سياسية

الدكتور طارق بن موسى الزدجالي : السودان يمتلك مسطحات مائية يمكن أن تشكل إضافة نوعية للأمن الغذائي العربي


أكد الدكتور طارق بن موسى الزدجالي، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية أن السودان يمتلك مسطحات مائية يمكن أن تشكل إضافة نوعية للأمن الغذائي العربي.
وقال الزدجالي لدي مخاطبته اليوم بمقر المنظمة بالخرطوم اللقاء الدوري الخامس لمسؤولي وخبراء البحوث ونقل التقانة في مجال الثروة السمكية، تحت شعار “تربية الأحياء المائية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة” إن دولا عربية عديدة وضعت إستراتيجيات وبرامج طموحة في هذا المجال، وتناغما مع هذا التوجه أعدت المنظمة مسودة إستراتيجية عربية لتربية الأحياء المائية ولائحة استرشادية لتربية الأحياء المائية، وتنفذ برنامجا عربيا لتربية الأحياء المائية، وبرنامجاً عربياً آخر للاستزراع السمكي في المياه العذبة”.
وأضاف أن هذا اللقاء يكتسب أهمية بالغة بالنظر إلى الظرف الزماني الذي ينعقد فيه وهو يومين قبل البدء في تطبيق خطة التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر الأخير متضمنة 17 هدفا منها 9 أهداف تهتم بشكل مباشر أو غير مباشر بقطاعي الزراعة والثروة السمكية حيث نص الهدف الرابع عشر من هذه الأهداف، التي سيجري تنفيذها على مدى الخمسة عشر سنة القادمة بوجه خاص على “حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على النحو المستدام” .
وأشار مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن مستوى الاكتفاء الذاتي العربي من الأسماك الآن في حدود 102% ، موضحاً الاختلال في توزيع الإنتاج السمكي بين الدول العربية حيث توجد دول عديدة لا تتوفر فيها موارد سمكية بكميات كبيرة ، مما يحتم البحث عن بدائل، تضمن استدامة هذا الاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل المشكلات التي تعرفها المصائد العربية اليوم من استنزاف وتلوث ومُنافسة وغيرها، وهذه البدائل لا يمكن تصورها إلا من خلال زيادة الاستزراع السمكي الذي يمثل 40% من إنتاج الأسماك في العالم ومن المنتظر أن تزيد هذه النسبة بعد 2015م.
وأضاف أنه في ظل تغيرات المناخ وما هو متوقع من تأثيرات على المراعي في الوطن العربي، فهناك احتمالات كبيرة بأن تتأثر الثروة الحيوانية العربية، لذا تبقى الأسماك هي المصدر الذي يمكن الاعتماد عليه لتوفير النقص في البروتين الحيواني، الذي يمكن أن يكون متاحا للكثيرين.
وقال الزدجالي إن تنمية هذا القطاع تحتاج إلى استثمارات كبيرة لا يمكن أن يقوم بها إلا القطاع الخاص، أما دور القطاع العام فيجب أن يركز على توفير البنية الأساسية والخدمات المصاحبة، كما يتعين السعي من أجل خلق تكامل بين الإنتاج الزراعي والسمكي في حالة المياه العذبة من خلال النظر في إمكانية مرور مياه الري عبر أحواض الاستزراع السمكي في حالة المياه العذبة.
ودعا المشاركين ليخصصوا الجزء الأوفر من الوقت للمناقشات والتفاعل، معربا عن أمله أن يخرج اللقاء بمقترحات من شأنها النهوض بتربية الأحياء المائية من منطلق قومي عربي تكاملي، يفضي إلى تحديد برامج ومشروعات عربية مشتركة يمكن تنفيذها في هذا المجال.

سونا