تحقيقات وتقارير

داخلية الاحمدي “بربر” خطر الزائدة الدودية يهـدد الطـالبـات


شهد مجمع الأحمدي الجامعي لإسكان الطالبات بولاية نهر النيل مدينة بربر «حي الدكة»، تزايداً في الإصابة بحالات الزائدة الدودية، حيث بلغت أعداد الطالبات اللاتي أجريت لهن العمليات بمستشفى المدينة خلال شهر واحد «50» حالة بمتوسط عمليتين في اليوم الواحد، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة لانفجار الزائدة قبل إسعاف الطالبة في الوقت المناسب. وأولت جهات الاختصاص اهتماماً كبيراً بالقضية وبدأت التحركات بتحليل مياه الشرب والأكل، كما حضر مندوب من إدارة الصحة بـ «بربر» لأخذ مجموعة من العينات للزائدة الدودية المستأصلة لتحليلها في الخرطوم. «الإنتباهة» طرحت العديد من التساؤلات على الطالبات المصابات والجهات المختصة لإزالة الغموض عن هذا الخطر الذي يهدد الطالبات، هل تعود الأسباب إلى نوعية الطعام المقدم أم لسوء تخزين المياه المستخدمة في الطعام والشراب في الصهاريج؟ وخرجنا بالحصيلة التالية:
إفادات طالبات أجرين عمليات الزائدة
توسل الخير – كلية العلوم الإسلامية والعربية – قسم الإعلام
هذه المشكلة الصحية لم تبدأ الآن فهي منتشرة منذ الفصل الفائت. أما خلال الفصل الحالي وخلال عشرون يوماً فقط أجريت «62» عملية ولدينا زميلة توفت الى رحمة مولاها لانفجار الزائدة. وقبل أيام زارنا وفداً صحياً من الولاية وأكد على صحة الطعام بعد فحصه، كما أفاد بأن المياه صحية، وإلا لأصابت المدينة بأكملها. لكن نحن كطالبات نلاحظ من خلال تخزين مياه الشرب داخل المجمع أن الصهريج لم يعرف إليه الطلاء طريقاً من قبل، وهو صدئ للغاية إن كانت الكلمة تكفي وتفي بوصفه، بالإضافة إلى أننا نمنع من قبل الجهات المسؤولة في الداخلية بعدم الشرب من المبردات اليوم واليومان بحجة أنها بحاجة للنظافة وهذا يحدث في فترات متقاربة جداً.
الطالبة (ر . ع) كلية العلوم الإسلامية والعربية – قسم اللغة العربية وآدابها
ابتدرت إفادتها بوصفها لأعراض المرض الذي أصابها وأصاب الطالبات بأنه استفراغ وآلام في «الصفحة والرجل» ولم تذهب في معظم حديثها بعيداً عن الطالبة توسل مؤكدة على أن العمليات متواصلة وبعد معاناة طويلة مع المرض حضرت الجهات الصحية وأقامت محاضرة للتوعية بالمرض داخل المجمع، وقد قامت بأخذ عينات من العمليات وتحديداً الخاصة بها وأخبروها بأنهم سوف يتصلوا عليهن لإخبارهن بالأسباب ومازلنا في انتظار النتيجة كما وعدونا ونأمل ألا يطول انتظارنا.
(ب . م) كلية الشريعة والقانون
بداية أوضح أن هذه العمليات منتشرة بين طالبات كليتي الشريعة والقانون والعلوم الإسلامية والعربية بحسب وجودهن في الداخلية نفسها، لكن «ناس» الصحة حضروا متأخرين وأعتقد أن نتيجتهم ستكون متأخرة كذلك لأنه مضى على حضورهم «15» يوماً ولم يفيدونا بها بعد، كما أنني قد لاحظت أثناء فترة وجودي بالمستشفى أن هناك حالتان من مواطني المدينة وليست لديها أية علاقة مع طلاب أو طالبات الكليتين، وهنا أسأل هل تعزى المشكلة لمدينة بربر بصورة عامة وداخليات الطلاب بصورة خاصة، أم هي مجرد مصادفة ليس إلا؟.
(ن – أ) كلية الشريعة والقانون
نعم.. المرض منتشر، وقد يكون سببه «موت الضمائر»، حيث لاحظت في اليوم الذي صادف حضور الوفد الصحي أن مكان الطعام في كامل النظافة وتم تغيير الزيت المغلي حيث أنه كان يستخدم أكثر من يوم، وأكثر من مرة في إعداد وجبات الطالبات. إذن.. لا غرابة أن يؤكدوا على صحة الطعام وقد تكون ليوم واحد فكأنما الجهات المسؤولة عن إعداد الطعام داخل المجمع لديها معلومة سابقة لحضور جهات صحية في اليوم نفسه فاستعدت لهم بهذا الاستعداد المزيف والمفبرك، فكان لدينا طعام صحي ليوم واحد فليته كل يوم تزورنا الجهات الصحية ليكون لدينا طعام صحي كل يوم.
مشرفة تكشف معلومات مهمة
إحدى مشرفات الطالبات بالداخلية فضلت حجب اسمها ركزت في إفادتها على أن عدد الحالات هي «52» فقط وأنها تملك حصراً وإحصائيات دقيقة بها حيث يتم رفع تقارير بأسماء الطالبات المصابات إلى صندوق دعم الطلاب بالمدينة الجهة المسؤولة عنا. وليس اتهاماً للمسؤولين بمستشفى المدينة، ولكن من باب شهد شاهد من أهلها فقد ذكر الوفد الصحي الولائي أنه اتضح له أنه يتم اتخاذ قرار العمليات بحسب الكشف السريري بدون إجراء كشف بالموجات الصوتية للتأكد من المرض بصورة أدق، كما أكدوا على أن الطعام داخل المجمع صحي إلا أنه اتضح لهم أن الطالبات يسرفن في تناول «المحدقات والشطة».
رئيس هيئة إدارة مستشفى بربر يوضح الحقائق
د. صلاح حسن حاج موسى رئيس هيئة إدارة مستشفى بربر قال إن الالتهابات المتزايدة للزائدة الدودية في داخلية الأحمدي للطالبات لم تصل إلى مرحلة الوباء حتى الآن. وحتى يتم الاستنفار لابد من وصول الحالات الى عشرة بالمائة من العدد الكامل للطالبات حسب مقياس منظمة الصحة العالمية، وكذلك وزارة الصحة. ولكن تحركت وزارة الصحة والمحلية وتم الاحتفاظ بالعينات لدراستها وبالتالي تشخيص الحالات هل هو انسداد للزائدة أم التهاب. وتمت مراجعة المياه والأطعمة في الداخلية.. والآن الحالات قلت كثيراً.
أما بخصوص حديث المشرفة بأن العمليات وتشخيص المرض يتم بدون إجراء كشف الموجات الصوتية، فأكد د. صلاح إن المشرفة تدخلت في ما لا يعنيها وهي ليست بالجهة التي تشكك في تقارير طبية وطعنها في تقارير الأطباء خطأ كبير. وأؤكد أن الزائدة الدودية لا تشخص بالموجات الصوتية ومن يشخصها بهذه الكيفية يكون طبيباً فاشلاً لأن الزائدة تشخص بالكشف السريري. وأضاف د. صلاح: «كل الحالات التي أجريت لها العمليات كانت الزائدة ملتهبة ولونها أحمر ومتضخمة ومن يقوم بالتشخيص هو اختصاصي الجراحة الذي لا يدخل غرفة العمليات ما لم يتأكد من الحالة. أما حديث المشرفة عن أن الوفد الصحي ذكر ذلك، فهذا حديث غير صحيح لأن تقرير الوفد لم يشر إلى أن الحالات لم تكن زائدة وهو ما يدحض حديثها.
وقال د. صلاح إن مستشفى بربر قامت بتوفير طاقم طبي مميز وتم إجراء جميع العمليات بامتياز ومجاناً للطالبات، وخرجن جميعهن في أحسن حال. ومن توفت لم تتوفى بسبب الزائدة، ولكن بسبب تسمم في الدم ناتج عن التسمم الغذائي. وامتدح د. صلاح حسن طاقمه الطبي بقيادة الجراح «مستر مهند» ومساعده د. يوسف والطاقم المساعد من تمريض وعمال وسسترات. هذا بالإضافة الى توفير غرفة عمليات ممتازة.
تقرير الصندوق القومي لرعاية الطلاب
بذل الصندوق القومي لرعاية الطلاب جهوداً كبيرة ومضنية مع كل الأجهزة المختصة، حيث قامت الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية عبر إدارة الاستعداد والتصدي للأوبئة بإعداد تقرير للتقصي عن حالات التهاب الزائدة الدودية بمحلية بربر داخلية الأحمدي، تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منه ونستعرض بعضاً منه في المساحة التالية:
تقرير التقصي عن حالات التهاب الزائدة الدودية بمحلية بربر (داخلية الأحمدي)
> ورد بلاغ إلى إدارة الاستعداد والتصدي بالولاية بتاريخ 9/12/2015م بتفشي حالات التهاب الزائدة بكلية الأحمدي للبنات التابعة لجامعة وادي النيل. وقد أجريت عدد من عمليات استئصال الزائدة عددها«38» عملية.
> تحرك تيم من المحلية بقيادة مدير النظام الصحي بالمحلية وإدارة الوبائيات وصحة البيئة بالمحلية وزارت الحالات بالمستشفى والداخلية، وقاموا بحصر الحالات ورفعها للولاية كما تم أخذ عينات من المياه بالداخلية للفحص. ولم يتمكن التيم من مقابلة الطبيب المختص.
> تم رفع الحالات للمستوى الاتحادي في نفس التاريخ. وتم التوجيه بإرسال تقرير مفصل مصحوباً بالصور والعينات.
> تحرك تيم الولاية في صبيحة 10/12/2015م والذي يتكون من إدارة الوبائيات والطب العلاجي وقام بإجراء الآتي:
> اتفق مدير النظام الصحي بالمحلية للتنسيق مع إدارة صندوق دعم الطلاب لزيارة الداخلية.
> تحرك الى مستشفى بربر لمقابلة الطبيب المعالج ومعاينة الحالات الموجودة بالمستشفى.
> العثور على حالتين جديدتين في غرفة العمليات و«3» حالات بالعنبر، تمت مقابلتهم والتحري معهم وجمع «4» عينات من الزائدة الدودية.
> مقابلة الطبيب المعالج وأوضح أن جميع الحالات مصابة بالتهاب الزائدة.
> بمراجعة سجلات المستشفى تم العثور على حالات مشابهة متفرقة بالمحلية.
> تم التحرك باتجاه داخلية الأحمدي للطالبات لمعاينة الوضع الصحي بالداخلية وتم الآتي:
> مقابلة مشرفة الداخلية وقد أوضحت أن الحالات بدأت منذ شهر سبتمبر ولكن تزايد العدد ليصل «2-3» حالات في اليوم الواحد، الأعراض تتمثل في ألم في الجهة اليمنى والرجل فقط، وعدد الطالبات بالداخلية «757» طالبة.
> معاينة مصادر المياه والأغذية بالداخلية وتتمثل في الآتي:
> خزان لمياه الشرب موصول بمكيفات التبريد ويتم أخذ الماء عن طريق مواسير موصلة مباشرة بالخزان.
> خزان آخر موصل ببئر جوفي داخلي للاستخدامات الأخرى (مغاسل وحمامات).
> توجد كافتيريا واحدة وبها متعهد يقوم بإعداد الطعام وبيعه منذ العام 2004 ويستخدم أواني للطبخ.
> الحالة العامة للكافتيريا جيدة وتتناول الطالبات طعامهن عن طريق أوانيهن الخاصة.
> بعض الطالبات يقمن بإعداد الطعام بأنفسهن داخل الغرف (ميز).
> يتم نقل النفايات بصورة يومية، والبيئة نظيفة ولا يوجد ذباب أو حشرات.
> الحمامات نظيفة وتتم نظافتها بشكل دوري.
> يلاحظ وجود ازدحام في الغرف حيث يوجد حوالي 10 طالبات بالغرفة الواحدة.
الإجراءات التي تمت للسيطرة
> كلورة المياه.
> تفعيل البلاغ اليومي عن الحالات.
> تم إجراء تثقيف صحي على المستوى المحلي بواسطة أطباء من مستشفى بربر.
التوصيات
1 – تكوين لجنة من اختصاصي الطب الباطني لدراسة الحالات.
2/ الكلورة الدورية لمياه الشرب والاستحمام.
3/ التثقيف الصحي للطالبات عن المرض ومسبباته.
4/ تفعيل الرصد الدقيق للحالات والتبليغ الفوري.
5/ تأهيل معمل الصحة العامة لمواكبة متطلبات الفحص.
خاتمة
> بلغ إجمالي الحالات حتى لحظة كتابة التقرير «50» حالة بنسبة 6.6% كما توجد حالتان من داخلية أخرى (أم الفقراء) تابعة لجامعة الشيخ البدري.

الانتباهة


‫3 تعليقات

  1. ياسيدي العزيز مِمكن تشخص الزائدة الدودية بالموجات الصوتية مع التشخيص السريري عدم وجود موجات صوتية او أشعة مقطعية في مدينة كبيرة وأدت الي موت طالبة يجب وزير الصحة ان يقدم الاستقالة

  2. يا هاني شكلك بتحلم انك في أوربا والدول المتقدمة ثقافة الاستقالة دى هنا ما عندنا حتي لو ناس المدينة كلهم ماتوا مش شوية طالبات.