرق).. بأنها كانت أكبر مأساة تمر على الشعب السوداني.
> لكنه يعزي نفسه والحضور بنيل الاستقلال.. فيجتر المحطات التي عبرها أبناء الوطن منذ ثورات ما قبل اللواء الأبيض بقيادة البطل علي عبداللطيف وما بعدها.
> المرأة كانت حضور بقوة في السهرة الاحتفالية الوطنية.. ليقول لسان حالها في مناخ الذكرى الستين لاستقلال الوطن: أنا حفيدة مهيرة بت عبود، أنا حفيدة رابحة الكنانية، أنا حفيدة حواء الطقطاقة.
> وحتى الراحلة حواء الطقطاقة، قد ارتسم حضورها في هذه السهرة في خيال المذيعة المشاركة في تقديم السهرة، حيث قالت إن حواء الطقطاقة لو كانت على قيد الحياة لكانت الآن بيننا.
> وبالطبع فإن سببين قويين كانا سيجعلاها مدعوة وموجودة، وهما بصمتها الواضحة في حركة الاستقلال واهتمام القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الوزير الدقير بمشاركتها في هذه السهرة الرائعة.
> لكن المذيعة جعلتنا نتخيل خيالاً لذيذاً ومحزناً معاً وجودها.. كما أنعش فينا إسماعيل حسب الدائم ذكريات الفنان الراحل بادي.. وفعلت الفنانة شموس نفس الشيء، وهي تذكرنا بفرح وحزن مختلطين ليالي الاستقلال كلما تمر ذكراه مع عثمان الشفيع.
> فقد أصبحت ذكرى الاستقلال في سهرة (شرفة التاريخ المشرق) إحياءً أيضاً لذكرى المبدعين أمثال بادي محمد الطيب وعثمان الشفيع، حينما تُردد أغنياتهما الوطنية الرائعة جداً بأصوات أخرى لا تقل روعة.
> السهرة مما يدهش فيها أنها متعددة البث.. بمعنى أنها ستبث في عدة قنوات سودانية.. ستضاف إلى مكتبات هذه القنوات.
> وبالإمكان أن تضاف إلى مكتبات الإذاعات.. لتحول مستقبلاً إلى إذاعة ذاكرة الأمة.. أو ما يمكن أن يماثلها.
> السهرة بصراحة رائعة جداً بكل من شارك فيها.. وأروع ما فيها الأغنيات الوطنية القديمة الرائعة بأصوات شبابية.
> خاصة الفنانة شموس.. فقد كانت ثلاث شموس مشرقة.. شمس إبداع في الأداء.. وشمس مشاركة المرأة في الاحتفالات الوطنية بقوة وعزيمة.. وشمس شرفة التاريخ. كلها أشرقت في سهرة (شرفة التاريخ المشرق).
غداً نلتقي بإذن الله..